بالوتيرة ذاتها تواصل الإمارات التحشيد والدعم العسكري للمليشيات الانفصالية المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الذي أسسته هذه الدولة العدوانية ليكون الأداة الأكثر هدماً للدولة الاتحادية وسط تغطية لا تخطئها العين من جانب الرياض التي من المؤكد أنها تفتقد إلى المنطق في تعاطيها مع المشهد اليمني.
خط هدنة
فخلال اليومين الماضيين تحدثت أنباء عن وصول سفينة إماراتية تحمل على متنها نحو ألف مقاتل تم تدريبهم في قاعدة إماراتية تقع في إحدى الجزر التابعة لإريتريا على الضفة الغربية للبحر الأحمر لينضموا إلى القوات التي يقودها العميد طارق محمد عبد الله صالح نجل شقيق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
هذا يشير إلى أن الإمارات لم تنسحب من الساحة اليمنية قدر انسحابها من المعركة التي تخوضها السعودية ضد الحوثيين، فيما تستمر هي في دعم المليشيات التي تنشط خارج سيطرة السلطة الشرعية وغايتها النهائية هي إنفاذ الترتيبات المتعلقة بتقسيم اليمن وتكريس مسارات صراع عديدة في جنوب البلاد وشمالها.
الإمارات لم تنسحب من الساحة اليمنية قدر انسحابها من المعركة التي تخوضها السعودية ضد الحوثيين
فشل حوار جدة
وعلى طرفي خط الهدنة تقف القوات الحكومية في مواجهة القوات المتمردة، وكلاهما على أهبة الاستعداد لخوض جولة جديدة من الحرب متى ما تأكدت الإمارات أن بوسعها حسم المعركة وفرض الدولة الانفصالية التي تريدها في جنوب البلاد.
من الواضح أن الطرفين انسحبا من حوار جدة الذي تؤكد السلطة الشرعية أنها منفتحة عليه لكن وفق شروطها وهو عودة الأمور إلى ما قبل العاشر من آب/ أغسطس علماً بأن الانفصاليين كانوا يتمتعون بنفوذ قوي جداً في المحافظات الأربع استناداً إلى الدعم الإماراتي المفتوح لقوات هذا المجلس.
السعودية اليوم تتعاطى مع عدوان مفصلي على قلب اقتصادها النابض بمرونة مثيرة للاستغراب
منطق الانفصال لا يزال ضعيفا
الإمارات ومعها السعودية يدركان أن منطق الانفصال لا يزال ضعيفاً، لأن أحداث الشهر الماضي أثبتت أن الانفصاليين لا يمتلكون القوات الكافية لفرض خيار الانفصال، لهذا ستعمل الإمارات على الإيفاء بمتطلبات المواجهة العسكرية الحاسمة، مع القوات الحكومية وهو ما يحدث الآن استناداً إلى ما كشف عنه الرئيس هادي.
معادلة استنزاف القوات الحكومية على مشارف عدن تتمثل في استمرار استغلال ميناء عدن من قبل الإمارات في تأمين الاحتياجات العسكرية للانفصاليين، في مقابل محاصرة القوات الحكومية وممارسة الابتزاز العسكري بحقها إلى أن تحين اللحظة المناسبة للإجهاز عليها وفرض الانفصال كحقيقة لا يمكن تجاوزها بعد ذلك.
لكن هل يتعين على الرئيس أن يكتفي فقط بالكشف عن الحقائق المرة التي تواجه سلطته المتلاشية في المحافظات الجنوبية؟ ألا يمكن لهذا الرئيس أن يمنع مواصلة الإمارات هذا الاستغلال الوقح لموانئ عدن في توريد الأسلحة الحديثة وهو يعلم أنها ستستخدم ضد قوات السلطة الشرعية في القريب العاجل؟
معادلة استنزاف القوات الحكومية على مشارف عدن تتمثل في استمرار استغلال ميناء عدن من قبل الإمارات في تأمين الاحتياجات العسكرية للانفصاليين
مؤشرات انحسار الموجة المضادة لـ"الربيع العربي"
في الذكرى الخامسة لانقلاب اليمن: الحرائق تلتهم السعودية
هل يمكن تكرار تجربة القمم الثلاثية في اليمن؟