ملفات وتقارير

تقرير: الحل السياسي باليمن مغلق لصالح طهران.. والرياض الخاسرة

أبعاد: الولايات المتحدة تضغط على السعودية بهدف الانتقال من "الحالة العسكرية" مع الحوثيين إلى "الحالة الدبلوماسية"- جيتي

حذر مركز يمني للدراسات من خطورة ما وصفها بـ"لعبة الولايات المتحدة في اليمن بين الحوثيين والسعودية"، قائدة التحالف العسكري لدعم الحكومة المعترف بها.


وقال مركز أبعاد للدراسات والبحوث، في تقرير له الخميس، إن واشنطن تقود لعبة خطرة في اليمن، من خلال الدفع نحو تكتيك جديد ضمن حملتها ضد إيران، وليس دعما لحلفائها التقليديين في الخليج العربي.


وأضاف التقرير أن هذه اللعبة "قد تدفع نحو تفاهمات إيرانية-أمريكية في نهاية المطاف، تشمل تسوية للوضع في اليمن والمنطقة، لكنه في نفس الوقت سيكون خارج مخاوف الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط".


وبحسب تقرير أبعاد، فإن الولايات المتحدة تضغط على السعودية بهدف  الانتقال من "الحالة العسكرية" مع الحوثيين إلى "الحالة الدبلوماسية"، خصوصا مع انتقال الإمارات ذات الاستراتيجية ذاتها في حزيران/ يونيو الماضي.


وأكد أن الإدارة الأمريكية تقوم بمهمة رئيسية حاليا، عبر سفيرها  في اليمن الذي عين مؤخرا، كريستوفر هينزل، وهي "إقناع الرياض بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الحوثيين وليس حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، اعتقادا بأن الأخيرة باتت ضعيفة للغاية، وساهمت جملة من الأحداث على تجاوزها، بما في ذلك التهميش المضاعف لقراره من قِبل التحالف العربي.

 

اقرأ أيضا: الرئيس اليمني يطيح بقائد شرطة سقطرى الموالي للإمارات

وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى، ديفيد شينكر، قد صرح خلال زيارة للسعودية في 5أيلول/ سبتمبر الماضي بأنّ واشنطن تجري محادثات مع جماعة؛ بهدف إيجاد حل "مقبول من الطرفين" للنزاع اليمني.


ووفقا للتقرير، فإن هذه المفاوضات الحوثية السعودية قد تقود إلى "خفض تصعيد الحوثيين على الحدود"، مشيرا إلى أن ذلك سيعني التفكير في خطط الأمريكيين والأمم المتحدة لإزاحة هادي من منصبه، وهو ما ترفضه الرياض -في الوقت الحالي- على الرغم من المبررات الأمريكية والأممية بشأن "هشاشة" سيطرة حكومته على مناطق نفوذها. لكن مع ذلك فمن دون رضى المملكة لا يمكن لهذه المحادثات أن تنجح.


وأوضح التقرير أن توفير الدعم المادي والاستشاري للقوات بالوكالة بدلا من المشاركة المباشرة يمكّن إيران من الدخول في صراعات إقليمية بدرجة من القابلية للإنكار.


وتابع بأن طهران تستخدم هذه القوى في صياغة التطورات السياسية في مناطق محددة، مع تقليل التكاليف المحتملة لها إلى أدنى حد".


ولفت إلى أن "الرؤية الأمريكية بشأن إمكانية  فصل الحوثيين عن إيران لن يكون ملموسا، ولا توجد له أداة للقياس إلا في حال سحب السلاح الثقيل من يد الجماعة، وتحولها إلى حزب سياسي، والاندماج مجتمعيا.


وقال إن أي حلول وسط لا تبدأ بسحب الأسلحة الثقيلة من الحوثيين والمليشيات الأخرى التي تمولها أطراف خارجية يعني تأجيل الحرب إلى المستقبل، وستكون حروب صغيرة يصعب وقفها أو حلها.


وشدد التقرير على أن محاولة واشنطن جلب السعودية إلى طاولة المفاوضات مع الحوثيين، وحديث ولي العهد السعودي عن إمكانية التفاوض وليس الحكومة اليمنية، صاحبة الحق، جعل من مبرر تدخل الحرب في مهب الريح، وسيضاعف التزامات الرياض الخارجية.

 

وذكر أن أي حلّول خارج أُطر المرجعيات الثلاث يجعل من الحرب مؤجلة بثمن أكبر، على الرغم من أن المأساة الإنسانية الحالية في البلاد أسوأ أزمة إنسانية عرفتها البلاد منذ عقود وعرفها العالم في العصر الحديث.


وبين التقرير اليمني أن تعرض السعودية للهجمات الحوثية طوال الأربع السنوات الماضية قد يدفعها تحت الضغط الدولي للذهاب نحو مشاورات مع الحوثيين. منوها إلى أن بعض المعطيات تشير إلى أن إيران محتاجة لاستقرار اقتصادي، لكن لن تسمح لحليفها الحوثي بعمل هدنة مع المملكة دون استفادتها منها وعودة تصدير نفطها.


واستدرك بالقول: "حتى لو حصلت الهدنة مع الحوثيين، فطهران ستبحث في المرحلة الثانية من الفوضى في المنطقة آلية نقل المعركة إلى عمق الخليج، وقد تبدأ بالإشارة لمليشيات شيعية خليجية لبدء عمليات مسلحة بالذات جنوب وشرق المملكة".


وأكد مركز أبعاد اليمني أنه ستبقى كل الخيارات غير خيار حسم المعركة في اليمن مغلقة لصالح إيران وميلشياتها .


وحذر المركز من أنه "حتى لو حصلت الهدنة مع الحوثيين، فطهران ستبحث في المرحلة الثانية من الفوضى في المنطقة آلية نقل المعركة إلى عمق الخليج، وقد تبدأ بالإشارة إلى مليشيات شيعية خليجية لبدء عمليات مسلحة بالذات جنوب وشرق المملكة".


ونوه إلى أن التمرد" وإخراج الحكومة من عدن، جنوبا، وحملة التطهير المناطقي التي مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي في مناطق سيطرته، تشير إلى أنه جرى انتهاك "الشرعية" ومشروعية التدخل بشكل كبير.


وقال إنه من دون إنهاء التمرد خارج أُطر التسويات والحلول الوسط التي تجعل من "الانتقالي الجنوبي" شريكا في الحكومة مع احتفاظه بالمليشيات المسلحة التي أسستها الإمارات، فإن هذه واحدة من محددات نهاية التحالف.