تحدثت
قناة عبرية، عن تقديرها لطبيعة الرد الإيراني على اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، في غارة أمريكية
نفذت فجر الجمعة في محيط مطار بغداد.
وأوضحت
القناة "13" العبرية، في تقدير أعده كل من هيزي سيمان وفشاي شحاف، أن
"إيران ليست مهتمة بحرب شاملة مع الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تخسرها".
ورأت
أن "طهران ستحاول الرد على اغتيال سليماني بطريقة لا تؤدي إلى تدهور الموقف إلى
مواجهة عسكرية واسعة النطاق، لأن الرئيس الأمريكي ترامب، لم يبد أي استعداد للعب اللعبة
المألوفة مع رد إيراني قوي لإلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية".
والسؤال
المهم بحسب القناة: "هل ستستوعب إسرائيل الرد على عملية اغتيال سليماني؟"،
منوهة أن "كلا من طهران والجهاد الإسلامي في غزة، يلومان إسرائيل على المساعدة
في القضاء على سليماني، لذلك القلق الإسرائيلي الليلة من شمال قطاع غزة".
اقرأ أيضا: قومي إيران : ردنا على الاغتيال سيشمل المنطقة والضريبة عالية
ومع
ذلك، نوهت القناة في تقريرها إلى أن "احتمال وقوع هجوم ضد إسرائيل يبدو ضعيفا
في هذا الوقت".
وذكرت
أن عددا من المسؤولين الأمريكيين، أخبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن "واشنطن
سترسل حوالي 3 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط نتيجة لتوترات متزايدة، عقب إرسال القوات
الأمريكية إلى الكويت في وقت سابق من هذا الأسبوع".
بديل
سليماني
من
جهة أخرى قال كاتب إسرائيلي إن "التقدير الإسرائيلي للاغتيال الأمريكي لقاسم
سليماني يصل إلى الحد الذي لا يتوقع وجود وريث له بمكانته وتأثيره، خاصة في ظل
الإرث الذي تركه خلفه، لأنه من وجهة النظر الإسرائيلية فإن الاغتيال من شأنه ترميم
قدرة الردع الأمريكية في الشرق الأوسط، بعد أن تراجعت كثيرا في الآونة الأخيرة،
وربما تبددت نهائيا".
وأضاف
بن كاسبيت المحلل السياسي الإسرائيلي في مقاله على موقع "المونيتور"،
ترجمته "عربي21" أن "رئيس هيئة الأركان
الإسرائيلية افيف كوخافي وجه مؤخرا نقدا للسلوك الأمريكي، لأن إسرائيل تعمل
بمفردها ضد الحرس الثوري الإيراني، لكن الأمريكيين بعد اغتيال سليماني عادوا إلى
المشهد من جديد، وكأنهم يقولون إن أمريكا هنا في المنطقة، ومن الأفضل ألا يتورط
أحد معها".
وأشار
إلى أن "هذه أخبار ممتازة، ويصعب أن نقدر قوة السرور الذي يسود المنظومة
السياسية والأمنية الإسرائيلية عقب سماع اغتيال سليماني، ورغم ذلك فقد بذل كبار
المسؤولين جهودا كبيرة لضبط سلوكهم، وكبح جماح رغبتهم بالكتابة والتعليق على هذا
الحدث".
وأوضح
أن "إسرائيل تعلم أن هذا الحدث التاريخي الاستراتيجي من شأنه أن يقرب الشرق
الأوسط كله من خيار الحرب الشاملة، لكن المصلحة الإسرائيلية العاجلة هي إبعاد
نفسها قدر الإمكان عن هذا الاغتيال الذي قد يغير صورة المنطقة، وفي هذه الأثناء
يسعى كبار الجنرالات لدى السياسيين الإسرائيليين بعدم إظهار المزيد من الاحتفال
بهذا الاغتيال".
وأكد
أن "سليماني كان عدوا مريرا لإسرائيل في السنوات العشرين الأخيرة، وربما في
تاريخها المعاصر كله، لأنها اعتبرته المسؤول الإيراني الأول عن تصدير العمليات المسلحة
المعادية لها، وسعى لتوسيع المحور الشيعي من طهران إلى طرطوس، وهو الأيديولوجي الأبرز
للحرس الثوري، وسعى للاقتراب من الحدود الإسرائيلية من خلال بيروت ودمشق".
وأضاف
أن "بعض الفرضيات التي سادت في أروقة المنظومة الأمنية الإسرائيلية ذكرت أنه
ليس هناك حرب بين إسرائيل وإيران، بل مع سليماني، لأنه لم يكن يزود رؤساءه بكامل
خططه العسكرية التفصيلية، مما سيكون مهما متابعة ما سيحدث في الأيام والأسابيع
القادمة على السلوك الإيراني عقب غياب سليماني".
وأشار
إلى أن "إسرائيل حددت اسم سليماني في قائمة الاغتيالات التي ليس لها بديل في إيران،
وقريبا سنعلم إن عثرت على بديل مناسب له بكامل مهامه، رغم الإعلان عن تعيين إسماعيل
قآني قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري".
وأوضح
أن "إسرائيل اغتالت في العقود الأخيرة العديد من المطلوبين لها، وآخرون تم
اغتيالهم بأيدي دول وجيوش أخرى، وفي أحيان كثيرة كان يشتاق من أصدر قرار الاغتيال
لمن تم اغتيالهم، ولعل أبرز مثال على ذلك اغتيال عباس الموسوي زعيم حزب الله
السابق، واستبداله بحسن نصر الله، ويمكن الافتراض اليوم أن الغرب والعالم يشتاقون
كثيرا إلى صدام حسين ومعمر القذافي".
وختم
بالقول أن "اغتيال سليماني اليوم يعيد إلى الأذهان اغتيالات أخرى لم يتم
العثور على بديل ملائم لها، وهنا يظهر نموذج عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله
الذي اغتاله الموساد والسي آي إيه في 2008، وهو يتكرر اليوم حول من سيأتي ليحل محل
سليماني".
اقرأ أيضا: اغتيال سليماني بين تحذيرات دولية وترحيب إسرائيلي
رويترز: اغتيال ثاني أقوى القيادات بإيران يهدد بإشعال المنطقة
سليماني ظل نصب عيني بومبيو لسنوات قبل اغتياله في العراق
4 مؤشرات على استعداد إيران لحرب شاملة مع أمريكا (شاهد)