نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها من بيروت، بن هبارد، يقول فيه إن زعيم تنظيم الدولة الغامض لا يزال على قيد الحياة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "أبا بكر البغدادي صعد على منبر في العراق قبل خمسة أعوام معلنا عن الخلافة، ومنذ ذلك الوقت أدهش تنظيم الدولة العالم بعنفه المروع، لكنه ظل لغزا، ولم ير بعد ذلك، وحامت حوله الشكوك والشائعات بأنه جرح أو قتل، ورصدت الولايات المتحدة مكافأة 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات عنه".
ويستدرك هبارد قائلا إنه "ظهر يوم الاثنين جالسا، وبندقيته إلى جانبه، في محاولة لتعبئة أتباعه بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها التنظيم في العراق وسوريا، وتنفيذ هجوم قاتل في سريلانكا في عيد الفصح، وتحدث البغدادي عن حرب استنزاف طويلة، و(عليهم معرفة أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة)".
وتورد الصحيفة نقلا عن المحللين، قولهم إن الفيديو القصير يحمل رسالة واضحة، وهي أن التنظيم لا يزال موجودا، وستواصل شبكته الدولية شن هجمات قاتلة، بالإضافة إلى أنه شعر بحاجة للكشف عن نفسه في وجه الهزائم الفادحة.
وينقل التقرير عن كولن كلارك من مركز صوفان، قوله: "ظل البغدادي بعيدا عن الأنظار لمدة طويلة، وظهوره المفاجئ سيقدم دعما معنويا لداعمي تنظيم الدولة والمقاتلين الباقين، وسيكون محفزا للأفراد والجماعات الصغيرة لتتحرك.. وهو يقوم بالضرورة بتأكيد قيادته، ويؤكد أنه لا يزال على رأس القيادة والسيطرة للشبكة، وليس فقط في العراق وسوريا، بل في فروعها والجماعات المنضوية تحت لوائها".
ويقول الكاتب إنه من غير المعلوم متى وأين تم تسجيل الفيديو، إلا أن أجزاء منه تشير إلى الأحداث الأخيرة في سريلانكا، مع أنها ليست جزءا من الفيديو، لكنها مسجلة عليه، ما يشير إلى أن الشريط مسجل من أسابيع، وتمت إضافة المواد عن سريلانكا في النسخة الأخيرة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الكثير تغير منذ صعود البغدادي على منبر الجامع النوري، حيث أعلن عن دولة دينية وليس حركة جديدة، وجذبت هذه الدولة الآلاف من المتطوعين الأجانب، الذين عاشوا في حدودها التي امتدت على سوريا والعراق، وانتهى كل شيء بخسارة مقاتلي البغدادي آخر معقل لهم في باغوز في الشهر الماضي، وهو ما اعترف به زعيم التنظيم في شريط دعائي – معلوماتي من 18 دقيقة بث يوم الاثنين، ووزعه موقع (سايت) الأمني".
ويورد التقرير نقلا عن البغدادي، قوله في الشريط إن المعركة ضد أعداء الإسلام طويلة، ودعا أتباعه لمواصلة معاركهم، وقال إن هجمات سريلانكا، التي قتل فيها 250 شخصا، هي انتقام لخسارة الدولة باغوز.
ويلفت هبارد إلى أن الشريط ظهر في لحظة حرجة من تاريخ التنظيم، فرغم مزاعم هزيمته، إلا أنه لا يزال يحتفظ بآلاف المقاتلين في العراق وسوريا، الذين ينتظرون التجمع وإطلاق حرب عصابات، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي خسر فيه مناطقه في العراق وسوريا، إلا أنه حول نظره للجماعات الموالية، وفعلها للقيام بهجمات قاتلة، مثل الهجمات القاتلة على الكنائس والفنادق في سريلانكا، التي تعد الأعنف منذ هجمات باريس عام 2015.
وتفيد الصحيفة بأنه لم يعرف إلا القليل عن البغدادي خلال السنوات الماضية، وكيف قضى وقته، فرغم أنه أصدر تسجيلات صوتية متفرقة، إلا أنه لم يظهر في أشرطة فيديو لأغراض أمنية.
ويستدرك التقرير بأن السنوات الماضية تركت أثرها على البغدادي، فبدا أكثر سمنة، ولحيته بيضاء، صبغ جزء منها بالحناء، ولا يزال أكثر الرجال المطلوبين في العالم، ولا أحد يعرف مكان وجوده، ويعتقد أنه في مكان في الصحراء الشاسعة بين سوريا والعراق.
وينقل الكاتب عن المسؤولين الأمريكيين، قولهم إنه يتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية التي يمكن أن تشير لمكانه، ويعتمد بدلا من ذلك على رسائل ينقلها من يثق بهم، مشيرا إلى أنه لا يزال الهدف الأول للمخابرات الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة، التي تضم دلتا فورس ووحدة 6 في نيفي سيل.
وتنوه الصحيفة إلى أن تقارير عدة نشرت خلال فترة غيابه، عن مقتله أو محاولات لاغتياله، لافتة إلى أن الفيديو يهدف للتأكيد على أنه لا يزال على صلة بالأمور، ويقود تنظيمه، حيث أشار بشكل عابر إلى الانتخابات الإسرائيلية، والإطاحة برئيسي السودان والجزائر، وذكر أسماء قيادات من التنظيم، وخص بالذكر قادة له من بلجيكا وأستراليا والسعودية.
ويورد التقرير نقلا عن ليث الخوري من "فلاشبوينت"، قوله: "ظهر بشكل متواضع على خلاف ظهوره الأول، حيث كان قويا بإنجازات جماعته.. في فيديو اليوم ظهر مهزوما، لكن الهدف هو رفع معنويات قاعدته".
ويقول هبارد إنه لم يتم التأكد من صحة الفيديو، إلا أن خبراء الإرهاب متأكدون أن الشخص الذي فيه هو البغدادي.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه لا يعرف عن التنظيم إصداره أشرطة لبناء حالة إعجاب بالقيادة، كما فعل تنظيم القاعدة مع أسامة بن لادن، لكنه يسير في هذا الاتجاه، بحسب جوشوا غليتزر، الذي عمل مديرا لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في ظل باراك أوباما.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويوركر: هذا ما يؤكده ظهور البغدادي الأخير
أتلانتك: كيف قيّمت هجمات سريلانكا مستقبل تنظيم الدولة؟
أتلانتك: هذه أحدث أداة يستخدمها تنظيم الدولة للتجنيد