نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، أشار إلى أنه كان ينظر في السابق إلى الأكل بشكل فردي على أنه أمر غير مقبول، ويخالف التقاليد في بعض المجتمعات.
وبسبب العديد
من العوامل، على غرار عمل مطاعم الوجبات السريعة على الترويج لبيع الأطعمة التي
يمكن تناولها أثناء التنقل في الهواء الطلق، أصبح الأمر في الوقت الراهن شائعا.
الغذاء تجارة
كبيرة
قال الموقع في تقريره
الذي ترجمته "عربي21"، إن البحوث الجديدة تظهر أن السيطرة على المنتجات
الغذائية في جميع أنحاء العالم أصبحت موجهة نحو تركيز الشركات الكبيرة متعددة
الجنسيات، التي تعمل على تحقيق أرباح طائلة، على اتخاذ القرارات الحاسمة حول كيفية
تصنيع المنتجات وبيعها.
وفي هذا الصدد، يعتقد البعض أن هذه المؤسسات الغذائية
العالمية ضرورية، بالنظر إلى أن الزيادة في إنتاج الأغذية، وتوزيعها شرط أساسي
لتحقيق الأمن الغذائي العالمي.
في المقابل، يعتقد آخرون أن
هذا النهج المتبع في الإنتاج أدى إلى عواقب وخيمة على معيشة الناس وثقافاتهم، وأثر
سلبا على البيئة. في الحقيقة، لا يمكن إنكار أن النظام الغذائي العالمي الذي أنشئ
على مدى نصف القرن الماضي غير مستقر.
علاوة على ذلك، يعتمد
الانتشار المتزايد للزراعة الأحادية، وهي زراعة وإنتاج وتنمية محصول واحد في مساحة
واسعة من الأرض أو لسنوات متتالية، اعتمادا كبيرا على الأسمدة الصناعية والمبيدات
الحشرية والمضادات الحيوية.
الوحدة تسود في عصر
تكنولوجيا المعلومات
ذكر الموقع أنه غالبا ما
يلوم الناس التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الهواتف الذكية والتطبيقات ومنصات
الويب، على تغير طبع العلاقات والانفصال عن بعضهم البعض، وخلق عالم تصبح فيه
التغذية الانفرادية أمرا شائعا.
علاوة على ذلك، يمكن طلب الوجبات السريعة مباشرة باستخدام الهواتف الذكية إلى المنزل أو مقر العمل، دون الحاجة إلى طهي شيء في المطبخ أو تناول العشاء في المطعم مع الأصدقاء.
وفي الوقت نفسه، تتيح العديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي التواصل بشكل سهل مع الأشخاص الذي يسكنون في قطر آخر
بعيدين عنا، بينما ننسى في الوقت نفسه التحاور مع القريبين منا.
لا تبق وحيدا
بيّن الموقع أن العيش مع
الآخرين من شأنه أن يساعد على التخلص من الوحدة، ويعطي فرصة قضاء وقت ممتع، وتناول
وجبات لذيذة في الطبيعة بصحبة العائلة أو الأصدقاء. إلى جانب ذلك، يعمل التواصل مع
الآخرين على تحقيق جملة من الفوائد الصحية، وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض
النفسية، مثل الإجهاد وخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
في سياق متصل، أظهرت مجموعة
من الدراسات أن الجلوس لمدة ساعتين بشكل أسبوعي في مناطق طبيعية من شأنه أن يكون
له الفوائد نفسها، على غرار تناول خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميا، وممارسة
التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة.
ينبغي ألّا يكون الغذاء
مجرد مصدر للربح
أفاد الموقع بأن تقاسم
الغذاء يمكن أن يغير طريقة فهمنا لاستدامة النظام الغذائي ورفاهية الناس في جميع
أنحاء العالم. وبطبيعة الحال، لن تحل مشاركة الغذاء جميع المشاكل التي يواجهها
النظام الغذائي العالمي اليوم. لكن في أفضل الأحوال، توضح هذه المبادرة كيفية إنشاء
نظام غذائي للإنسان والكوكب لا يهدف فقط لتحقيق الأرباح.
وفي الختام، نوه الموقع
بأنه ينبغي أن تكون هذه المبادرات قوة دافعة نحو التغيير والإصلاح، ما يساهم في
تحسين جودة حياة كل شخص، وبالتالي العالم بأسره.