أجرى الرئيس
الموريتاني الجديد، محمد ولد الغزواني، سلسلة لقاءات مع قادة أحزاب المعارضة
الرئيسية في البلاد، وذلك بعد نحو شهر من تنصيبه رئيسا لموريتانيا، في انتخابات
شاركت فيها المعارضة بقوة، وتمكن من حسمها لصالحه من الشوط الأول.
وقد بدأ ولد الغزواني
مباحثاته مع قادة أحزاب المعارضة بلقاء مع رئيس حزب "تكتل القوى
الديمقراطية"، أحمد ولد داداه، ثم بلقاء مع زعيم "مؤسسة المعارضة
الديمقراطية"، إبراهيم ولد البكاي.
كما أجرى ولد
الغزواني، الثلاثاء، لقاء مع رئيس حزب "اتحاد قوى التقدم"، والمرشح
الرئاسي السابق محمد ولد مولود، وبعد ذلك بساعات أجرى لقاء مشابها مع رئيس حزب
"الصواب" عبد السلام ولد حرمه.
"آلية للتشاور"
وقال رئيس حزب
"الصواب"، عبد السلام ولد حرمه، إن الرئيس ولد الغزواني أبلغه أن اللقاء
الذي أجراه معه اليوم يأتي تطبيقا لوعده في برنامجه الانتخابي بإيجاد آلية دائمة للتشاور مع المعارضة.
ونبه
ولد حرمه في تصريح أوردته صحيفة "الأخبار" الموريتانية، إلى أن ولد الغزواني عبر له شخصيا عن قناعته بتطبيق وعده
الانتخابي، وبفتح حوار دائم مع المعارضة، وإيجاد آلية جديدة للتباحث حول القضايا الكبرى
التي تهم الوطن.
ولفت
ولد حرمه إلى أن الحياة في السياسية في السنوات الماضية كانت في وضع غير طبيعي، كما
كانت علاقة السلطة مع المعارضة خشنة، أو سيئة، أو معدومة، أو متوترة، وهي حالة غير
طبيعية.
وأضاف: "أكدت
له أننا في المعارضة ندرك دورنا، وندرك وضعنا الدستوري، ونعلم أنه يحتم علينا فتح قنوات
دائمة مع السلطة، سواء من خلال مؤسسة المعارضة أو من خلال البرلمان أو غيرهما من الوسائل
التي نتفق عليها".
أما
رئيس حزب "اتحاد قوى التقدم" والمرشح الرئاسي السابق محمد ولد مولود، فقد
اكتفى بالقول إن لقاءه مع ولد الغزواني كان إيجابيا.
"هدوء
سياسي"
ويرى
المحلل السياسي الموريتاني، أحمد محمد المصطفى، أن الرئيس الموريتاني الجديد محمد
ولد الغزواني ربما يسعى من خلال هذه اللقاءات لتأكيد رغبته في تنفيذ ما تعهد به
خلال الحملة الانتخابية الماضية، وضمنه برنامجه الانتخابي من إيجاد آلية دائمة
للتشاور مع المعارضة، والعمل من أجل إيجاد مناخ سياسي هادئ في البلاد خلال السنوات
القادمة.
ولفت
في تصريح لـ"عربي21" إلى أن موريتانيا تعيش أزمة سياسية منذ الإطاحة بالرئيس
الأسبق معاوية ولد الطايع قبل نحو 15 سنة، تخفت حينا، وتتصاعد أحيانا أخرى،
والجميع بات يدرك أهمية الحوار والهدوء السياسي.
وأضاف:
"ولد الغزواني تعهد في برنامجه الانتخابي بإيجاد آلية للتشاور، وورد ذلك أيضا
في برنامج حكومة الوزير الأول إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، الذي صادق عليه
البرلمان قبل أيام، ربما الرجل يسعى لتنفيذ تعهداته".
وتابع:
"لكن التجربة تقول إنه في الجانبين، المعارضة والأغلبية الحاكمة، هناك أطراف
تعمل على منع نجاح أي حوار سياسي، وتستثمر في التأزيم، وقد نجحت في إفشال محاولات
سابقة لإطلاق حوار سياسي جامع".
ورأى
أنه في حال استطاع ولد الغزواني إيجاد آلية للتشاور، واستغل التحول السياسي الحاصل، فيمكن
أن "يشكل ذلك فرصة للانتقال إلى مرحلة هدوء تحتاجها البلاد المقبلة على مرحلة
تحول اقتصادي مع بدء اكتشافات الغاز الذي يبدأ استغلاله رسميا في العام 2021".
بدوره، رأى المحلل
السياسي محمد فال ولد الشيخ، أن الرئيس ولد الغزواني يريد بالفعل هدوءا سياسيا في
هذه المرحلة الحالية التي يواجه فيها تحديات كثيرة على الصعيد الاقتصادي والتنموي.
ولفت في تصريح
لـ"عربي21" إلى أن ولد الغزواني يدرك أن المعارضة باتت تمثل نسبة كبيرة
من الموريتانيين، خصوصا أنه فاز في الانتخابات الأخيرة فقط بنسبة 52%، فيما ذهبت
الأصوات الأخرى لمرشحي المعارضة.
وأضاف: "أتوقع أن
تشهد البلاد حالة من الهدوء السياسي لفترة معينة".
وشهدت موريتانيا تموز/ يوليو الماضي انتخابات رئاسية، فاز فيها الرئيس الحالي
محمد ولد الغزواني، الذي شارك في انقلابين عسكريين عامي 2005 و2008.
وتقول المعارضة إن الانتخابات شابتها خروقات لصالح ولد الغزواني، وهو ما نفته اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
الجزائر.. المعارضة ترفض دعوة رئيس الأركان للهيئة الناخبة