تحدثت صحيفة روسية عن الذكرى العشرين لتنازل الرئيس الروسي بوريس يلتسين عن السلطة لخلفه فلاديمير بوتين.
صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي"، وفي مقال لـ"فيتالي تسيبليايف"، قالت إن خطاب يلتسين حينها تلخص في كلمتين "أنا متعب، سأغادر".
بيد أن الصحيفة، قالت إنه "في واقع الأمر، ما قاله يلتسين فعلا هو (سأغادر) ولم يقل (أنا متعب)، تحدث عن ليال بلا نوم، تجارب مؤلمة، حول ما يجب القيام به حتى يتمكن الناس من العيش بطريقة أسهل وأفضل، قال إنه فعل كل ما بوسعه.. لكن كلمة أنا متعب لم تظهر في الخطاب، على العكس أكد أنه يغادر ليس لدواع صحية".
وبعد حديث مطول من الصحيفة عن دوافع يلتسين للاستقالة مع بداية القرن الجديد، وعن أنه تنازل استباقا لهزيمة محتملة في الانتخابات أمام بوتين، تطرقت الصحيفة إلى اللحظات المؤثرة في الخطاب التاريخي المتلفز.
وتابعت الصحيفة: "كان أربعة أشخاص فقط هم من يعرفون أن يلتسين سوف يبلغ الناس في 31 كانون أول/ ديسمبر بمغادرته: يوماشيف نفسه، ورئيس الإدارة، ألكسندر فولوشين، ورئيس الحكومة، فلاديمير بوتين، وابنة الرئيس، تاتيانا دياتشينكو".
وأضافت: "وقبل مغادرته لتسجيل الخطاب المتلفز، أخبر يلتسين زوجته أيضا، بعدما همست في أذنه ابنته: (أبي، لا يمكن ألا تدع أمي تعرف)، فقال يلتسين باقتضاب: (ناينا، سوف أغادر المنصب). وركب السيارة، مغادرا لتسجيل الخطاب المتلفز".
وتضيف الصحيفة: "كان يلتسين في العادة يسجل الخطاب قبل رأس السنة بيوم أو يومين، أما هذه المرة، فسجلنا الخطاب يوم 30 ديسمبر. وصل فريق التصوير من القناة الأولى، لتسجيل خطاب عادي. وفجأة وقف يلتسين في النهاية وقال: لقد سجلت بشكل فظيع، سنعيد التسجيل يوم 31 ديسمبر، فأصاب فريق التصوير صدمة، حيث أن التسجيل يجب أن يبث في أقصى بقاع روسيا، كامتشاتكا. قررنا التصوير في الثامنة صباحا".
وتتابع الصحيفة على لسان رئيس إدارة يلتسين، وصهره فالنتين يوماشيف: "وصل الجميع في تمام السابعة صباح اليوم التالي، دخل فريق العمل لتسجيل الخطاب، ثم أغلقنا عليهم الباب، حتى أخذت الشريط وذهبت به أنا وكوستيا إيرنست إلى محطة البث "أوستانكينو". وبقيت المجموعة حتى الساعة الثانية عشرة في انتظار خروج التسجيل إلى البث المباشر. لابد أن أذكر هنا، أن مجموعة من فريق العمل بكوا عندما علموا بالاستقالة".
وأضاف: "أخبر فريق التصوير فيما بعد الصحفيين أن يلتسين نفسه انفجر بالبكاء. وأول من علم بمحتوى الخطاب كان عامل الإضاءة، الذي جلس في مقعد الرئيس ليضبط الإضاءة، وقرأ محتوى الورقة الموجودة على المكتب. ووفقا لما قاله المصور، أندريه ماكاروف، وجد المكتوب في هذه الورقة سأغادر منصبي".
ثم دخلت ابنة يلتسين إلى مكان التصوير، وطلبت ألا تكون الإضاءة احتفالية للغاية قائلة: "تعلمون أن أبي سيغادر المنصب".
أما يلتسين، بحسب الصحيفة، فقد كان هادئا ووديا.
ونقلت الصحيفة مقتطفات من خطاب يلتسن حينها، والذي قال فيه "أعتذر عن عدم تلبية آمال هؤلاء، ممن ظنوا أننا نستطيع الانتقال من الماضي الرمادي الراكد والشمولي إلى مستقبل مشرق وحضاري مزدهر بقفزة واحدة، كنت أنا شخصيا مؤمن بها.. لم تنجح القفزة، كنت ساذجا للغاية. في بعض الأحيان كانت المشكلات معقدة جدا، شققنا طريقنا من خلال الأخطاء والإخفاقات. تعرض الشعب للكثير من الصدمات خلال هذا الوقت العصيب".
ووفقا لذكريات أحد المصورين، جلس يلتسين، بعد قراءة العبارة الأخيرة من الخطاب، بلا حراك لعدة دقائق، وكانت الدموع تنهمر على وجنتيه.
التايمز: لهذه الأسباب يهتم أردوغان بليبيا
"هيل": بوتين يعتزم دمج هذه الدولة بالاتحاد الروسي خلال 2020
WSJ: هل ينجح أردوغان في إقناع بوتين بالتنسيق في ليبيا؟