فاجأ بابا الفاتيكان، فرانسيس، رئيس جنوب السودان سلفا كير، وزعيم المعارضة ريك مشار، بتقبيل أقدامهما، خلال زيارتهما إلى الفاتيكان.
وبحسب "الفاتيكان"، فإن البابا، بعد جلسة روحانية مع الزعيمين المتحاربين، ركع وقبل أقدامهما، وطلب منهما ومن ثلاثة نواب آخرين ضرورة وقف الاقتتال، والعمل على المصالحة.
وأضاف: "أطلب منكم كأخ أن تبقوا في سلام. أنا أطلب منكم من قلبي، دعونا نمضي قدما. ستكون هناك العديد من المشكلات، لكنها لن تتغلب علينا. حلوا مشاكلكم".
وتابع: "ستكون هناك صراعات وخلافات فيما بينكم، ولكن احتفظوا بها بينكم، داخل المكتب، إذا جاز التعبير".
وأردف قائلا: "أمام الناس، ضعوا أيديكم في أيدي بعض لتأكيد الوحدة. لذا، كمواطنين بسطاء، ستصبحون آباء للأمة".
وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ في مقر إقامة البابا؛ في محاولة لرأب الانقسامات المريرة قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة.
وفي خطاب معد ألقي في وقت سابق يوم الخميس، قال فرنسيس إن شعب جنوب السودان منهك بسبب الحرب، وإن على القادة واجب بناء دولتهم الفتية بالعدالة. كما كرر رغبته في زيارة البلاد مع زعماء دينيين آخرين لتوطيد السلام.
وكان من بين من حضروا الخلوة الروحية جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري، وهو الزعيم الروحي لأتباع الكنيسة الإنجيلية في جميع أنحاء العالم، وأعضاء مجلس كنائس جنوب السودان وغيرهم من قادة الكنيسة الكاثوليكية في أفريقيا. وويلبي هو الذي اقترح على البابا فكرة الخلوة الروحية.
وخاض السودان صراعا استمر عقودا مع الجنوب، قبل أن ينال جنوب السودان استقلاله عام 2011. وبعد ذلك بعامين اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان، عندما أقال كير وهو من قبيلة الدينكا مشار وهو من جماعة النوير العرقية من منصب نائب الرئيس.
وقُتل حوالي 400 ألف شخص، ونزح نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة، ما تسبب في اندلاع أسوأ أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
ووقع الجانبان اتفاقا لتقاسم السلطة في أيلول/ سبتمبر، الذي يدعو الفصائل الرئيسية المتناحرة إلى تجميع وتدريب قوات كل منهما لتشكيل جيش وطني قبل تشكيل حكومة الوحدة الشهر المقبل.
اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية: ما حدث في السودان لحظة تاريخية
"علماء المسلمين" يعلق على خلط الأذان بترانيم في المغرب
كلمة عاطفية للبابا عن مجرزة نيوزيلندا تضمنت عبارة لافتة