أثارت خطوة عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية لمجلس الأمن من إصدار بيان يدين حادثة قصف المهاجرين في ليبيا والمتهم فيها "خليفة حفتر"، ردود فعل وتساؤلات حول أهداف هذا المنع وما إذا كانت إدارة "ترامب" لا تزال تدعم الجنرال الليبي ومشروعه.
ومنعت "واشنطن" المجلس الدولي من تبني مشروع بيان قدمته دولة بريطانيا يدين مجزرة المهاجرين ومن قام بها ويدعو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار، دون معرفة أسباب هذه العرقلة أو أهدافها الآن، وفق وكالة "رويترز".
"كيل بمكيالين"
وسبق هذا المنع، إدانة قوية من قبل الإدارة الأمريكية لحادثة الهجوم على مركز إيواء مهاجرين غير شرعيين في منطقة تاجوراء وسط العاصمة، واصفة الحادث بـ"البغيض"، مطالبة بالتهدئة والعودة للعملية السياسية، ما جعل البعض يعتبر هذا التناقض تأكيدا لسياسة "كيل بمكيالين".
ورغم الموقف الأمريكي "الغريب" إلا أن هناك حملة إدانات دولية وإقليمية للحادث الذي اتهمت فيه بعض الدول مثل "إيطاليا"، قوات "حفتر" بأنها من تقف وراء الحادث، مطالبين بتحقيق دولي مستقل لمعرفة المتسبب وكيفية محاكمته.
وتساءل مراقبون للموقف الأمريكي في ليبيا عن سر وأهداف هذه العرقلة الآن، وهل الأمر يصل لمرحلة وقوف "واشنطن" في وجه من يريد مساءلة ومحاكمة "حفتر"؟
"بيان بريطاني"
من جهته، كشف الباحث الليبي ورئيس مؤسسة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومقرها "واشنطن"، عماد الدين المنتصر أن "هناك مشروع بيان صحفي تعده بريطانيا قيد المراجعة قد يصدر غدا الجمعة، يدين القصف لكن دون ذكر الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم، وأنه سيدعو كل الأطراف لعدم التصعيد ووقف إطلاق النار".
اقرأ أيضا: مجزرة بحق مهاجرين في ليبيا.. هل تؤدي لمحاكمة حفتر دوليا؟
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" من "واشنطن" أن "المشروع سيحذر أيضا من تدهور الوضع الإنساني في ليبيا وأنه سيطالب كل الأطراف بضمان ممرات آمنة للمنظمات الدولية ويلزم البيان الحكومة الليبية بتحمل المسؤولية عن ظروف إقامة المهاجرين هناك"، وفق معلوماته.
"سياسة فرض واقع"
ورأى المحلل السياسي الليبي المقيم في ولاية "تكساس"، محمد بويصير أن "الموقف الأمريكي ورفضه لبيان إدانة دولي قد يكون لأحد سببين: الأول أن "واشنطن" ترفض إدانة هذا الهجوم تحديدا، والثاني أن تكون إدارة "ترامب" ترفض وقف إطلاق النار الآن".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "وقف إطلاق النار في ليبيا ليس مطلوبا أمريكيا الآن تنفيذا لمذهب الواقعية الذي يحكم رؤية الرئيس "ترامب" في التعامل مع الأزمات وملخصه قدرة طرف على الانتصار خاصة مع فشل الأمم المتحدة في تحقيق السلام بين الطرفين"، كما رأى.
وتابع: "مجزرة المهاجرين تحتاج إلى تحقيق دولي، كون الإدانة والتعبير عن القلق لا تعني الكثير، وإجراء تحقيق بالتقنية الحديثة في تحليل البيانات يمكن أن يحدد الفاعل وهذا هو المهم الآن، لأن الاعتماد على غياب المحاسبة سيشجع من يقوم بهكذا أعمال بتكرارها"، كما قال.
"عودة للتفاوض"
وبدوره قال الصحفي الليبي المقرب من حكومة "الوفاق"، محمد الشامي إن "مشروع القرار البريطاني الذي عرقلته "واشنطن" كان له هدفان: إدانة القصف وإيقاف فوري لإطلاق النار، الأول مطلوب لكن الثاني ليس في صالح قوات "الوفاق"، كون القصف كان متعمدا لتحقيق هذا الغرض بعد تأكد "حفتر" من فشل مشروعه في دخول العاصمة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "بعد خسائر "حفتر" ومموليه المتتالية هو يريد ألا يخسر العودة إلى المفاوضات والحوار، وباعتبار الجغرافيا فإن موقفه قوي في الحوار إذا بقي الوضع كما هو عليه قبل عدوانه على "طرابلس" وهذا ما يريده الحفاظ على مراكز وجوده في الغرب".
هذه خريطة المدن التي شهدت هزائم حفتر على أسوار طرابلس
اعترافات خطيرة لضابط بقوات حفتر جرى أسره في غريان (شاهد)
"الأفريقي" يناقش أزمة ليبيا.. هل يضغط دوليا وإقليميا؟