حذرت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها من كارثة جديدة تلوح في سوريا، قائلة إنه يتوجب على الولايات المتحدة الرد بفرض عقوبات على روسيا.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "المذبحة في شمال غرب سوريا استؤنفت، وأشكال القتل معروفة، وخرقت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل يومين".
وتشير الصحيفة إلى أن روسيا ونظام بشار الأسد وإيران يقومون بقصف جوي ومدفعي ضد أهداف مدنية، ما أدى إلى رحيل أكثر من 150 ألفا منهم في كانون الثاني/ يناير فقط، بحسب منظمة الصليب الأحمر الدولية.
وتفيد الافتتاحية بأن "هذا التحالف استطاع السيطرة حتى الآن على مدينتين واقعتين على الطريق الاستراتيجي الذي يربط دمشق مع غرب حلب، وما يزال غير واضح ما إذا كانت هذه القوات تعتزم اجتياح بقية المحافظة، التي تعد آخر المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار السوريين، وإذا فعلت ذلك، فإنه سيتم دفع ثلاثة ملايين شخص باتجاه الحدود التركية، بحسب ما تقول الخارجية الأمريكية".
وتقول الصحيفة إنه "سيكون من بين هؤلاء مقاتلون متشددون ينتمون إلى تنظيم القاعدة، وإلى جانب المتطرفين الذين يواجهون العملية، فإن الطرف الوحيد الذي يقاوم هذا التحالف هي تركيا، التي نشرت قواتها في منطقة إدلب، ودعمت بعض جماعات المعارضة المسلحة، ما قاد إلى مواجهات بين القوات التركية والحكومة السورية، فسقط قتلى من الجانبين، وهو ما أدى إلى زيادة التوتر بين تركيا وروسيا بشكل يعرض العلاقة القريبة التي تطورت بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان للخطر".
وتجد الافتتاحية أن "واشنطن قد تشعر بالرضا لتورط أردوغان، الذي عرض علاقات بلاده للخطر من خلال شرائه منظومة دفاع صاروخية روسية، وطرد الأكراد من منطقة حدودية، بعدما سحب الرئيس ترامب قواته من المناطق الحدودية القريبة من تركيا".
وتقول الصحيفة إن " الحاكم التركي يواجه اليوم الغدر الروسي الذي حير إدارة باراك أوباما؛ فوعدت موسكو بالضغط على الرئيس بشار الأسد، ثم ذهبت وقدمت له الدعم في حملة عسكرية من خلال القصف المقصود للمستشفيات والمدارس والأسواق، ويجب على الولايات المتحدة ألا تقف مكتوفة الأيدي وتسمح بحصول كارثة في إدلب".
وترى الافتتاحية أن "موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا قد تؤدي إلى خروج جماعي يعرض استقرار أوروبا للخطر، وسينتشر الإرهابيون المحاصرون في إدلب، وبينهم عناصر تنظيم الدولة، إلى مناطق أخرى، ويجب ألا ننسى الكارثة الإنسانية بسبب الهجوم الجديد".
وتلفت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب تحاول مساعدة الأتراك، لكن من خلال التصريحات حتى الآن، فأصدر وزير الخارجية مايك بومبيو، بيانا له يوم 27 كانون الثاني/ يناير، شجب فيه الهجمات التي لا مبرر لها ضد سكان شمال غرب سوريا، وأعلن عن استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ أقوى التحركات الدبلوماسية والاقتصادية ضد الأسد، وأي دولة أو شخص يدعم هذه الأجندة "الوحشية".
وتنوه الافتتاحية إلى أن المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري حمّل في تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء موسكو مسؤولية الأحداث الأخيرة، وهو ما يشير إلى أن هناك عقوبات أمريكية ضد روسيا يتم التحضير لها، لكن جيفري أكد العكس، فقال إن الولايات المتحدة تريد الضغط على الحكومة السورية.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول؛ إنه "لن يتحقق إلا القليل، خاصة أن الاقتصاد السوري في حالة انهيار، وإن أرادت إدارة ترامب منع حمام الدم في إدلب، فإن عليها التركيز على موسكو لا دمشق".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بلومبيرغ: هل اكتشف بوتين أن هناك ثمنا لصداقة أردوغان؟
WP: هل ستجر إدلب ترامب مرة أخرى إلى سوريا؟
المونيتور: ما الذي دفع إيران للدخول إلى معركة إدلب؟