لا يتورع ترامب بين
الحين والآخر عن إلقاء اللوم على الإدارات الأمريكية السابقة، واتهامها بالمشاكل
التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية، وليس الاتفاق النووي مع إيران والذي يلوم
إدارة باراك أوباما عليه الأول، ولن تكون حروب أمريكا في الشرق الأوسط الأخيرة.
ودأب ترامب على انتقاد
السياسات الأمريكية السابقة، فيما يقدم نفسه على أنه الرئيس الذي سينهي مشاكل الولايات
في الخارج، لصالح التركيز على بناء البلاد وتوفير الوظائف والتخلص من
الاتفاقات التي لم تستفد منها البلاد شيئا.
وقال ترامب في تغريدات
حديثة إن بلاده لم يكن يفترض أن تتواجد في الشرق الأوسط، واصفا حروب المنطقة بأنها
"غبية لا نهاية لها".
اقرأ أيضا: أوباما يكشف عن آرائه في الإسلام والسعودية والشرق الأوسط (1)
اقرأ أيضا: أوباما يكشف عن آرائه في الإسلام والسعودية والشرق الأوسط (2)
وتابع أن بلاده أنفقت
ثمانية ترليونات دولار في حروب المنطقة، كما قتل وأصيب الآلاف من جنودها.
وتابع أن الملايين
قتلوا أيضا "على الجانب الآخر"، في إشارة إلى شعوب المنطقة، مؤكدا أن
"الذهاب إلى الشرق الأوسط هو أسوأ قرار تم اتخاذه على الإطلاق".
واعترف ترامب أن بلاده
اتخذت قرار الحرب بناء على معلومات خاطئة بشأن "أسلحة الدمار الشامل"،
في إشارة إلى غزو العراق عام 2003، مشددا على ضرورة سحب القوات الأمريكية بحذر
والتركيز على جعل الولايات المتحدة "أعظم من أي وقت مضى".
الخبير السياسي
والعسكري، العقيد سليم شاكر الإمامي، أوضح في حديث لـ"عربي21" أن لكل
رئيس أمريكي سياسة مختلفة عن سابقيه، ولاحقيه.
وعلى مستوى الحروب، أشار
إلى أن بوش الأب كانت لديه حدود معقولة في الحرب، بالمعايير الأمريكية، أما بوش
الابن فكان متعطشا للحروب بشكل لا مثيل له، فيما كان بيل كلينتون محبا للحرب لكن
بحدود أيضا.
وعن ترامب، قال
الإمامي إنه رجل أعمال واقتصادي ثري مجنون، يرى أن الاقتصاد هو الأهم.
وأشار إلى أن رؤية
ترامب للشرق الأوسط تقوم على أنه يؤمن بأن التدخل فيه كان أكبر خطأ ارتكبته الإدارة
الأمريكية في العصر الحديث وما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وتابع: "لم يتحرك
ترامب بعد ضرب أرامكو، ولم يتحرك عندما دخلت تركيا إلى سوريا رغم إعطاء الآمال
للأكراد".
وأشار إلى سياسيات
أمريكية ثابتة في المنطقة؛ هي النفط، وأمن إسرائيل، وهدف سابق كان يتمثل في وقف أي
تقدم للروس إلى الشرق الأوسط.
وعن الموقف الحالي،
أشار الإمامي إلى أن أمريكا مشغولة الآن في محاولات عزل ترامب، وإذا ما كان سيفوز
بولاية جديدة، وإن كان جو بايدن الكبير في السن قادرا على منافسة ترامب، مؤكدا على أن "عام
الانتخابات يجب أن يمر بسلام".
وختم بأن الشرق الأوسط
لم يعد يتسع لأكثر من ثلاث دول؛ تركيا، وإيران، وإسرائيل، وأن لا مكان لقوة
أخرى في المنطقة على ما يبدو، ما لم يستيقظ العرب، الأمر الذي اعتبره شبه مستحيل.
ويذكر ترامب دوما بأنه
لن يدخل حروبا في المنطقة نيابة عن الآخرين، ولم يرغب بتوجيه ضربات عسكرية
لإيرانية على عكس ما كانت تأمله دول الخليج بعد الهجمات الأخيرة على سفن تجارية قبال
شواطئ الإمارات، والضربات الأخيرة على أرامكو في السعودية، أو حتى بعد إسقاط إيران طائرة
أمريكية مسيرة قالت إنها دخلت المجال الإيراني.
لكن ذلك لم يمنع ترامب
من إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى السعودية، بشرط أن تدفع
كافة تكاليفها، الأمر الذي وافقت عليه الأخيرة.
الدبلوماسي الإيراني
السابق، هادي أفقهي، أشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن السياسات
الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ثابتة، ومن يحددها ليس الرئيس، بل الدولة
العميقة بكل أذرعها الأمنية والبحثية والاستخبارية وشخصياتها المخضرمة.
ولفت إلى أن ما يغيره
الرؤساء يأتي في دائرة التغييرات التكتيكية، وليس الاستراتيجية، والتي يحدد مسارها
العام عالميا هو كل من سبق ذكرهم.
اقرأ أيضا: ترامب: لم يكن علينا التواجد بالشرق الأوسط.. وحروبها "غبية"
ودلل أفقهي على سياسات
أمريكا الثابتة في الشرق الأوسط بأنه منذ الثورة الإيرانية، لم يغير الرؤساء
الديمقراطيون أو الجمهوريون سياستهم تجاه طهران، إلى جانب السياسة الثابتة من
إسرائيل ودعمها اقتصاديا، وسياسيا، وأمنيا، على سبيل المثال لا الحصر.
وأضاف: "سياسات
الولايات المتحدة في أمريكا على المستوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط لا يغيرها
قدوم رئيس أو مغادرته".
وتابع بأن دخول سوريا
أو الخروج منها، والتدخل في العراق، والتفاوض مع إيران من عدمه، كلها جزئيات
وتغيرات تكتيكية فقط لا أكثر.
وعن قرارات ترامب
الخاصة بالشرق الأوسط، قال إن الأخير شخصية صعبة الانضباط، يتخذ قرارات مفاجئة، لا يعلم
بها وزراؤه ولا مستشاروه إلا عبر تويتر أحيانا.
وأكد أن ترامب يحمل معولا
ويهدم أركان الولايات المتحدة التي يقول إنه يريد أن يجعلها عظيمة من جديد، فخرج
من 14 معاهدة ومنظمة دولية، وخالف عشرات القرارات الأممية حين نقل
سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، واعترف بها عاصمة لإسرائيل، وألحق الجولان
بالخارطة الإسرائيلية.
وعن محاولة ترامب
المتكررة بإلقاء اللائمة على الإدارات السابقة، قال إن الرئيس الأمريكي ليس رجل
سياسة، بل مالك عقارات وفنادق، لم يمارس السياسة بشكل محترف، إلى جانب أن لوم الإدارات
السابقة شأن كل السياسيين والقادة حول العالم.
ومن الجدير بالذكر أنه ينتشر في الخليج العربي أكثر من 35 ألف عسكري أمريكي، العدد الأكبر منهم في الكويت، فيما يقع مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، وتستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية.
إيران وأمريكا لا تتزحزحان عن مواقفهما رغم الضغط الدولي
صحيفة: كيف تستفيد روسيا من هجمات أرامكو؟
بعد 400 مليار وصفقة القرن.. بأي ثمن ستحمي أمريكا السعودية؟