ملفات وتقارير

"ولائيون" و"مرجعيّون".. تقسيم مليشيات الشيعة بالعراق (شاهد)

تصنف الولايات المتحدة معظم قادة الفصائل "الولائية" على لوائح الإرهاب- أ ف ب

تنقسم المليشيات الشيعية في العراق إلى جزءين أساسيين بناء على الولاء للمراجع الدينية داخل وخارج البلد، رغم أن أغلبها أصبح ضمن هيئة الحشد الشعبي، التي كسبت الصفة الرسمية بقرار للبرلمان منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.


اختصارا فإن القسمين الأساسيين في "الحشد"، الأول: "الولائيون" لأنهم يدينون بالولاء لنظام ولاية الفقيه بقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي، والثاني: "المرجعيّون" كونهم يتبعون مرجعية رجل الدين الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف العراقية.


"الولائيون"


ما عدا "منظمة بدر"، فقد تأسست معظمها عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ويشتركون في تقليد مرجعية خامنئي، ولديهم ارتباط منهجي وحزبي بإيران التي تدعمها سياسيا وماليا، ويسيطرون حاليا على جميع مديريات وأقسام هيئة "الحشد الشعبي".

 


وفي حديث لـ"عربي21" قال الخبير العراقي في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، إن "هناك 67 فصيلا شيعيا، 44 فصلا منهم ولائي، وبالتالي فهم الأكثر تسليحا وعددا إذ يصل عددهم إلى 78 ألف عنصر من أصل 164 ألف تعداد الحشد الشعبي".

 

اقرأ أيضا: حزب الله العراقي: أدلة على تورط مسؤولين بقتل سليماني والمهندس


وأشار إلى أن الولائيين تسليحهم أقوى ويأخذون حقوقهم المالية مئة بالمئة، إذ أن الحشد الشعبي يصرف لهم من ميزانية الدولة شهريا 98 مليون ونصف المليون دولار، فهم لهم منها 7.7 بالمئة.


وبحسب الهاشمي، فإن الولائيين يطالبون بأن يكون الحشد الشعبي قوة عسكرية تشبه جهاز مكافحة الإرهاب وتبقى كقوة تشبه قوة الحرس الثوري تحمي المكتسبات السياسية الشيعية في العراق.


وحول المليشيات التي تعمل خارج مظلة "الحشد" وتوالي الخط الإيراني وتقاتل خارج العراق، قال الهاشمي: "لدينا سبعة فصائل رئيسية ينطبق عليها هذا التوصيف، ومنها: حركة النجباء وكتائب (حزب الله) وسرايا الخرساني، إلا أن الثابت".


وأردف: المؤكد عدم وجود جهة واحدة تعمل خارج هيئة الحشد الشعبي مئة في المئة، إنما يكونون في العادة جزءا من الحشد ويأخذون مرتبات منه، والجزء الآخر يعمل خارج العراق ويتلقى الدعم من إيران.


ومن أبرز المليشيات الولائية: "منظمة بدر، عصائب أهل الحق، حركة النجباء، كتائب حزب الله، سرايا الخرساني، كتائب سيد الشهداء، كتائب الإمام علي، وجند الإمام".


"المرجعيّون"


بداية تأسيسها كانت من متطوعي فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقتها مرجعية النجف في تموز/ يونيو 2014، وهي تضم مقلدي رجل الدين الشيعي علي السيستاني من المحافظات العراقية.


وتتبنى عقيدة عسكرية جاءت نتيجة فتاوى دينية كُرّست معنويا لخدمة هدف محدد صد تنظيم الدولة، ولم تكن تقوم على أساس بناء عقائدي يخضع إلى عمل تدريبي تشرف عليه مديريات التوجيه المعنوي في المؤسسة العسكرية.


وقال الهاشمي لـ"عربي21" إن هذه الفصائل "المرجعيون" الذين يتبعون مرجعية السيستاني، ليس لها دور في الصف الأول من قيادات وإدارات وأقسام الحشد، وما تحصل عليه من حقوقها المالية يصل إلى واحد بالمئة.

 

اقرأ أيضا: مخابرات العراق تصعّد ضد موالين لإيران.. ما حقيقة الاعتقالات؟


وأوضح أن "الفصائل التابعة للمرجعية، تأخذ تقريبا 2.3 مليون دولار، من ميزانية الحشد التي ذكرناها آنفا، فالنسبة كبيرة في الفرق بين حصة الولائيين والمرجعيين".


ويصل عدد الفصائل المرجعية 17 فصيلا من أصل 67 فصيلا شيعيا بالحشد الشعبي، والفصائل الستة الباقية لها مرجعيات غير مرجعية علي السيستاني، فمنهم من يتبع مراجع أخرى مثل: محمود الهاشمي الشاهرودي، ومحمد اليعقوبي، محمد سعيد الحكيم، ومحمد إسحاق الفياض، وفقا للهاشمي.


أشهر تلك الفصائل التي تتبع السيستاني، هي: "فرقة العباس القتالية، لواء علي الأكبر، لواء أنصار المرجعية"، كما أن فصيل "سرايا السلام" التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يصنف ضمن المرجعيين، فهم يقلدون والد الصدر.


وأشار الهاشمي إلى أن الفصائل الولائية ومقتدى الصدر مع دمج قوات الحشد الشعبي في وزارتي الدفاع والداخلية، أو جعلهم قوة مدنية أو احتياطية، أو إحالتهم إلى التقاعد.


"قوى مصالح"


وتمتلك معظم المليشيات الشيعية قوى سياسية تمثلها في البرلمان والحكومة، كما أنه لا يوجد حزب سياسي شيعي مشارك في العملية السياسية عقب 2003 لا يمتلك مليشيات مسلحة، وفقا لمراقبين.


لكن الخبير الأمني والعسكري أحمد الشريفي، رأى في حديث لـ"عربي21" أنه "من حيث التصنيف، فإن القوى العراقية التي تمتلك فصائل مسلحة، هي قوى مصالح وليس مبادئ".


وقال الشريفي لـ"عربي21" إن "هذه القوى غير مرتبطة بقياداتها وزعاماتها عقائديا كما يدعون، وإنما هو ارتباط مصلحي، لأجل الرواتب التي تدفع لهم"، لافتا إلى أنها "قابلة للانهيار والتفكك بمجرد ضرب الرؤوس والمشروع".


وبحسب قوله، فإن "العودة إلى مفهوم المقاومة غير متاح، لأن كل هذه الفعاليات منظورة بجهد استخباري وبنقمة جماهيرية"، مشيرا إلى أن "هذه القوى ليست لديها قدرة الذوبان بالمجتمع مجددا، أو استخدامه منطلقا للضرب والعودة إلى الحواضن الاجتماعية، فإنهم يعانون من عزلة اجتماعية".


وبرأي الشريفي، فإن "العراق بحاجة إلى حكومة طوارئ بدعم دولي تقودها شخصية عسكرية قوية، قادرة على تأسيس خط شروع جديد للعملية السياسية في البلد، بعدما فقدت الجماهير الثقة بالنظام السياسي الحالي الذي أثبت فشله".


وتصنف الولايات المتحدة معظم قادة الفصائل "الولائية" على لوائح الإرهاب، وكان آخرهم الأمين العام لميليشيا "كتائب حزب الله" في العراق أحمد الحميداوي، بحسب بيان للخارجية الأمريكية الخميس الماضي.


وفي وقت سابق وضعت واشنطن على لوائحها، كلا من: زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي وشقيقه ليث، وزعيم "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، وزعيم "حركة النجباء"، أكرم الكعبي، وزعيم "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي.