توقع محللون خفض معدلات الفائدة الأمريكية، في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مع خفض إضافي في الربع الأول من 2020، بعد صدور بيانات عن معدلات الوظائف والأجور في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن تقرير الوظائف الأخير إيجابيا، حيث كشف عن تعديل بالرفع في عدد الوظائف الجديدة المضافة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين بإضافة 45 ألف وظيفة، وتراجع معدل البطالة لأدنى مستوى في 50 عاما، ينظر البعض الآخر إلي بيانات التوظيف على أنها سلبية؛ لأنها جاءت أدنى من التوقعات، بالإضافة إلى تباطؤ نمو الأجور.
ويرى الاقتصادي "جيمس كنيتلي" عبر تحليل للبنك الاستثماري "أي.إن جي"، وفقا لـ"مباشر"، أن عدد الوظائف المخيبة للآمال لشهر سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى جانب تباطؤ نمو الأجور، يشير إلى أن الأساسيات التي يقوم عليها الإنفاق الاستهلاكي قد لا تكون قوية كما هو متوقع، ومع انخفاض المسوحات الخاصة بالشركات تزداد الحاجة إلى المزيد من التيسير النقدي.
ويُظهر تقرير الوظائف الأمريكي للشهر الماضي زيادة في عدد الوظائف بلغت 136 ألف وظيفة، وهو ما كان أضعف من التوقعات عند 145 ألف وظيفة.
اقرأ أيضا: نمو أقل من المتوقع للوظائف الأمريكية.. وباول: "نواجه مخاطر"
ويعزز النمو الضعيف للوظائف مع تباطؤ الأجور بأكثر من التوقعات حقيقة أن الأساسيات التي تدعم الإنفاق الاستهلاكي قد لا تكون قوية كما كان متوقعا.
وعند النظر إلى التفاصيل، نرى أن التوظيف في قطاع التصنيع انخفض بمقدار ألفي وظيفة، وهو ليس بالسوء الذي أظهره مؤشر مدير المشتريات (إي.إس.إم) في التوظيف، الذي تراجع لأدنى مستوى منذ 2014، لكن التوظيف في قطاع التجزئة انخفض للشهر الثامن على التوالي، وتراجعت العمالة في الحكومة الفيدرالية أيضا.
وظلت خدمات الأعمال التجارية والصحة والتعليم قوية نسبيا، لكن هناك انخفاضا عاما في توفير فرص العمل في جميع القطاعات الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك، انخفض معدل البطالة إلى 3.5 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ عام 1969، مع تراجع البطالة المقنعة أيضا، التي تستخدم مسحا مختلفا.
وفي ظاهر الأمر، ينبغي أن تكون هذه بمثابة أخبار جيدة للأجور، حيث إن المنافسة على العثور على العمال ذوي المهارات المناسبة تتصاعد، لكن الأمر لم يسر على هذا النحو.
وتباطأ نمو الأجور بدلا من ذلك إلى 2.9 بالمئة من 3.2 بالمئة، وهو هبوط كبير بالنظر إلى الصعود القوي مؤخرا، وحقيقة أن عدد ساعات العمل أقل في الشهر الماضي مقارنة مع أغسطس/ آب السابق له، وهو ما كان من المفترض أن يكون قد ساعد في زيادة متوسط الأجور في الساعة.
اقرأ أيضا: عودة "شبح الركود" تضرب الأسواق العالمية.. والنفط يستقر
وإذا أخذنا هذا كله في الحسبان، فقد شهدنا تباطؤا في نمو عدد الوظائف من متوسط 223 ألف وظيفة شهريا في عام 2018 إلى 161 ألف في 2019 حتى الآن.
وبشكل عام، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يحتاج إلى التدخل بمزيد من تيسير السياسة النقدية لدعم الاقتصاد.
ومن المتوقع حاليا خفض معدل الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول، مع خفض إضافي في الربع الأول من 2020.
ومع ذلك، من المقرر أن يتحدث الكثير من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأيام المقبلة، وأي تلميح بحدوث تحول متشائم سوف يقودنا بسرعة إلى خطوة أخرى في 30 أكتوبر/ تشرين الأول.
وخفض الفيدرالي معدل الفائدة الأمريكية مرتين هذا العام للمرة الأولى في 10 سنوات، مرجعا ذلك إلى ضعف الاقتصاد الخارجي وتباطؤ التضخم.
نمو أقل من المتوقع للوظائف الأمريكية.. وباول: "نواجه مخاطر"