أثار إعلان الولايات المتحدة الأمريكية العمل مع تركيا لإنشاء منطقة عازلة خالية من وحدات الحماية الكردية العديد من التساؤلات عن آلية تنفيذ تلك المنطقة، وعن التخبط الأمريكي حولها وحول انسحاب قواتها من سوريا.
وكان المسؤول الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري قد أعلن في وقت سابق أن بلاده تعمل مع تركيا لإنشاء منطقة عازلة خالية من "الوحدات الكردية" المدعومة من واشنطن.
وفي هذا الصدد أرجع الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد التصريحات الأميركية بشأن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية العمل مع تركيا لإنشاء منطقة عازلة خالية من وحدات الحماية الكردية إلى أن العلاقات الأمريكية التركية هي قديمة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا واستراتيجيا، وبالتالي فإن هنالك مصالح متبادلة وتركيا أهم بكثير من وحدات "pyd".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن العلاقة الأميركية التركية لا يمكن أن تنفك بينهما من أجل تنظيم "bkk"، حيث أن هذا التحالف له أهمية كبرى وخاصة بعد أن شعرت واشنطن بأن أنقرة قد اتجهت مؤخرا إلى الحلف المعادي لها (روسيا، وإيران، والصين). لذلك استشعرت أنها لو خسرت علاقتها مع تركيا، فستكون بذلك قد خسرت واحدة من أكبر القوات العسكرية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
لكنه في المقابل يعتقد أن مخاوف أمنية واقتصادية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع وتعيد تحالفها وعلاقتها من جديد مع الحليف القديم والمهم في إشارة واضحة إلى تركيا.
وأضاف الأسعد، أن عدم التوافق الأميركي التركي بخصوص قوات"pyd" من شأنه أن يسبب إرباكا للأميركيين، حيث أن هناك جبهة كبيرة في سوريا تمتد لنحو (800كم) تكون قد فتحت عليهم، بالإضافة لخساراتها معظم أبناء منطقة الجزيرة، والفرات، وعفرين، والذين يملكون علاقات قوية جدا مع تركيا وخاصة مجلس القبائل والعشائر السورية.
اقرأ أيضا: قيادي بالمعارضة السورية: واشنطن تبحث عن نقاط التقاء مع تركيا
من جابنه رجح عضو الائتلاف السوري المعارض السابق حسين البسيس، أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية العمل مع تركيا لإنشاء منطقة عازلة هو تصريح متكرر غير فعال وفق تعبيره.
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن الغاية الأميركية من وراء ذلك هي امتصاص الغضب التركي من السياسة الأمريكية المتهمة بدعمها لحزب "pkk"، بالإضافة إلى امتصاص غضب تركيا لعدم تسلمها طائرات أف35، في وقت تصر فيه تركيا على إكمال صفقة صواريخ أس400 الروسية.
ويرى البسيس أن الأسابيع القادمة ستكشف مدى جدية التصريحات والإعلانات الأمريكية بما يخص الانسحاب لعدد من قواتها في سوريا، وأضاف: " هذا التصريح لا يتوافق مع السياسة والاستراتيجية الأمريكية بعد إدراجها الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب".
الوحدات الكردية تستعد لهجوم تركي محتمل على رأس العين بسوريا
ما حقيقة الاتهامات لأطراف سورية بالتنسيق مع إسرائيل؟
أنقرة تتهم واشنطن بتحريف مضمون لقاء وزيري خارجية البلدين؟