تناول محللون أتراك، عملية مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، والتي حدثت بالقرب من الحدود السورية التركية، والخاضعة تحت سيطرة أنقرة في إدلب.
وقال الكاتب التركي، جاهد أرمغان ديلك، إن الولايات المتحدة تسعى لأن تكون دائما هي "قبطان السفينة" بالمنطقة، مشككا في الوقت ذاته بأن تكون عملية الاغتيال قد حدثت في إدلب.
تشكيك بمقتله بإدلب
وأشار في مقال مطول في صحيفة "يني شاغ"، وترجمته "عربي21"، إلى أنه من غير المعروف إن قتل البغدادي في تلك الليلة أو في وقت سابق، أو حتى ما زال مختبئا في مكان ما، مضيفا أن الولايات المتحدة تسعى لخلق تصور بأن تركيا كانت تعلم بموقع البغدادي، ما ينعكس عليها سلبا.
وأكد الكاتب التركي، على ضرورة القيام بعمليات وقائية ضد تنظيم الدولة، داخل البلاد وعلى الحدود والاستعداد لسيناريوهات سيئة حول احتمال تحريض التنظيم ضد تركيا، بهيكلته الجديدة عقب مقتل البغدادي الذي ظهر في المرة الأخيرة وهو يحمل ملف تركيا بيده.
دور لقسد.. ودمج تنظيم الدولة بالقاعدة
ولفت إلى أن مقتل البغدادي في إدلب، قد يكون بداية لدمج تنظيمي الدولة والقاعدة، لإحيائها على الساحة تحت غطاء تنظيم إرهابي عالمي جديد، مشيرا إلى أن "قسد" التي وسعت دورها حتى إدلب بحادث مقتل البغدادي، تريد أن تتولى دور القوة التي هزمت القاعدة، إلى جانب القوة التي هزمت داعش كقوة برية تابعة لأمريكا.
اقرأ أيضا: مسؤول أمريكي يكشف خطوات واشنطن المقبلة ضد "داعش" بسوريا
وبحسب الكاتب التركي، فإنه من غير المستبعد أن يجري إعادة تجنيد الوحدات الكردية المسلحة، بثوب قوات النظام السوري، وإرسالها إلى إدلب، مضيفا أن ذلك يمهد الطريق لقسد، لتكون جزءا من المفاوضات المتعلقة بمستقبل سوريا، لتصبح طرفا فاعلا.
عملية عسكرية ضد إدلب
وأكد الكاتب التركي، أن الأيام المقبلة تحمل في طياتها تحضيرات من روسيا والنظام السوري لشن هجوم في إدلب، معتقدا أن الولايات المتحدة في عملية قتل البغدادي بإدلب، تسعى لخلق حالة فوضى جديدة هناك، بهدف حرف العمليات من شرق الفرات.
بدوره، رأى الكاتب التركي، سيدات أرجين، في مقال له على صحيفة "حرييت"، أن المكان الذي كان يقيم فيه البغدادي يبعد 9 كم عن معبر جيلفا غوزو الحدودي، بينما تقع نقطة المراقبة التركية في منطقة سلوى على بعد 20 كم شمال شرق قرية باريشا.
وأضاف أن أهم نتائج العملية هو دخول زعيم أخطر ثاني تنظيم إرهابي بالعالم بعد القاعدة، إلى قرب الحدود التركية، منوها إلى أن "الجماعات الإرهابية" في إدلب تنقسم إلى مجموعتين، إحداهما تسير على نهج تنظيم القاعدة.
وتابع بأن، تنظيم القاعدة أسس جبهة النصرة في سوريا بداية الحرب الأهلية، وتولى مسؤوليتها أبو محمد الجولاني، الذي انشق عنها ليؤسس هيئة تحرير الشام وقوامها 12- 15 ألف مسلح، ويصنفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأحد أفرع القاعدة، ويعتبرها تنظيما إرهابيا.
اقرأ أيضا: خبير أمني: تداعيات على تركيا إذا اختير قرداش خلفا للبغدادي
أما المنظمة الأخرى فهي حراس الدين، وتختلف عن هيئة تحرير الشام، لافتا إلى أنها مازالت تتلقى تعليماتها من التنظيم الدولي القاعدة كما أن قوامها يتألف من 1500- 2000 مسلح، منوها إلى أن أهم عواقب مقتل البغدادي، التصور بأن إدلب أصبحت ملاذا إرهابيا كبيرا في أعين العالم، وهذا يستهدف تركيا بالأساس.
وأكد أن ذلك يبرر للنظام السوري بدعم من روسيا، بشن عملية عسكرية كبيرة، تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف في المدينة السورية المحاذية لتركيا، موضحا أن روسيا زعمت أن إدلب أصبحت ملاذا للإرهابيين، وطالبت بالتحرك نحو تحرير المنطقة من الجماعات "الإرهابية".
ولفت إلى أن حدث مقتل زعيم تنظيم الدولة في إدلب، يعزز من موقف روسيا في طرحها ضد تركيا، متوقعا أن تستخدم روسيا ورقة إدلب والتنظيمات فيها، لإدخالها ضمن تفاهماتها مع تركيا شرق الفرات.
هل نسقت أمريكا انسحابها من سوريا أم تعمدت خلق فوضى؟
أوروبا تضغط.. هل يستقبل العراق سجناء تنظيم الدولة بسوريا؟
هل تشتبك تركيا مع نظام الأسد.. كيف ستتأثر "نبع السلام"؟