نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها في بيروت تشولي كورنيش، تتحدث فيه عن اعتزام مجموعة فنادق فرنسية العودة إلى سوريا؛ أملا في إحياء السياحة في البلاد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مجموعة الفنادق الفرنسية هذه ستقوم بإدارة فندقيين فاخرين في العاصمة السورية دمشق، يتوقع افتتاحهما في العام المقبل، وهو ما يجعلها أول شركة غربية تعود إلى السياحة السورية منذ بداية الحرب الأهلية هناك في عام 2011.
وتقول كورنيش إن "مجموعة فنادق اللوفر" تتوقع تدفق موجة من رجال الأعمال على البلد من أجل إعادة إعمار البلد، مشيرة إلى أنها ستدير الفنادق نيابة عن مجموعة نزهة للاستثمار السورية.
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع أن العاصمة دمشق ظلت مستقرة طوال الأزمة السورية، إلا أن الشركات الأجنبية تخشى من العودة إلى سوريا، في ظل انتشار الفقر بعد ثمانية أعوام من الحرب، ومقتل ما يزيد على نصف مليون نسمة، والدمار الهائل الذي خلفته الحرب، فيما لم يتوقف القتال في شمال شرق سوريا.
وينوه التقرير إلى يضاف إلى هذا كله العقوبات المفروضة على النظام السوري، التي عرقلت أي محاولات إعادة إعمار وعودة الشركات الأجنبية، وأثرت على الشركات التي لديها استثمارات، بما فيها شركة الجبنة الفرنسية "بيل غروب".
وتفيد الكاتبة بأن مجموعة فنادق "فورسيزونز" قررت ترك البلاد رغم استمرارها في العمل في البلاد طوال الحرب، وجاء هذا القرار بعد وضع مالكها سامر فوز على قائمة العقوبات الأمريكية في حزيران/ يونيو؛ بتهمة دعم النظام ماليا.
وتشير الصحيفة إلى أن قطاع السياحة مثل مصدرا مهما في سوريا قبل عام 2011، لافتة إلى أن وزير السياحة السوري قال هذا الشهر إن عدد السياح الذين زاروا سوريا عام 2010 وصل إلى تسعة ملايين سائح، وأشار إلى أن 259 ألف شخص يعملون في قطاع السياحة فقدوا وظائفهم بسبب الحرب.
ويلفت التقرير إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد والداعمين له يتعرضون لعقوبات دولية بتهم قتل وتعذيب مئات الآلاف من السوريين، إلا أنه لم يتم فرض عقوبات على قطاع السياحة السوري.
وتنقل كورنيش عن مدير مجموعة نزهة للاستثمار منذر نزهة، قوله إن عملية إعادة ترميم الفندقين كلفت 19 مليون دولار أمريكي، وستتم إدارتهما تحت اسمين جديدين، وهما "لوفر رويال تيوليب" و"غولدن تيولب".
وتذكر الصحيفة أن الشركة المملوكة من الدولة وهي "جين جيانغ الدولية القابضة" تملك شركة "لوفر" ، التي اشترتها من "ستاروود" في الولايات المتحدة عام 2015، مشيرة إلى أن من بين 1500 فندق وعقار تديرها اللوفر حول العالم هناك 67 فندقا في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، فإن الشركة وقعت العقد مع مجموعة نزهة قبل ثلاثة أعوام ونصف، وقال المدير الإقليمي للشركة أمين مكرزل، إن شركة الفنادق ستقدم خدمات من "مدير عام أوروبي" إلى تدريب الطاقم العامل في الفندقين، مشيرا إلى أن فريق اللوفر بدأ بزيارة دمشق لتقديم الدعم الفني.
وتفيد الكاتبة بأن مكرزل يتوقع "حجزا عاليا" بسبب الحصة التي سيحصل عليهما الفندقان من العدد المتبقي من الفنادق الراقية في دمشق، وقال مكرزل: "يحتاج الزوار الدوليون في الأوقات الصعبة إلى مكان إقامة"، في إشارة إلى عمال الإغاثة والدبلوماسيين الذين يقيمون في دمشق، وأضاف "لا علاقة لنا بالسياسة"، مشيرا إلى أنه يتوقع قدوم سياح في المستقبل.
وتنوه الصحيفة إلى أن مجموعة نزهة للاستثمار تعد الوكيل الوحيد في سوريا لشركة "دي أتش أل"، وبنت تجارتها على تقديم العقود اللوجستية لبرامج الغذاء الطارئة للأمم المتحدة أثناء الأزمات الإنسانية، وبدأت تبحث عن شركة فنادق دولية لإدارة الفندقين بعد حصولها على عقد استثمار لمدة 25 عاما لبناء الفندقين من مالكهما الأصلي عام 2014.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول نزهة: "لك أن تتخيل صعوبة الأمر.. نأمل أن تكون الحرب قد انتهت، وتبدأ إعادة الإعمار قريبا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
تلغراف:"فورمولا 1" تموّل مضمارا قرب سجن مرعب لنظام الأسد
إيكونوميست: انتصار الأسد فارغ وسقوط إدلب لن ينهي الحرب
بلومبيرغ: حشود من المرتزقة الروس قرب إدلب استعدادا للهجوم