نشر موقع "رسبونسبل ستيت كرافت" مقالا للأكاديمي كريستيان كوتس أولريتشن، يقول فيه إن انتشار فيروس كورونا والمرض الذي يتسبب به كوفيد-19 تسبب بالقلق في أنحاء العالم.
ويشير أولريتشن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن احتمال انتشار الوباء على مستوى العالم تسبب بتشويش اقتصادي وتعطل لحركة السفر، في الوقت الذي سارعت فيه الحكومات لاحتوائه ومكافحته، وأصبح مصير مناسبات رياضية كبيرة، مثل غراند بريكس في الصين، والمعارض التجارية، مثل مؤتمر عالم الهاتف المحمول في برشلونة، ومؤتمر "فيسبوك" لتطوير البرمجيات في سان هوزي، التأجيل أو الإلغاء.
ويلفت الكاتب إلى أن عضوا كبيرا من اللجنة الأولمبية حذر بأن الأولمبياد الصيفي في طوكيو مهدد إن لم تنجح محاولات السيطرة على الفيروس، بالإضافة إلى أن مباريات يورو 2020، بطولة كرة القدم الأوروبية في حزيران/ يونيو، هي أيضا موضع قلق، خاصة أنها ستتم في مدن موزعة على 12 دولة من دبلن إلى باكو وروما إلى سان بطرسبرغ، بدلا من أن تكون في بلد واحد.
ويجد أولريتشن أنه "مع أن التركيز الأولي كان على آسيا، حيث بدأ التفشي في الصين، تبعته مجموعات كبيرة في اليابان وكوريا الجنوبية، فإن القلق الآن انتشر إلى الشرق الأوسط، حيث هناك أعداد كبيرة من المصابين في كل من إيران والعراق والكويت والبحرين والإمارات، وعلقت السعودية العمرة بصفة ذلك إجراء احترازيا، وكون كل من إيران والسعودية هما عبارة على مناطق زيارات دينية فإن ذلك يجعل المنطقة بالذات معرضة لخطر التفشي على نطاق واسع، وليس غريبا أن تكون السلطات القلقة قد استجابت بفرض تعليق للسفر وغيره من القيود، مثل إغلاق المدارس، وأظهر إيقاف 2020 UAE Tour للدراجات في الإمارات في 27 شباط/ فبراير، في منتصف السباق، بعد أن أصيب مشاركان بفيروس كورونا، السرعة التي يمكن أن تؤثر بها المخاوف الصحية على الأحداث الرياضية وغيرها".
ويقول الكاتب إن "إحدى الفعاليات الكبيرة التي لم تظهر بعد تحت شاشة الرادار هي المعرض العالمي المزمع افتتاحه في دبي في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، الذي يستمر لستة أشهر حتى نيسان/ أبريل 2021، الذي يتوقع أن يكون أحد أهم النشاطات الأساسية لاحتفال الإمارات بذكرى تأسيسها الخمسين بصفتها دولة مستقلة، بالإضافة إلى أنه قصد من Expo 2020 أن يكون رمزا لتنامي القوة الناعمة للإمارات، بالرغم من المخاوف بخصوص نشاطات الإمارات في كل من اليمن وليبيا، بالإضافة إلى أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين طيلة العام، واستضافة مؤتمر مجموعة العشرين في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر، فهناك منطق سياسي في عرض الإمارات والسعودية -وشراكتهما السياسية والأمنية- للعالم".
ويبين أولريتشن أنه "مع أن المعارض العالمية ينظر إليها على أنها أصبحت من مخلفات الماضي الذي يبقى إرثه متجسدا في منشآت ذات رمزية، مثل برج إيفل الذي تم بناؤه من أجل المعرض العالمي في باريس عام 1889، أو مسلة الفضاء التي تم بناؤها للمعرض العالمي في سياتل عام 1962، وأصبحت التكرارات الأكثر حداثة أدوات قوية لصناعة العلامات التجارية، لذلك أنفقت شنغهاي على المعرض الدولي عام 2010 أكثر مما أنفقت بكين على الألعاب الأولمبية قبل ذلك بعامين، وجذب معرض شنغهاي رقما قياسيا من الزوار، الذين وصل عددهم إلى 73 مليون زائر، واعتبر المعرض ناجحا بقدر ما اعتبر معرض ميلان عام 2015 فاشلا؛ بسبب المظاهرات ضد إجراءات التقشف والتكلفة الزائدة واتهامات الفساد".
وينوه الكاتب إلى أنه "نظر في وقتها إلى منح دبي المعرض في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 على أنه مكافأة على نجاحها في تجاوز الانهيار المالي عام 2008، الذي هز الثقة الدولية في الإمارة، وقال رئيس الوزراء البريطاني في حينه، ديفيد كاميرون، الذي ضغط باتجاه اختيار دبي، إنها (لحظة دبي)، وأشاد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بوقوع الاختيار على دبي، قائلا إنه (إضافة جديدة لإنجازاتنا العظيمة ستضع الإمارات في مركز رؤية العالم على مدى العقد القادم)، وقام المسؤولون في دبي بوضع هدف الحصول على 25 مليون زائر للمعرض على مدى 6 أشهر، منهم 14 مليون زائر دولي لدعم قطاع السياحة والضيافة، الذي كانت قد بدأت تظهر عليه علامات الوصول إلى حالة الإشباع".
ويرى أولريتشن أن "إعادة ضبط الإمارات لسياستها بخصوص الشؤون الإقليمية بعد الهجمات على السفن عام 2019، يظهر حساسية القيادة للنكسات التي يتسبب بها عدم الوضوح الجيوسياسي، بالإضافة إلى أنه مع المعاناة الاقتصادية التي تمر بها دبي مرة أخرى، فإن المعرض سيجري في ظل سحابة أكثر قتامة مما تم توقعه عام 2013، حتى مع بداية بيع التذاكر الأولى في 23 كانون الثاني/ يناير، في الوقت الذي بدأ فيه القلق الدولي حول مرض كوفيد-19 بالتنامي، وقد حذرت شركة تقييم عالمية من أن دبي والمعرض قد يتأثران بشكل كبير بسبب موقع الإمارات بصفتها مركز سفر وتجارة عالميا، وهو ما تضمن مليون زائر من الصين إلى دبي عام 2019، والمسؤولون في دبي يعلمون أن الحالات الثلاث عشرة الأولى من الإصابات بفيروس كورونا لها علاقة بالسفر حديثا إلى الصين، بالرغم من ربط صحيفة محلية العدوى بإيران".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "يمكن أن يحدث الكثير قبل موعد افتتاح المعرض، وكون مدته ستة أشهر، وكون معظم المشاركين فيه من العامة وليسوا رياضيين مثلا، فإن هناك مجال للمرونة وتغيير بعض الترتيبات اللوجستية على عكس الألعاب الأولمبية أو مباريات كرة القدم، لكن في منطقة وقطاع اقتصادي يتأثران جدا بالتقلبات الخارجية، فإن الغموض الجديد المتعلق بفيروس كورونا يعني أن علامة سؤال كبيرة تبقى قائمة حول المعرض، على الأقل في توقيته الحالي، وبالطبع فإنه في مواجهة انتشار الوباء عالميا فإن مصير معرض تجاري يصبح تافها، لكن بالنسبة لبلد استثمر الكثير لتسويق نفسه للعالم بشروطه هو فإن فرص جعل عام 2020 عاما لجعل الإمارات (والسعودية) ماركات عالمية أصبحت أقل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: هكذا تواجه إيران وباء فيروس كورونا
FA: هل تفقد المؤسسة الدينية الإيرانية شرعيتها بسبب كورونا؟
NYT: وباء كورونا يجتاح العالم فما هي استعداداتنا؟