بدأت التشكيلات العسكرية الموالية لإيران بتكوين حواضن شعبية واسعة جنوب سوريا ، وذلك من خلال إنشاء عدد من الجمعيات الخيرية، وتوطين عائلات عناصرها، وتكثيف جهودها الدعوية "التشيع"، وشراء الأراضي عبر وسطاء محليين، وفق ما رصده مراسل "عربي21" في درعا.
وأفاد بأن الأهالي أكدوا أن هناك توجها إيرانيا بـ"السيطرة على الشباب بمغريات الرواتب والإعفاء من الخدمة العسكرية، مقابل الانضمام لصفوف التشكيلات العسكرية الموالية لها".
واتهمت المقربين من إيران بـ"نشر المخدرات وتسهيل هروب الراغبين بالفرار خارج سوريا، فبعد أن اقتصر وجودها في منطقة مثلث الموت، ومدن وازرع والشيخ مسكين، وبلدات نامر وقرفا، توسعت رقعة النشاط الإيراني منذ استعادة النظام السيطرة على الجنوب، أواخر تموز/ يوليو من العام الماضي".
وبحسب مصادر ميادنية في الجنوب السوري، فإنه "يبرز دور الفرقة الرابعة المدعومة ماديا ولوجستيا من إيران بشكل مباشر، بعد افتتاحها لمكتب أمني يترأس العقيد عبدالقادر حمور من قرية جباب في محافظة درعا، لمتابعة أمور التجنيد ضمن صفوفها، شريطة تسليم قطعه سلاح فردي لكل فرد يريد الانتساب، مقابل أن تحسب له الخدمة الإلزامية في محافظة درعا وما حولها".
اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد عمائم نفوذ إيران بسوريا ومؤسساتها (ملف)
وأفادت بأنه "تنتشر حواجز فرع المخابرات الجوية المقرب من إيران شرق درعا، ويستمر حزب الله اللبناني بإغراء قادة مجموعات مسلحة عملت ضمن صفوف المعارضة بدرعا سابقا، للانطواء تحت رايته، إضافة لزيادة نشاطه في القنيطرة والغوطة الغربية مؤخرا، بفضل التعاون والتنسيق الكبير والتسهيلات المقدمة من رئيس فرع "سعسع" والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع قيادات الحزب والإيرانيين".
الجنوب اللبناني
ويتخوف أهالي المنطقة من هذه الخطوات "خشية تحول الجنوب السوري إلى بيئة مشابهة للجنوب اللبناني"، خاصة بعد زيارة أحد ممثلي مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لعدد من الأحياء في مركز مدينة درعا ولقائه مع بعض المسؤولين هناك.
وفي إطار البحث عن أهم وسائل تلك المليشيات لإحكام السيطرة على الجنوب، قال نصر فروان الباحث السياسي وأحد أبناء محافظة درعا لـ"عربي21": "إن استهداف فئة الشباب من خلال المغريات والتجنيد والحماية الامنية، قد يدفع لاحقا إلى تشيعيهم، من خلال تقديم الأموال والنفوذ والسطوة، ناهيك عن تسهيل خروج الشباب إلى لبنان بطرق غير شرعية، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 2500 دولار".
وقال فروان: "زادت المليشيات من تواجدها في عدد من المواقع الاستراتيجية والتلال الهامة، وتعمدت تمويل بعض العمليات الإغاثية وتقديم مبالغ مالية، بغية التقرب من العائلات الفقيرة من خلال إنشاء الجمعيات الخيرية مثل جمعيتي الزهراء والبستان، إضافة لتكليف عدد من العملاء بشراء مساحات واسعة من الأراضي الزراعية القريبة من الحدود الأردنية والجولان المحتل".
شبكة مخدرات
وتابع فروان: "عمدت تلك المليشيات وعلى رأسها حزب الله، إلى ترويج المخدرات في المنطقة من خلال شبكات كبيرة يديرها شخصيات من أبناء درعا، في حين يشرف قيادات "فوج الجولان" التابع للدفاع الوطني على ترويج المخدرات والحشيش في القنيطرة، عقب إدخالها عن طريق قيادي في حزب الله يتخذ من بلدة "خان أرنبة" مركزا له، ثم يتولى عناصر محليون مهمة بيعها وتوزيعها"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: "عربي21" تستعرض أبرز أنشطة "التشيع" الإيرانية بسوريا
من جهته، حذر الناشط حسان عبد الله من قيام القوات المحسوبة على إيران، باستحداث مركز للدراسات بإدارة شخصية معروفة باسم حركي "أبو خالد الخالدي"، بهدف جمع المعلومات حول كل ما يخص نشطاء الثورة كالإعلاميين والحقوقيين أو حتى مدنيين والحصول على أرقام هواتفهم ومعرفة أقاربهم وعدد أفراد أسرهم وارتباطاتهم والجهات التي عملوا معها".
وأشار عبد الله إلى أن "عمليات الاعتقال طالت الكثير من المثقفين الذين حذروا من الممارسات الإيرانية وعارضوا نشاطاتها، لكي تستطيع تمرير مشروعها بسهولة".
الأسد يسعى للسيطرة على "جبل شحشبو".. هذه أهميته
بعد استهداف الاحتلال مواقع سورية.. أين يتجه المشهد؟
هيرست: أبوظبي باتت أسيرة كابوس صنعته يداها