كشفت مصادر مطلعة على مفاوضات التجارة بين الصين وأمريكا، عن كواليس المناقشات التي تجرى حاليا في واشنطن.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز الأمريكية، في تقرير ترجمته "عربي21"، على لسان المصادر، قولهم إن المحادثات تتضمن نقاشا حول حزمة بنود تشمل المزيد من مشتريات الولايات
المتحدة الزراعية من الصين، وكذلك بعض الأحكام المتعلقة بالعملة والملكية الفكرية
والوصول إلى الأسواق، التي كانت مطروحة في وقت سابق من هذا العام بين الحكومتين.
وأكدت المصادر، أن القضايا الشائكة في العلاقة التجارية، والتي تشمل الإعانات
الصناعية والتجارة الرقمية ونقل التكنولوجيا، من غير المرجح معالجتها في هذه
المرحلة.
وقالت الصحيفة، إنه في حين أن هذا لن يرقى إلى مستوى اتفاقية التجارة الشاملة التي كانت
تجري مناقشتها هذا الربيع بين واشنطن وبكين، إلا أنها ستخلق هدنة في التوترات
التجارية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي في الأشهر الأخيرة.
واعتبرت الصحيفة أن إحراز تقدم في المفاوضات الصينية الأمريكية، قد يمهد الطريق لعقد قمة جديدة بين
ترامب والرئيس الصيني، شي جين بينغ، في اجتماع قادة التعاون الاقتصادي لآسيا
والمحيط الهادئ في تشيلي، المقرر انعقاده الشهر المقبل.
وقال
رئيس الشؤون الدولية في غرفة التجارة الأمريكية، مايرون بريليانت، وهي أكبر مجموعة ضغط أعمال أمريكية في مكالمة مع الصحفيين، أمس، إنه
تحدث إلى كلا الوفدين وأشار إلى رغبتهما في تحقيق "تقدم" في هذه الجولة
من محادثات.
وأضاف
بريليانت، "لن نحصل على اتفاق كبير هذا الأسبوع" لكن الصفقة الأصغر كانت
"خطوة في الاتجاه الصحيح".
وأوضحت الصحيفة أنه "إذا لم يتم التوصل إلى أي صفقة هذا الأسبوع، فإن التعريفات على 250 مليار
دولار من تلك السلع سترتفع من 25 في المائة إلى 30 في المائة، كما سيتم فرض رسوم
جديدة بنسبة 15 في المائة على جميع الواردات الصينية المتبقية، بما في ذلك عدد لا
يحصى من السلع الاستهلاكية، ابتداء من 15 كانون الأول/ديسمبر".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات تستهدف الشركات والأفراد الصينيين
المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ، غرب الصين، والتي أثارت رد
فعل غاضب من بكين،لافتةإلى أن مسؤولي الإدارة الأمريكية يفكرون في اتخاذ تدابير لتقييد تدفقات رأس
المال بين البلدين، وقمع الطرود من الصين التي تحتوي على مواد مهربة.
وولفتت إلى أن محاولة الولايات المتحدة والصين للتوصل إلى هدنة جديدة في حربهما التجارية تأتي بعد
شهور من القلق المتزايد بشأن تأثير صراعهما الاقتصادي على النمو العالمي.
وأوضحت
الصحيفة، أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى قامت
بتخفيض توقعاتهم لزيادة الإنتاج بشكل مستمر في جميع أنحاء العالم، هذا العام
والعام المقبل، مع استمرار الحرب التجارية.
وأشارت
الصحيفة،إلى أن المزارعين الأمريكيين المتضررين من التعريفات
الانتقامية الصينية على صادراتهم يتحملون وطأة الألم الناجمة عن الحرب التجارية، بينما
المصنعين عانوا بشكل متزايد من انخفاض الطلب من الخارج، فضلاً عن التأثير المباشر
للتعريفة الجمركية.
وتقول
الصحيفة، أن الصين تسارعت في شراء المنتجات الزراعية الأمريكية قبل محادثات
التجارة، حيث طلبت أكثر من 3 ملايين طن من فول الصويا في الأسابيع القليلة
الماضية، وتم الإبلاغ عن 398000 طن أخرى صباح يوم الخميس.
كما اشترت الصين رقماً قياسياً بلغ 142000 طن من لحم الخنزير الأسبوع
الماضي، حسبما ذكرت وزارة الزراعة الأمريكية.
ما حقيقة الأزمة المالية العالمية المقبلة في 2020؟
بالأرقام.. سيناريوهات مخيفة لمخاطر تطور الحرب التجارية
ترامب: لا اتفاق تجاريا مع الصين قبل الانتخابات الرئاسية