كشفت ورقة علمية جديدة قدمها "كيفن سميث"، عالم
أخلاقيات البيولوجيا بجامعة Abertay في إسكتلندا، عن
أن الأطفال المعدلين جينيا سيكونون موجودين بعد عامين، وذلك للمساعدة في حماية الناس
من الأمراض.
وبحسب الخبر الذيس نشرته شبكة "
سي إن إن"
الأمريكية، وترجمته "عربي21"، أصبحت مخاطر تحرير الجينات منخفضة، بحيث يمكن
استخدامها في الأجنة البشرية، وذلك وفقا لقول "سميث".
وأشارت الشبكة إلى أن علماء عدة من ضمنهم "سميث"
يريدون تغيير التركيب الجيني للأجنة؛ لمنع انتقال الأمراض المرتبطة بالجينات.
ومع ذلك، فإن هذه الممارسة مثيرة للجدل إلى حد كبير؛ بسبب
المخاوف من إمكانية استخدامها لإنشاء أطفال معدلين جينيا، يكون تعديل جيناتهم لأغراض
غير علاجية.
وقد أثار العالم الصيني "خه جيان كوي" غضب
الكثيرين بعد إعلانه عن خلق أول أطفال معدلين وراثيا في العالم من أجنة تم تغييرها
لجعلها مقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية.
بالمقابل، أوضح "سميث" في بيان أن ابتكارهم له
ما يبرره أخلاقيا، مضيفا: "سيوفر الأمل للآباء المعرضين لخطر نقل مرض وراثي خطير
إلى ذريتهم".
وأضاف في بيانه: "من وجهة النظر النفعية، يعد التعديل
الوراثي "الطريقة الوحيدة الممكنة" للتعامل مع جينات متعددة مرتبطة بالأمراض
في الجنين".
وأشار إلى أن التعديل الوراثي "سيسمح للأطباء بحماية
الناس في المستقبل من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والخرف، وغيرها من الأمراض
الشائعة الأخرى".
وتابع: "إذا كان من الممكن تجنب أو تأجيل العديد من
الاضطرابات الشائعة عن طريق تعديل البشر وراثيا، عندها يمكن تمديد متوسط العمر الخالي
من الأمراض إلى حد كبير".
ويوصي "سميث" بتأجيل برامج التعديل الوراثي؛ لأنه
في الوقت الحالي فإن "المجتمع يعارض إلى حد كبير استخدامه على البشر".
ومع ذلك، فهو يعتقد أن المحاولة "الأخلاقية" لإنتاج
أطفال معدلين وراثيا يمكن أن تكون في أقل من عامين.
نقد
بالمقابل، انتقد خبراء في هذا المجال أعمال
"سميث"، وأشاروا إلى أن مخاطر تحرير الجينات لا تزال قيد الدراسة.
وقالت "جويس هاربر" من معهد صحة المرأة بجامعة
لندن (UCL) لمركز العلوم الإعلامية في
بريطانيا: "لا أعتقد أن هناك تجارب كافية من شأنها إثبات أن هذه التكنولوجيا آمنة،
لذلك نحن بحاجة إلى السير في هذا الطريق بحذر وبتحفظ".
ووصفت "سارة نوركروس"، مديرة منظمة التقدم التعليمي
(PET)، وهي منظمة تعمل على تحسين الفهم
العام لعلم الوراثة، وصفت تحليل سميث بأنه "معيب".
وأشارت إلى أن الجمهور قد لا يغير رأيه بشأن الأطفال المعدلين
وراثيا، مضيفة: "هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم مخاطر هذه التكنولوجيا".
وتابعت: "يجب أن نتعلم الدروس من الأخطاء التي ارتكبت
في العام الماضي من قبل العالم الصيني الذي كان مسؤولا عن أول طفل محرر جينيا في
العالم".
وأنهت حديثها بالقول: "إذا كانت هذه التكنولوجيا ستستخدم
بشكل مماثل في المستقبل، فيجب الوفاء بالمعايير العلمية والأخلاقية الأعلى".
وكانت السلطات الصينية أوضحت أن التجارب التي أدت إلى ولادة
الأطفال المعدلين جينيا انتهكت قوانين البلاد، وتم إيقاف العلماء المعنيين.