نشر موقع "مونيتور" مقالا للصحافية أمبيرين زمان، تقول فيه إن هجومين انتحاريين وقعا في وقت واحد في العاصمة التونسية يوم الخميس، متسببين بقتل شرطي واحد على الأقل، وجرح عدد آخر، بينهم مارة، بحسب ما قالت وزارة الداخلية.
وتشير زمان في مقالها، الذي ترجمته "عربي21، إلى أن التفجيرات جاءت متزامنة مع أخبار بأن رئيس تونس البالغ من العمر 92 عاما، بيجي قايد السبسي نقل بشكل عاجل إلى المستشفى، وقالت الرئاسة التونسية إن السبسي عانى من أزمة صحية حادة، ونفى رئيس الوزراء التونسي، يوسف الشاهد، صحة التقارير القائلة بأن السبسي مات.
ويلفت الموقع إلى أن أحد المهاجمين فجر نفسه بالقرب من دورية خارج السفارة الفرنسية في شارع شارل ديغول، بحسب ما أكدت وزارة الداخلية، تاركا أشلاء بجانب سيارة مليئة بآثار الرصاص، أما المهاجم الآخر فاستهدف مقر مكافحة الإرهاب في منطقة القرجاني، حيث جرح أربعة أشخاص على الأقل، ولم تعلن أي جهة مباشرة عن مسؤوليتها.
وتتساءل الكاتبة: "ما الذي يجعل الأمر مهما؟ إن تونس على وشك إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر، وهذه الانتخابات محاطة بالجدل الناتج عن التعديلات الحديثة لدستور البلاد، التي يهدف منها، بحسب الناقدين، نزع الأهلية عن المرشحين المتصدرين في استطلاعات الرأي، نبيل قروي وألفة تراس".
وتنوه زمان إلى أن "السبسي قال إنه لن يترشح للرئاسية مرة أخرى، لكن وجوده يعده الجميع مهدئا للأجواء، وبالرغم من مهاجمته في العادة للإسلاميين في الأشهر الأخيرة، إلا أنه حافظ بصمت على تسوية مؤقتة مع أكبر مجموعة مؤثرة في البلاد، وهي حركة النهضة التي تشارك السلطة".
وتذكر الكاتبة أنه بحسب الدستور التونسي، فإن الرئيس -المنتخب من الشعب لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد- يؤدي دورا كبيرا في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية والأمور الدفاعية.
وتقول زمان: "استغلال الفراغ: يمكن للفاعلين أن يستغلوا عجز السبسي والزيادة في العمليات الإرهابية التي هزت هذا البلد الشمال أفريقي في السنوات الأخيرة حجة لتأجيل الانتخابات، وغرد المحلل المتخصص في شؤون تونس ماكس غالين، قائلا: (قد تبعد (هذه الأحداث) النقاش عن المشاغل الاقتصادية للبلد والعودة إلى الأمن، وكلاهما يمكن أن يكون مقلقا)".
وتشير الكاتبة إلى أن "تونس هي البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي الذي تحول تماما للديمقراطية، وإن كانت هشة، واستطاع البلد أن يتجاوز موجات من الاغتيالات السياسية والهجمات الإرهابية التي استهدفت قوى الأمن وصناعة السياحة المزدهرة، وسط ازدياد في البطالة والتضخم، لكنه بقي في حالة طوارئ تم تمديدها في 5 حزيران/ يونيو إلى شهر آخر".
وتلفت زمان إلى أن "المنتجعات على البحر الأبيض المتوسط بدأت تتعافي بعد الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة، حيث بدأ السياح الغربيون بالعودة إلى الشواطئ، لكن أخبار التفجيرات الأخيرة في ذروة موسم السياحة ستؤثر سلبا على هذا القطاع".
وتفيد الكاتبة بأن "هذه الأخبار ستطلق أجراس الخطر حوله إمكانية استيعاب مقاتلي تنظيم الدولة العائدين إلى البلد، فقد انضم آلاف التونسيين المتطرفين للتنظيم الذي هزم في الحرب في سوريا في آذار/ مارس، ويعتقد أن الكثير منهم يعيدون انتشارهم في المناطق التي دمرها العنف في ليبيا المجاورة، في الوقت الذي عاد فيه آخرون إلى تونس".
وتتساءل زمان: "فما هو القادم؟ مع مرض السبسي، فإن الانقسامات التي يعاني منها حزبه المتهالك نداء تونس، التي أثارتها أفعال ابنه المثيرة للجدل، ستتنامى، وقد نقل الرئيس على عجل إلى المستشفى العسكري قبل عدة أيام، لكن المسؤولين الرئاسيين ادعوا وقتها أن حالته ليست خطيرة، والآن يقولون إنها خطيرة، وهو ما لا يبشر بالشفاء".
وترى الكاتبة أن "موضوع من يمكن أن يقوم بأعمال الرئيس هو مسألة مقلقة، فإن لم يستطع الرؤساء بالقيام بواجباتهم فإن من وظيفة المحكمة الدستورية أن تعلن منصب الرئاسة شاغرا، وتسلم السلطة لرئيس الوزراء لمدة أقصاها 60 يوما، وإن شغر المنصب لمدة أكثر من 60 يوما، أو إن تم إعلان وفاة الرئيس سريريا فإن رئيس البرلمان محمد الناصر، البالغ من العمر 85 عاما، سيصبح القائم بأعمال الرئيس، لكنه أيضا دخل المستشفى خلال الأسبوع الماضي، وكذلك نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو، الذي يجب أن يصبح قائما بأعمال الرئيس إن لم يستطع الناصر شغل المنصب".
وتختم زمان مقالها بالإشارة إلى قول غالين، إنه "لا توجد حاليا محكمة دستورية، لذلك قد يكون الأمر صعبا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
هكذا هاجمت صفحات فيسبوك تديرها شركة إسرائيلية تونس
ديلي بيست: محاضرات القاعدة لا تزال على فيسبوك ويوتيوب
فورين بوليسي: كيف تسلم أوروبا أعضاء تنظيم الدولة للعراق؟