لجأ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى الاعتماد على العملة الرقمية "بترو" كسلاح لمواجهة العقوبات الأمريكية، وتهديد الأسواق السوداء، وعصابات مافيا الأموال.
ودخلت عملة فنزويلا الرقمية المدعومة بالنفط "بترو" الأسواق العالمية، مؤخرا، في محاولة لتحقيق الاستقرار للاقتصاد الهش الذي تأثر بالأزمة السياسية المستمرة في البلاد والعقوبات الأمريكية.
ونقلت قناة"تيليسور" المحلية عن مسؤوليين فنزويليين أن عملة "بترو" المشفرة، "ستُحيد" تهديد الأسواق السوداء، وعصابات مافيا الأموال.
واعتبر خبراء أن الهدف هو "وقف اختلال التوازن الناجم عن الحرب الاقتصادية المدفوعة من الخارج"، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على البلاد.
وقال الرئيس نيكولاس مادورو في مؤتمر صحفي إن "بترو، خلافا للعملات الرقمية الأخرى، لا تحتاج إلى التعدين (استخلاص العمولات من تعاملات العملة نفسها)، لأنها ذات قيمة بالفعل، إنها محمية بالنفط وثروة التعدين الفنزويلية".
اقرأ أيضا: فنزويلا تطلق عملة جديدة وتحذيرات من أزمة أسوأ
وأشار إلى أن "بترو" موجودة بالفعل في ستة من أكبر مراكز الصرافة الدولية في العالم (لم يحددها)، وسيجري قبولها الآن على المستوى الوطني.
وأكد مادورو أن جميع الفنزويليين سيحصلون على عملة "بترو" (دون تحديد موعد)، لإجراء عمليات شراء دولية، لافتا إلى أنها أصبحت الآن بديلًا قانونيًا للدولار في صفقات العقارات.
ويعادل سعر الوحدة الواحدة من عملة "بترو" المدعومة من الدولة 3600 بوليفار (العملة المحلية)، وستكون مرجعًا لتحديد قيمة الأعمال وسعر الخدمات والسلع الاستهلاكية، وإحدى الوحدات المحاسبية التي ستحكم الدولة البوليفارية، وفقًا لقناة "تليسور".
وفي فبراير/ شباط 2018، أصبحت فنزويلا أول دولة تطلق عملة إلكترونية على غرار بيتكوين (عملة رقمية لامركزية وتعد الأكثر شهرة في العالم)، في خطوة أملت الحكومة أن تساعد البلاد في الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة.
اقرأ أيضا: فنزويلا تعتزم إطلاق عملة رقمية لمواجهة الحصار المالي
وفي مارس/ آذار من العام نفسه، حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الأمريكيين، تداول العملة الرقمية الفنزويلية الجديدة "بترو"، معتبراً أنها "غير قانونية".
وفي أغسطس/ آب الماضي، أصدر ترامب، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتجميد جميع أصول الحكومة الفنزويلية في الولايات المتحدة.
وخلال الفترة الماضية، عمدت إدارة ترامب إلى اتخاذ تدابير دبلوماسية واقتصادية ضد نظام نيكولاس مادورو، شملت فرض عقوبات عليه وكبار مسؤوليه، بهدف الضغط عليه للتنحي.
ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني 2019، تشهد فنزويلا توترًا متصاعدًا، إثر زعم رئيس البرلمان، خوان غوايدو، أحقيته بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي ترامب بـ"غوايدو" رئيسًا انتقاليًا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا، فيما أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.
استقالة مهندسة "عقوبات ترامب".. والخزانة الأمريكية تعلق
أزمة مدفوعات تربك موانئ إيران وتعرقل استيراد سلع ضرورية
عودة "شبح الركود" تضرب الأسواق العالمية.. والنفط يستقر