كشف مصدر سوداني رفيع المستوى، النقاب عن تقدم وصفه بـ "المبشر والإيجابي" لإعادة رسم المشهد السياسي الجديد بعد إزاحة الرئيس عمر البشير وتنحية نظامه فجر أمس الخميس.
وأوضح المصدر، الذي تحدث لـ "عربي21"، وطلب الاحتفاظ باسمه، "أن قرار إزاحة الرئيس عمر البشير ونظامه عن الحكم وتكليف مجلس عسكري بقيادة المرحلة الانتقالية، أخرج السودان من عنق الزجاجة، واستجاب للمطلب الرئيسي للاحتجاجات، والذي يأتي على رأسه إزاحة الرئيس البشير".
وأضاف: "السودان انتقل إلى مربع جديد فيه قيادة تسمى المجلس العسكري الانتقالي، وقد أعلن قادته أنهم في طريقهم لإشراك قيادات مدنية معمهم، مما يؤشر إلى تحوله إلى مجلس انتقالي وليس عسكري".
وفي وقت لاحق، نشرت وكالة أنباء السودان الرسمية، "سونا"، أن المجلس العسكري الانتقالي يعلن حوارا مع القوى السياسية، ما عدا حزب المؤتمر الوطني، لـ"تقليل المخاطر التي تواجه السودان وللتوافق على حلول ترضي طموحات السودانيين".
ونفى المجلس أن تكون له أي صلة بأي أيدولوجيا أو جهة، وقال: "فقط جئنا لترتيب الوضع في البلاد لانتقال للحكم سلميا".
لقاء مع الحراك الشعبي
وكشف مصدر "عربي21"، النقاب، عن أن "قيادة المجلس العسكري بصدد التحضير للقاء هذا المساء في العاصمة الخرطوم، مع قادة الحراك وعدد من القوى السياسية لبحث تشكيل حكومة مدنية بالكامل، تدير المرحلة الانتقالية".
إقرأ أيضا: المجلس العسكري بالسودان: لم نقم بانقلاب ولا نطمع بالحكم
واعتبر المصدر، وله خلفية ديبلوماسية كبيرة، أن "مجرد الإعلان ثم البدء بمشاورات لتكوين حكومة مدنية، قد أوجد ارتياحا لدى الاتحاد الإفريقي وعدد من الدول الأوروبية"، وتوقع أن يكون رد فعل مجلس الأمن أيضا مرحبا بهذه الخطوة.
وأضاف: "لقد كان الخلاف الأساسي مع المجلس العسكري هو حول المدة الزمنية للمرحلة الانتقالية، وهذه مسألة تم أيضا تقديم تنازل بشأنها بعد إعلان اللجنة السياسية للمجلس العسكري أنها على استعداد لتسليم الحكم متى ما أنهى الفرقاء السياسيون حواراتهم واتفقوا على سيناريو الخروج من الأزمة".
واعتبر ذات المصدر، "أن إزاحة البشير قد أزاح عن الإسلاميين حملا كبيرا لم يكن بمقدورهم أن يزيحوه لوحدهم"، وقال: "الإسلاميون وهم أبواب متعددة، يعطيهم قرار إزاحة البشير فرصة كبيرة لتقييم تجربتهم وتجديد فعلهم السياسي، بعد أن مكنهم القرار العسكري بإزاحة البشير من التحرر من عقبة كانت بالأساس مطلبهم"، على حد تعبيره.
ولم يكشف المصدر، عن القوى التي ستشارك في مشاورات اليوم، ولا المعايير المعتمدة في اختيار بمن ستبدأ هذه الحوارات، على الرغم من أن اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري في السودان الفريق أول عمر زين العابدين كان قد أعلن أنهم أتوا لرعاية الحوار بين القوى السياسية وليس لقيادته أو إدارته.
وكان وزير الدفاع السوداني وزير الدفاع عوض بن عوف، قد أعلن أمس عن تنحية البشير وبدء مرحلة انتقالية يقودها مجلس عسكري قال إنه بصدد التشكل.
وأعلن رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري في السودان اليوم الجمعة، أن مهمة اللجنة الأمنية العليا التي قررت الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير كانت "إدارة التواصل مع السلطة للوصول إلى أفق وحلول".
وفي مؤتمر صحفي في العاصمة الخرطوم، قال رئيس اللجنة الفريق عمر زين العابدين، إن "اللجنة الأمنية العليا قررت إحداث تغيير بعد عدم استجابة الرئيس"، مضيفا: "نحن أتينا لحفظ البلاد، والحلول للأزمة تدار من خلال المعتصمين".
إقرأ أيضا: السودانيون يتحدون حالة الطوارئ ويواصلون اعتصامهم (شاهد)