نشر موقع "نيوز
ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تأزم الوضع في محافظة إدلب السورية، آخر معقل
للمعارضة، وذلك على خلفية تعرض القافلة العسكرية التركية، التي قدمت إلى مدينة خان
شيخون في 19 آب/ أغسطس، لهجوم من قبل القوات الجوية السورية.
وقال الموقع في تقريره
الذي ترجمته "عربي21"، إن دمشق ذكرت أن تصرفات الأتراك تعد بمثابة تعدّ
على السيادة السورية، بينما اتهمت أنقرة بدورها السلطات السورية باستهداف إدلب، ما
أسفر عن وفاة مدنيين.
وأضاف الموقع أنه من
المرجح أن يؤدي احتدام التوتر بين تركيا وسوريا إلى صراع عسكري واسع النطاق بين
البلدين، وذلك بحسب ما توصل إليه الخبير الروسي، ومدير مركز الدراسات الإسلامية في
معهد التنمية المبتكرة، كيريل سيمينوف. والجدير بالذكر أنه على خلفية الهجوم الذي
تعرضت له القافلة التركية، أدانت وزارة الخارجية التركية، هذا الهجوم الذي يتعارض
مع مبادئ الاتفاقيات المبرمة مع روسيا والتعاون والحوار معها. علاوة على ذلك، يصر
الجانب التركي على أن جيش الأسد والميليشيات الموالية له تواصل القتال في مناطق
وقف التصعيد، ما أسفر عن مقتل حوالي 500 شخص خلال هذا الصيف.
وذكر الموقع أنه بعد
توقيع أنقرة وموسكو على اتفاقية سوتشي في أيلول/سبتمبر سنة 2017، تم الإعلان عن
المنطقة الفاصلة بين مواقع القوات الموالية للحكومة، والمعارضة من ضمن المناطق
منزوعة السلاح. وبناء على ذلك، نُشرت
مراكز مراقبة تابعة لكل من تركيا وروسيا وإيران.
وفي الأسابيع الأخيرة،
كانت القوات الموالية للحكومة السورية تتحرك بشكل منهجي باتجاه بلدة خان شيخون في
محاولة لتطويق أحد أهداف الجيش التركي ومواصلة الهجوم الداخلي. ونتيجة لذلك، أرسلت
أنقرة قوات جديدة إلى هذه المنطقة لإحباط عملية تنفيذ مثل هذا السيناريو. ونقلا عن
بعض المصادر الإقليمية، بدأت طائرات مقاتلة من طراز "إف16" تحوم فوق
سماء إدلب إثر الهجوم الأخير الذي تعرضت له القافلة التركية.
اقرأ أيضا: أنقرة تحذر: على النظام السوري ألا يلعب بالنار
ونقل الموقع عن الخبير
الروسي، ومدير مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة، كيريل سيمينوف،
أن الأحداث الأخيرة المتعلقة بهجمات القوات الجوية السورية على القافلة التركية قد
تؤدي إلى اشتباك عسكري مباشر بين دمشق وأنقرة.
وأضاف سيمينوف قائلا:
"من الواضح أن الأتراك، لا ينوون تسليم بلدة خان شيخون إلى السلطات
السورية، معتزمين إنشاء قاعدة عسكرية
هناك، وعلى الرغم من غياب الأدلة الدامغة التي تثبت وصول القوات التركية إلى هناك،
غير أنها لا تزال تحت سيطرة المعارضة. وبطبيعة الحال، يمكن أن يؤثر الوضع الراهن
بشكل خطير على اتفاقية سوتشي التي أبرمتها روسيا وتركيا بشأن إدلب. وتجدر الإشارة
إلى أنه في إطار عملية أستانا، جرت محاولات للاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكن
الأسد اعترض على ذلك".
وأفاد الخبير أن
"الأحداث الأخيرة تزعزع ثقة تركيا، التي قلصت من مساعدة المعارضة السورية بعد
مفاوضات أستانا. وفي ظل هذه الظروف، قد يؤدي تدهور الوضع الحالي إلى إلغاء
اتفاقيات سوتشي، أو يولد حاجة إلى إبرام اتفاقيات جديدة. إلى جانب ذلك، عجزت تركيا
على الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي، ولم تتمكن من
تدمير هيئة تحرير الشام. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال تركيا تعارض تنفيذ جيش الأسد
عمليات في إدلب. وبدوره، يستخدم الأسد عدم وفاء أنقرة بالتزاماتها في إدلب، كذريعة
لتنفيذ عمليات عسكرية هناك".
وفي الختام، نوه
الموقع بأنه في ظل هذه الظروف يعتبر من غير المستبعد إجراء محادثات رفيعة المستوى
بين تركيا وروسيا، وستكون سوريا، من الجهات الملزمة باحترام نتائج هذه المحادثات.
الغارديان: هذه رمزية خان شيخون بمعركة إدلب (خريطة)
صحيفة: تطورات خان شيخون امتحان للعلاقة التركية الروسية
صندي تايمز: بوتين والأسد يكذبان بشأن إدلب