رأى زعيم حزب الوطن في ليبيا عبد الحكيم بلحاج، أن الجزائر يمكنها أن تمارس دورا مهما في دعم التوازن السياسي بين الأطراف المتدخلة في الشأن الليبي، وأنها قادرة على جمع الفرقاء الليبيين وتقديم مبادرة لدعم الحل السياسي في ليبيا.
وأوضح بلحاج في حديث مع "عربي21"، أن "مؤتمر برلين حول ليبيا الذي انعقد الأحد الماضي، أو المزمع عقده في مطلع شباط (فبراير) المقبل، لا يهدف لحل الأزمة الليبية وإنما تحجيم الدور التركي في ليبيا والمنطقة، وهو مسعى تقوده فرنسا".
وأضاف: "الدليل على ذلك أيضا إضعاف دور الجزائر وتغييب المغرب وتونس، وهو ما أعطى انطباعا للجميع بعدم التوازن بين الأطراف الحاضرين لمؤتمر برلين، هذه الملاحظات الشكلية تعكس أيضا مضمون المؤتمر، الذي هو في نهاية المطاف تكرار لذات المحاولات الفاشلة وغير المجدية بالنسبة لليبيين".
إقرأ أيضا: كاتب تركي: هذه أولوية أوروبا بليبيا وفقا لمؤتمر برلين
وأكد بلحاج أن "الليبيين يعولون على الأرضية الصلبة المتمثلة في الشرعية الدولية والتي تعكسها حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي والعدالة والدولية التي ترفض الانقلابات العسكرية، بالإضافة إلى دول الجوار الجريئة والتي تقف صفا واحدا ضد الانقلابات العسكرية، والاعتماد على القوة لحسم الخلافات السياسية".
ودعا بلحاج "المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق إلى مراجعة سريعة وعاجلة لأدائها السياسي والعسكري، خصوصا وأن غالبية القوى العسكرية التي كان يعتمد عليها القذافي موجودة في المنطقة الغربية، وأن تعمل لتشكيل جيش وطني وقوات أمنية قادرة على حماية الشرعية وتأمين ليبيا".
وأضاف: "الذي يدافع عن أرضه لا يحتاج إلى جلب قوات تدافع عنه، كما يفعل المتمردون باستجلابهم للروس والجنجويد والمرتزقة من باقي الدول المعروفة بدعمها للتمرد العسكري ضد الشرعية الدولية.
نحن نسعى لاتفاق سياسي ينهي الحرب له مرجعية دولية، اتفاق يوقف الهجوم العسكري على ليبيا ويعيد القوات التي تنفذه إلى أماكنها التي جاءت منها، والتأسيس لدولة مدنية يتم فيها التداول على السلطة وفق الآليات الديمقراطية المتعارف عليها دوليا".
وأضاف: "وجهة نظرنا أن حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي يمتلكان من المقاتلين ما يمكنهم من رد العدوان وإقرار الأمن والسلام في ليبيا، بقليل من الدعم العسكري، وهو أمر مسموح به وفق كل القوانين، فحكومة الوفاق هي حكومة شرعية وتمتلك الحق في توقيع اتفاقيات التعاون المشترك مع بقية الدول".
واعتبر بلحاج أن الحديث عن رفض تسليح الأطراف الليبية الصادرة عن مؤتمر برلين، المقصود بها تركيا حكومة الوفاق وليس كل الأطراف الليبية، وإلا فما سر وصول حفتر إلى حصار المدن ومهاجمة طرابلس، لولا وجود التسليح الدولي؟".
وأضاف: "من أشار إلى وقف توريد السلاح إلى ليبيا هم الأطراف التي تدعم التمرد على الحكومة الشرعية المدعومة دوليا".
إقرأ أيضا: استعداد جزائري لرعاية حوار بين أطراف الأزمة بليبيا
وأعرب بلحاج عن أسفه لأن الليبيين انخرطوا كلية في الحرب وغيبوا الحل السياسي بينهم، وقال: "الليبيون للأسف حوارهم أصبح بالقذائف والمدفعية والرصاص، وهذا غير مقبول، فنحن ندعو إلى موقف دولي يلزم الأطراف المتحاربة بالتفاوض والجنوح إلى السلم".
وأضاف: "هناك من الأطراف الدولية من نحسن بهم الظن في أن يقودوا مبادرة فاعلة لإنهاء الحرب في ليبيا، ومنهم الجزائر، التي تلعب دورا محايدا، ونحن نتواصل معها، وهناك أنباء عن أنها تستعد لإطلاق مبادرة من أجل السلام في ليبيا، نعتقد أنها تمتلك من رهانات النجاح الكثير".
وأشار بلحاج إلى أن "الاتحاد الإفريقي أيضا يمتلك من الامكانيات ما يجعله مؤسسة فاعلة في رعاية مفاوضات ليبية ـ ليبية جادة، على خلاف فرنسا وبقية الدول ذات المطامع الاستعمارية في ليبيا والمنطقة".
ووصف بلحاج خليفة حفتر بأنه الظاهرة الأبرز تعبيرا عن الإرهاب في ليبيا، وقال: "الذين يتحدثون عن محاربة الإرهاب في غرب ليبيا مضللون، ذلك أن الساحة الليبية والفاعلون فيها معرفون للعالم جميعا، ويمكن التقصي ومعرفة ارتباطات الجميع وتوجهاتهم".
وأضاف: "الذين يتهمون قوات حكومة الوفاق بأنها عبارة عن جماعات إرهابية يطلقون دعايات مضللة لتبرير حربهم على طرابلس وإجهاض حلم الدولة المدنية الذي قامت من أجله الثورة، ودفع الليبيون ثمنه غاليا، وإلا فإن الأولى بالإرهاب هو الذي يستعمل القوة العسكرية ويستجلب المرتزقة ويحارب حكومة يعترف العالم جميعا بشرعيتها"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: مؤرخ ليبي يتحدث عن أسباب طلب الليبيين نجدة "العثمانيين"
البردويل لـ "عربي21": "فتح" ترفض الشراكة في منظمة التحرير
الصلابي: التنسيق التركي ـ الجزائري مفيد لحل أزمة ليبيا