أعلنت الجزائر، الخميس، موقفا معارضا غير مباشر للتدخل التركي في ليبيا، وذلك على لسان وزير خارجيتها الذي أكد رفض بلاده "لكل أشكال التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا".
ويأتي التصريح الجزائري، بالتزامن مع بحث البرلمان التركي اليوم الخميس، إرسال جنود إلى ليبيا، حيث سيحسم تصويته على مذكرة نيابية تدخل تركيا عسكريا في طرابس.
وقال صبري بوقادوم، في تصريحات له بالعاصمة الجزائر: "نلتزم بقرار الشعب الليبي السيد في ما يتعلق بحل الأزمة الليبية الذي يقوم على توافق جميع مكوناته بعيدا عن كل تدخل خارجي من أي كان".
كما أعلن بوقادوم بذات السياق، أن بلاده ستطلق في قادم الأيام مبادرات متعددة في اتجاه الحل السلمي للأزمة في ليبيا.
وقال :" ستقوم الجزائر في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية ما بين الليبيين فقط"، دون توضيح طبيعتها.
وحث بوقادوم، الأطراف الليبية على وقف الاقتتال فيما بينها، واستئناف الحل السلمي والسياسي.
وقال "لغة المدفعية ليست هي الحل، وإنما الحل يكمن في التشاور بين كافة الليبيين، وبمساعدة جميع الجيران، وبالأخص الجزائر".
وسترسل الجزائر، الجمعة، قافلة مساعدات إنسانية ثانية، إلى ليبيا، انطلاقا من مدينة جانت، القريبة من الحدود الليبية أقصى جنوب شرقي البلاد.
والخميس الماضي، قررت الجزائر، إعادة تفعيل وتنشيط دورها على الصعيد الدولي، خاصة ما تعلق بالملف الليبي وبصفة عامة في منطقة الساحل والصحراء وإفريقيا، وفق ما خلص إليه اجتماع المجلس الأعلى للأمن، الذي ترأسه الرئيس عبد المجيد تبون.
وفي خطاب تنصيبه رئيسا للجمهورية، شدد تبون على أهمية "ليبيا بالنسبة للجزائر"، وقال إن بلاده "ترفض إقصاءها من الحلول المقترحة لحل الأزمة الليبية".
اقرأ أيضا: البرلمان التركي يبدأ مناقشة مذكرة إرسال قوات إلى ليبيا
وأعلنت الجامعة العربية، في بيان لها، الثلاثاء الماضي، أن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لعودة الأمن في ليبيا، وقالت إنها ترفض التدخل الخارجي في شؤون ليبيا وتجدد تمسكها بوحدتها.
وأكد بيان الجامعة أيضا دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات (17 كانون الأول/ ديسمبر 2017)، باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، مشددا على أهمية إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية.
اقرأ أيضا: حكومة الوفاق الليبية تشكر قطر والسودان و"المغرب العربي"
وعقد الاجتماع الاستثنائي بطلب من الحكومة المصرية في ظل استعدادات تركيا لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في إطار مذكرة التفاهم حول تعزيز التعاون الأمني العسكري مع حكومة الوفاق الوطني والتي تم إبرامها، يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، أنه من المتوقع أن ترسل بلاده قوات عسكرية إلى ليبيا تلبية لدعوة من قبل حكومة الوفاق، وبعد أن تتم الموافقة على هذا الأمر من برلمان تركيا، الذي يصوت حول مذكرة التفويض الخميس.
"الرئاسي الليبي" يقر الاتفاقيتين الموقعتين مع تركيا
فرنسا ومصر تؤكدان رفضهما للتفاهمات الليبية التركية