تحرير غريان يحمل أهمية استراتيجية كبيرة
قوات حفتر ارتكبت جرائم قتل وخطف في غريان
حفتر يعيش على الدعم المصري السعودي الإماراتي
نتعامل مع من تورطوا مع حفتر حصرا عبر القضاء
قوات حفتر تواجه مشكلة في الإمداد بعد تحرير غريان
قال عميد بلدية مدينة غريان الليبية يوسف البديري، إن تحرير المدينة من قبضة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كان له أثر بالغ في قطع الإمدادات العسكرية واللوجستية عن قواته التي تواصل هجومها على العاصمة طرابلس منذ الرابع من نيسان/ أبريل الماضي.
وأضاف البديري في حديث خاص لـ"عربي21" أن تحرير غريان نهاية الشهر الماضي كان "مهما جدا" بالنسبة لصد الهجوم المتواصل على طرابلس، كون المدينة تعتبر البوابة الجنوبية للعاصمة طرابلس، وتحريرها يقطع خط الإمداد عن القوات التابعة لحفتر التي تتمركز في عدد من الضواحي القريبة من طرابلس، معتبرا أن طرد تلك القوات منها جاء في توقيت مهم، قائلا إن "المدينة ذات ثقل استراتيجي بموقعها وعدد سكانها".
وأشار البديري إلى أن قوات حفتر استهلت هجومها على العاصمة بالسيطرة على غريان، حيث دخلت المدينة في الرابع من نيسان/ أبريل الماضي، وقامت فور دخولها بالسيطرة على كل المفاصل الحيوية والموارد، بما فيها المستشفى العام الذي جرى علاج المصابين من قواته فيه.
ولفت عميد غريان إلى أن تحرير المدينة كشف عن حجم الجرائم والتخريب التي مارستها قوات حفتر بحق المدينة وسكانها، مضيفا في هذا السياق قائلا: "مليشيات حفتر ارتكبت عمليات خطف وقتل بحق المدنيين، وسجلنا في المدينة خمس حالات خطف وإخفاء قسري، وحتى الآن لا يعرف مصير هؤلاء، إضافة إلى حالتي اعتقال وإعدام ميداني، إحداهما كانت بحق أحد أبناء المدينة ويدعى حسين شطيبة حيث جرى اعتقاله ومن ثم إعدامه والتمثيل بجثته، قبل أن تلقى بجثته في إحدى الضواحي، إضافة إلى قتل شاب عشريني بعد اعتقاله بوقت قصير حيث وجدت جثته وعليها آثار إطلاق رصاص".
وتابع: "لم تتوقف جرائم مليشيات حفتر عند هذا الحد، بل تعدت ذلك لممارسة عمليات تخريب في المرافق العامة للمدينة من بينها على سبيل المثال لا الحصر عمليات تخريب في مدرسة أبو غيلان الثانوية التي حولتها مليشياته الى ثكنة عسكرية وأحدثت فيها خرابا كبيرا".
اقرأ أيضا: المجلس الأعلى الليبيي: هذه الدول تدعم هجوما جديدا لحفتر
وعن كيفية التعامل مع من تورطوا بدعم هجوم حفتر على المدينة قال: "كل من تورطوا مع حفتر في تسهيل دخوله المدينة غادروها بعد التحرير، ولم تسجل أي حالات انتقام من قبل قوات الوفاق ضد أي من هؤلاء أو عائلاتهم بعد تحرير المدينة، وتم تفويض الجهات القضائية بالتعامل مع من تبقى من هؤلاء في المدينة، وكل شيء يجري بشكل قانوني حيث تحال أي قضية إلى جهات اختصاصها".
واستبعد البديري أن ينفذ حفتر هجوما جديدا على المدينة الاستراتيجية لافتا إلى أن قوات اللواء المتقاعد تعاني مشكلة في الإمداد، وأصبحت في حالة ضعف كبير خاصة بعد أن تورطت في فتح عدد كبير جدا من الجبهات، مشددا في هذا السياق على أن حفتر مسنود بالدعم الإماراتي المصري السعودي، خاصة فيما يتعلق بالهجمات الجوية قائلا: " لولا هذا الدعم ما صمد حفتر حتى الآن".
وردا على سؤالنا حول كيفية سير الحياة في المدينة بعد طرد قوات حفتر منها، قال إنه جرى اتخاذ التدابير اللازمة لصد أي عدوان على المدينة، حيث جرى تفعيل غرفة عمليات مشتركة وتجهيزها تقنياً وربطها بكافة التمركزات والمحاور والقيادة في المنطقة العسكرية الغربية.
وأكد أنه جرى نشر قوات على مداخل المدينة من قوة لواء غريان و قوة حماية غريان و القوات المساندة من خارج المدينة، إضافة إلى تفعيل الغرفة المشتركة التابعة لوزارة الداخلية و إنشاء لجنة طوارئ أمنية.
كما أكد أنه تمت إعادة ترتيب مديرية الأمن في المدينة واتخاذ كافة الإجراءات المتعلقة بالضبط، وتقديم الدعم ، ونشر دوريات ثابتة و متحركة في المدينة بالتعاون مع الشرطة العسكرية.
وفيما يتعلق بالوضع الخدماتي أكد أنه جرى توفير كافة احتياجات المدينة من الوقود، خاصة في ظل حالة الشح الكبير في الوقود الذي تعانيه المدينة والمناطق المجاورة، الأمر الذي سبب ضغطاً شديداً علي المحطات مع تصاعد نشاط السوق السوداء التي نتجت عن الأزمة، مشددا على اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة أي خلل في هذا الملف.
وأشار إلى أنه "تم توفير الدقيق اللازم للمخابز والجمعيات الاستهلاكية، وجرى تفعيل آلية لمراقبة المخابز و التأكد من استخدام الدقيق بالكامل لإنتاج الخبز و بالوزن المطلوب"، مشددا في هذا السياق على خدمات الكهرباء والمياه التي وصلت لكافة أحياء المدينة.
وعلى صعيد الوضع الطبي قال إنه جرى توريد العديد من المستلزمات و التجهيزات الطبية للمستشفيات والمراكز الطبية و تم افتتاح مجموعة من الأقسام الجديدة في المستشفيات وتوفير أجهزة نوعية جديدة، وذلك عقب تخصيص حكومة الوفاق مبلغ 4 ملايين دينار ليبي كدعم عاجل لتلبية الاحتياجات الملحة في المدينة عقب تحريرها.
اقرأ أيضا: صحيفة فرنسية: كل الأدلة تدين باريس في ليبيا
يذكر أن قوات حكومة الوفاق تمكنت في السادس والعشرين من الشهر الماضي من بسط سيطرتها على مدينة غريان التي تبعد نحو 75 كيلومترا جنوبي طرابلس، بعد معارك مع قوات حفتر.
وتعد هزيمة غريان القاصمة لقوات حفتر، بالنظر إلى أنها مركز القيادة والإمداد الرئيسي لقواته إلى محاور القتال جنوبي العاصمة، وقد تكون منعطفا لمعركة طرابلس، بعد أن خسر حفتر كامل القوس الغربي للمعركة.
وبالسيطرة على غريان، تكون قوات الوفاق قد أغلقت القوس الغربي، الممتد من غريان مرورا بالقواسم والهيرة وأبو شيبة، ثم العزيزية ومدن ورشفانة، وصولا إلى الزهراء وحي السواني جنوبي طرابلس، وتمتد هذه المناطق على مسافة تتجاوز الـ80 كلم، ما يعني انتصارا استراتيجيا لقوات الوفاق، سيجعلها تركز أكثر على المحور الشرقي الممتد من ترهونة إلى بلدة سوق الخميس، ومدينة السبيعة، ثم حي قصر بن غشير جنوبي طرابلس، فمطار طرابلس.