اقترحت مذيعة تركية أن يشارك مرشح حزب العدالة والتنمية، بن على يلدريم، ومرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، في مناظرة متلفزة، ليقدما ما بجعبتيهما من مشاريع وآراء لخدمة محافظة إسطنبول والناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في 23 حزيران (يونيو) الجاري في جولة الإعادة للانتخابات المحلية. ولقي الاقتراح قبولا واسعا لدى الرأي العام، كما أبدى المرشحان استعدادهما للمشاركة فيها.
لا مشكلة في الترتيبات
ممثلو الحزبين عقدوا لقاءات لمناقشة ترتيب هذه المناظرة، وتم الاتفاق على أن تقام في مركز لطفي قيردار للمؤتمرات بإسطنبول، في 16 يونيو (حزيران) الجاري، وتكون مفتوحة لبث كافة القنوات التلفزيونية. وكان يلدريم اقترح أن يدير المناظرة الصحفي الشهير، أوغور دوندار، إلا أن الأخير اعتذر، وتم اختيار الصحفي إسماعيل كوتشوك كايا ليدير المناظرة.
الصحفي أوغور دوندار الذي اقترحه يلدريم، من أشد المعارضين لحزب العدالة والتنمية وأشد المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري. ويكتب دوندار حاليا في صحيفة تعتبر من قلاع الإعلام المعارض للحكومة. ولذلك سجل هذا الاقتراح لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية، ليدل على ثقته بنفسه.
المناظرة المتلفزة التي يترقبها الرأي العام بشغف لا يمكن أن تغير آراء الناخبين بشكل كبير. لأن دوافع كثير من الناخبين سياسية وأيديولوجية، حتى لو كانت الانتخابات محلية.
لمحة عن مرشح "الشعب الجمهوري"
إمام أوغلو خلال زيارته الأخيرة لمنطقة البحر الأسود، أراد أن يستخدم صالة كبار الشخصيات في مطار أوردو، على الرغم من أن القوانين لا تسمح له بذلك. وحين أخبر رجال الشرطة العاملون في المطار، مرشح حزب الشعب الجمهوري ومن معه، بأنه لا يمكن أن يستخدموا صالة كبار الشخصيات، شتم إمام أوغلو محافظ أوردو ووصفه بــ"الكلب" مرتين. وبعد ثلاثة أيام من وقوع هذه الإساءة، وانتشار المقطع المسجل في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خرج إمام أوغلو ليبرر إساءته إلى المحافظ الذي يمثل الدولة التركية، بدلا من تقديم الاعتذار إليه، وقال إنه نطق في مطار أوردو كلمة "basit" أي "بسيط" إلا أن الشق الأول من الكلمة لم يسمع، وبالتالي سمع فقط الشق الثاني من الكلمة، وهو "it" الذي يعني "كلب" بالتركية.
إصرار إمام أوغلو على استخدام صالة كبار الشخصيات، وإساءته إلى محافظ أوردو، وعدم اعتذاره إليه من هذه الإساءة الكبيرة التي انتقدها المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري أيضا، يدل على أن هناك فرقا شاسعا بين شخصيته المتكبرة والصورة التي حاول أن يرسمها خلال حملته الانتخابية. وأما دفاعه عن إساءته إلى المحافظ بذاك التبرير السخيف فإساءة إلى عقول الناخبين. لأنه كرر ذات الكلمة مرتين، كما أن بقية كلماته خرجت من فمه كاملة.
مرشح حزب الشعب الجمهوري منذ انطلاق حملته الانتخابية يطلق أكذوبة تلو الأخرى لتشويه صورة منافسه، ويواصل استراتيجيته المبنية على الكذب، على الرغم من نفي جميع تلك الأكاذيب. وفي برنامج تلفزيوني، ذكر الثلاثاء أن يلدريم طلب أسئلة المناظرة من الصحفي إسماعيل كوتشوك كايا الذي سيديرها، إلا أن هذا الادعاء سرعان ما تم نفيه من قبل يلدريم وكوتشوك كايا.
يلدريم يقول إنه يريد أن يتحدث في المناظرة المتلفزة عن مشاريعه وحلول مشاكل محافظة إسطنبول. ومن المؤكد أنه في هذا الجانب يتقدم على منافسه الذي لم يذكر حتى الآن أي مشروع لينفذه في حال فاز برئاسة البلدية، غير إطلاق جمل فضفاضة ووعود عامة، كقوله بأن "كل شيء سيكون أفضل".
إلا أن المناظرة المتلفزة التي يترقبها الرأي العام بشغف لا يمكن أن تغير آراء الناخبين بشكل كبير. لأن دوافع كثير من الناخبين سياسية وأيديولوجية، حتى لو كانت الانتخابات محلية.
*كاتب تركي
عن قرار لجنة الانتخابات التركية بخصوص إسطنبول
نبيل القروي.. أو المرض الطفولي للديمقراطية التونسية
معركة التحرر من الهيمنة الأمريكية