نشرت مجلة "سانتي بلوس" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن أهمية الصداقة باعتبارها شرطا من شروط تحقيق السعادة. وتفتح لنا الصداقة الأبواب للتعبير عن مشاعرنا ومخاوفنا وقلقنا وفرحنا، حيث يمنحنا هذا التبادل الصادق لمشاعرنا نوعًا من النشوة التي لا توصف.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد منا ينتابه التساؤل حول الصداقة خلال الحياة المهنية، وما إذا كانت ستكون مفيدة أو من الأفضل ترك مشاعرنا جانبا للتركيز فقط على الجانب المهني لعلاقاتنا مع بقية زملائنا.
وأفادت المجلة بأنه بعيدا عن العاطفة العادية بين زميلين في العمل، يمكن أن تنشأ علاقة صداقة بين كليهما نتيجة لطف متبادل أو علاقة تواصل. وفي هذا السياق، نوهت المختصة في علم النفس، سيلفي سانشيز فورسان، إلى أن بعض الأشخاص يستمتعون بالذهاب إلى العمل من أجل تمتين العلاقات العاطفية التي أنشأوها في المكتب والتي أصبحت مصدرًا حقيقيًا للنجاح المهني بالنسبة لهم.
لذلك، يمكن أن نشهد نوعا من الود، لاسيما وأن أغلب الموظفين يقضون معظم حياتهم في العمل. وفي الوقت نفسه، يتشارك الزملاء كل شيء فيما بينهم على غرار الضغط والإجهاد والإنجازات والنجاحات، خاصة بين الموظفين الذين يحبون بعضهم البعض طالما لا يتأثرون بمفهوم النجاح والطموح الفردي، باعتبار أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نشوب صراع بين الزملاء، ويؤثر سلبا على أية صداقة.
علاوة على ذلك، تعبر الحياة المهنية عالما قاسيا يستوجب علينا إنشاء تحالفات مخلصة بعيدا عن الانتهازية. وتسهم الصداقة في إحساس الموظف بأنه مرتاح في جوه المهني ويتشبث أكثر فأكثر بعمله، ويفقه أن العمل في المكتب يرتكز أساسا على ربح الجميع.
يصبح العمل أقل مللا
وقالت المجلة إنه مع مرور الوقت، يمكن للعمل أن يصبح مملا ضمن جو روتيني مرهق.
ولكن مع وجود صديق في العمل، يصبح الجو أكثر متعة نظرا لأنه دائمًا ما سيلفه تبادل المرح والقصص الترفيهية بين الزملاء. ويسهم ذلك طبعا في جعل العمل أقل إرهاقا ومللا.
لا تقضي وقت استراحتك وحيدا
تساءلت المجلة عما يعوض تناول فنجان من القهوة أو وجبة خفيفة مع صديق مخلص في العمل. ويصبح وقت الاستراحة بمثابة "طقوس مهنية مقدسة"، كما تتحول إلى لحظة مميزة لمناقشة المواضيع الشخصية المهمة لك وتبادلها مع صديقك.
أشارت المجلة إلى أن صديق العمل سيكون سندا لنا ليشاركنا مخاوفنا ويخفف عنا همومنا. كما أنه سينصت دائما لشكوانا من المدير أو ضغوط العمل أو المشاكل الشخصية، وسيكون دائمًا إلى جانبنا.
يفهم أحاسيس الإحباط
ونوهت المجلة إلى أنه من السهل أن نشكو إلى شخص يعيش ويتشارك معنا الوضع ذاته، حيث سيعي صديق العمل مباشرة إحساسنا بالإحباط وسيفهم الصعوبات التي نعيشها ضمن إطار العمل، وسيقدم أفضل لنا نصيحة بهدف رفع الروح المعنوية لدينا.
رفيق جميل للنزهة
أكدت المجلة أن هذا الصديق الذي تعرفنا عليه في العمل لا تنحصر علاقتنا معه ضمن الإطار المهني فحسب، وإنما يتجاوز ذلك بكثير، حيث يمكن أن يكون صديقنا عند الخروج للقيام بنزهة. وعموما، يجب على الموظفين الخروج في نزهة جماعية، فهي لا تساهم في الابتعاد عن ضغط العمل في المكتب فحسب، وإنما تمثل أيضًا فرصة جيدة للتعرف أكثر على بعضهم البعض بشكل أفضل خارج السياق المهني، بما سيساهم أيضا في تعزيز العلاقات الودية.
تتعمق هذه الصداقة أكثر فأكثر
مع مرور الوقت، يمكن لهذا الصديق أن يصبح جزءا من عائلتك بإمكانك التعويل عليه، خاصة وأنك تقضي معه ساعات طويلة في العمل مما يسهم في تعزيز المودة المشتركة بينكما.
وقالت المجلة إنه يجب أن تتوفر في صديق العمل صفات مهمة للغاية، على غرار الإخلاص والأمانة والتضامن وحس الفكاهة. وتسهم هذه الصفات في تعزيز إيماننا بمفهوم التعايش الإنساني مما يصب في حسن إدارتنا للمواقف الصعبة بشكل أفضل. ولن يكون لهذه الصداقة أي وقع سلبي على صاحبها، بل بالعكس، لن تجلب له سوى الإحساس بالسعادة.