شهدت معارك محافظة إدلب الأخيرة، تطورا هو الأول من نوعه، تمثل في دعم نقاط المراقبة التركية للهجمات التي شنتها فصائل المعارضة في بلدة النيرب شرق المحافظة.
وبإسناد مدفعي كثيف من نقاط المراقبة
التركية، شنت الفصائل هجوما معاكسا على مواقع النظام في بلدات النيرب وداديخ وآفس
وعلى محاور في سراقب، قتل وجرح على إثرها العشرات من قوات النظام من بينهم ضباط
وقادة عمليات، وانسحبت بعدها الفصائل معلنة عن اغتنام دبابة وآليات وأسلحة متنوعة.
وحسب مصدر في "الجبهة الوطنية للتحرير"، فإن هجوم الفصائل الثورية في محور "النيرب" قرب سراقب نجح في تدمير غالبية رأس حربة الميليشيات التي تعتمد عليها روسيا باقتحام المناطق، وتحديدا باتجاه "سرمين" و "تفتناز".
ووفق مراقبين تحدثت إليهم
"عربي21"، فإن مشاركة الجيش التركي في عمل عسكري مباشر ضد النظام، يأتي
ترجمة للتهديدات التركية لقوات النظام، ويؤشر إلى مرحلة جديدة، عنوانها الحماية
العسكرية لإدلب، بعد فشل حمايتها سياسيا.
اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو: الوفد الروسي بشأن إدلب يصل إلى أنقرة السبت
وهو الأمر الذي أكده الخبير بالشأن التركي
ناصر تركماني لـ"عربي21" بقوله إن "تركيا اقتنعت أخيرا، بعدم جدوى
الاتفاقات السياسية مع روسيا، وهي الآن بصدد اتخاذ خطوات لحماية إدلب عسكريا، بعد
تعذر حمايتها سياسيا".
وأضاف أن "كل الدلائل تشير إلى
أن تركيا باتت على استعداد للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع النظام، بعد انسداد
الأفق السياسي"، معتبرا أنه "لم يعد لتركيا خيار إن أرادت استعادة
المبادرة في إدلب سوى الخيار العسكري".
مرحلة جديدة
القيادي في الجيش الحر، مصطفى سيجري،
قال لـ"عربي21" إن ما يجري يؤشر إلى دخول المعارك في مرحلة جديدة، موضحا
أنه "لدينا اعتقاد بأن تركيا ستدخل بقوة إلى معارك إدلب، بعد أن أيقنت أن
روسيا لا تؤمن بالحل السياسي".
ورأى سيجري، أن من شان الموقف التركي
الحازم أن يقلب الموازين، مضيفا أننا "لم نصل لنقطة اللاعودة بعد، وما زال
هناك فرصة إن أجدنا التصرف في الفترة القادمة وإن تلقينا الدعم اللازم".
وتابع قائلا: "لن نستسلم ولن
نخضع للإرادة الروسية، ولن تكون أرضنا أرض إيرانية، وبكل تأكيد هناك قدرة للدفاع
عن النفس، والأصل أنه لا يوجد خيار بديل عن المواجهة".
اقرأ أيضا: هذا مصير نقاط المراقبة التركية بسراقب بعد سيطرة الأسد عليها
وحول ما تحتاجه الفصائل لتحقيق ذلك
من الحليف التركي، أوضح سيجري، أن الفصائل تحتاج الدعم العسكري واللوجستي النوعي،
بالإضافة لإعادة النظر في كيفية إدارة الملف السوري، والتعاون الكامل والمطلق مع
الشخصيات الوطنية النظيفة والاعتماد على القيادات الثورية الفاعلة، والمساعدة في
إقصاء الشخصيات الفاسدة، وتمكين المؤسسات الوطنية الداخلية.
من جانبه، اعتبر مصدر عسكري في
المعارضة في حديثه لـ"عربي21"، أن الغرض من الهجوم المعاكس هو زيادة
استنزاف قوات النظام، مشيرا إلى أن الغرض من المساندة التركية للفصائل، كان إيصال
رسائل مباشرة للنظام، مفادها أن تركيا قادرة على ردع قوات النظام، حتى لو كانت تحت
حماية روسيا
وكان وزير الخارجية التركي مولود
تشاووش أوغلو، أكد الخميس، أن بلاده تنتظر من روسيا إيقاف هجمات النظام السوري
المتزايدة على إدلب باعتبارها الطرف الضامن له.
وقال: "ننتظر من روسيا إيقاف
النظام باعتبارها الطرف الضامن له (..)، ننتظر قدوم وفد روسي، وإذا دعت الحاجة
سيلتقي زعيما البلدين عقب أعمال هذا الوفد، والهدف هو وقف الاشتباكات هناك".
وحول مقتل جنود أتراك قال تشاووش
أوغلو: "النظام هو من استهدف جنودنا، وهو من يستهدف نقاط المراقبة".
تركيا ترسل تعزيزات إلى سوريا وتؤكد جاهزيتها "لكافة المهام"
بعد سقوط سراقب.. الدفاع التركية تنفي نيتها إخلاء نقاط المراقبة
تركيا تتوعد بمواصلة الرد إذا تكرر استهداف جنودها بإدلب