روسيا توجّه قوات موالية للتقدم بسهل الغاب.. هذه أهميته

أكدت مصادر لـ"عربي21"، الأربعاء، أن روسيا على الرغم من دعوتها إلى هدنة في الشمال، فقد وجهت القوات الموالية لها وللنظام السوري، بالتقدم ميدانيا في سهل الغاب في حماة.

وبحسب مصدر ميداني، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة الثلاثة، سيطرت القوات الموالية لروسيا وفي مقدمتها قوات النمر بقيادة سهيل الحسن، على ثلث سهل الغاب، فيما تحاول التقدم بشكل حثيث بالتزامن مع حملة النظام السوري والقوات الحليفة له في محاور ريفي حماة الغربي والشمالي وريف اللاذقية في الكبانة.

وأضاف أن روسيا زجت فصائل المصالحات في الجبهات هناك، وفي مقدمتها، للتضحية بهم، في المعارك مع فصائل المعارضة.

وللوقوف على أهمية معركة سهل الغاب، ولماذا اتجهت روسيا والنظام إلى تنشيط جبهتها هناك، فقد أجمل المحلل السوري طالب ضرار في حديثه لـ"عربي21" الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لهذه المنطقة بما يأتي:

- تعد سهل الغاب أهم مداخل إدلب
- السيطرة عليها حماية لمطار حميميم
- أغلبها مناطق ساقطة ناريا
- سهل الغاب منطقة تضم حاضنة لنظام الأسد تطالب بالحماية
- قطع الطريق بين نقاط المراقبة التركية
- فرض دوريات روسية في مناطق رفضت المعارضة تسيير دوريات فيها

وبحسب ما رصدته "عربي21"، فقد حظي هجوم القوات الموالية لروسيا في سهل الغاب باهتمام إعلامي روسي، إذ قامت بتغطيته ميدانيا، وبثت صورا وفيديوهات حديثة تبين تقدم القوات لصالح روسيا والنظام السوري، وظهر فيها شخصية تقود الفرقة الرابعة على أنها سهيل الحسن، فيما قال نشطاء إنه شبيهه وليس هو وسط تضارب إعلامي بشأن هويته.

ولفت ضرار إلى أن فتح جبهات في سهل الغاب، يتسبب بفرض ضغوطات على تركيا وفصائل المعارضة، لا سيما أنها سبق أن رفضت تسيير دوريات روسية في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري.

وفي حال سيطرة القوات الموالية لروسيا على سهل الغاب بالكامل، فسيمكن ذلك موسكو من تحريك قواتها ودورياتها كما تريد في الشمال السوري.

وقال إن السيطرة على سهل الغاب كذلك، ستجعل من قوات النظام والمليشيات الحليفة له، بالإضافة للقوات الموالية لروسيا، ملاصقة لجبل شحشبو الأكثر وعورة، ويعد بوابة محافظة إدلب.

اقرأ أيضا: "الرابعة" والفيلق الخامس لواجهة معارك حماة.. والمعارضة تتصدى

وأكد ضرار أن سهل الغاب يعد المدخل الأساسي للمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في جسر الشغور وجبل الزاوية، وهو يعد خط الدفاع الأول عن الشمال السوري ومحافظة إدلب.

وعلى الرغم من الأهمية الاستراتيجية هذه لسهل الغاب، إلا أنه أكد أنه يعد في المصطلح العسكري ساقطا ناريا، بحكم أنه عبارة عن سهل، لذلك فإن المعادلة فيه تتغير بسرعة.

ولفت إلى أن روسيا تسعى كذلك من خلال نفوذها بهذه المنطقة، إلى السيطرة على خط سهل الغاب الشرقي ومفرق طريق العنكاوي، لتهديد باقي مناطق المعارضة هناك.

خطر تحرير الشام

وبحسب الناشط أحمد الطيب، فإن قوات تحرير الشام تتواجد كذلك في تلك الأماكن، وقال إن روسيا تسعى إلى حماية مطار حميميم من صواريخها التي تطاله من سهل الغاب.

وقال: "تتبع غالبية مناطق سهل الغاب إداريا وخدميا لحكومة الإنقاذ المحسوبة على تحرير الشام، لا سيما بعد أن سيطرت مطلع العام على قرى وبلدات عدة فيها بينها العنكاوي، الهبيط، ومحيط جبل شحشبو".

اقرأ أيضا: ‏"عربي21" تستعرض مناطق انتشار "تحرير الشام" شمال سوريا

وأكد أن تحرير الشام لديها سلاح ثقيل ومتوسط، ما يساعدها في المعارك مع النظام السوري والقوات الموالية لروسيا، وضرب مطار حميميم، ما يعد تهديدا استراتيجيا بالنسبة لموسكو، ولذلك تسرع الخطى للسيطرة على سهل الغاب.

ووجهت "تحرير الشام"، أكثر من 30 في المئة من قدراتها العسكرية مؤخراً لجبهة ريف حماة، وبات لمجموعاتها من "جيش عثمان" و"جيش أبو بكر" و"جيش جبل الزاوية" حضور متزايد في المعارك، إلى جانب "جيش العزة" في جبهاته، وتتواجد "الهيئة" في الخطين الدفاعيين الثاني والثالث، في قرى عابدين والقصابية وأطراف خان شيخون، بحسب مصادر إعلامية سورية. 

ولفت كذلك إلى أن سهل الغاب، قريب من قرى نظام الأسد الموالية ذات الغالبية العلويّة، وكذلك المدن المسيحية القريبة من سهل الغاب كالسقيلبية ومحردة، لذلك تسعى روسيا لإبعاد تهديد المعارضة لهذه المناطق.