من يقف وراء إغلاق القنوات الفلسطينية؟ خبراء يجيبون
غزة- عربي21- خالد أبو عامر07-Apr-1904:45 AM
شارك
مطلع الشهر الحالي أعلنت كل من قناة "معا" و"الفلسطينية" وقف البث التلفزيوني
تعصف
بوسائل الإعلام الفلسطينية أزمة مالية خانقة، انعكست آثارها في إعلان عدد من القنوات
الفضائية وقف بثها التلفزيوني؛ نظرا لعجزها عن مجاراة نفقات وتكاليف استمرار البث.
وفي
مطلع الشهر الحالي، أعلنت كل من قناتي "معا" و"الفلسطينية" وقف
البث التلفزيوني، بعد تلقيهما إشعارا من المؤسسة الفلسطينية للأقمار الصناعية (بال
سات) تطالبهما بمستحقات حجز حيز ضمن باقة الفضائيات الفلسطينية تأخرتا عن سدادها للأشهر
العشرين الأخيرة، بقيمة تقدر بـ300 ألف دولار.
وسبق
أن أعلنت قناة "القدس الفضائية"، في 10 من شباط/ فبراير الماضي، وقف البث التلفزيوني
للقناة بعد 10 سنوات على انطلاقها؛ بسبب أزمة مالية.
أما
قناة الأقصى الفضائية، التي تبث من مدينة غزة، فكانت على وشك إغلاق القناة بعد تعرضها
لقصف إسرائيلي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تلاها إعلان القناة على موقعها الإلكتروني
أنها بصدد جمع التبرعات لدفع تكاليف البث الفضائي المتراكمة لشركة (نايل سات) بقيمة
220 ألف دولار.
"عربي21"
تحاول من خلال هذا التقرير التعرف إلى أسباب الأزمات المالية التي تعصف بوسائل الإعلام
الفلسطينية، من خلال استقراء أراء الخبراء في هذا المجال.
"غياب الحماية
الرسمية"
يشير المدير السابق لمكتب قناة القدس بغزة، عماد الإفرنجي، إلى أن "الإعلام الفلسطيني
بكافة أشكاله؛ المرئي والمكتوب، يشترك بأنه فقير ماديا، أي أنه يعتمد على التمويل من
الخارج لتغطية نفقاته، وليست له أي مصادر مالية داخلية يستند إليها في تغطية هذه التكاليف،
كما أن غياب الحماية الرسمية من قبل السلطة لوسائل الإعلام التي تختلف معها في توجهاتها
السياسية هي من تقف خلف هذه الأزمة".
وكشف
الإفرنجي لـ"عربي21" أن "إعداد تقرير لمدة دقيقتين يكلف خزينة القناة
من 500- 800 دولار، وهذه المبالغ ترتفع بمتوالية هندسية إذا كان للقناة فروع أو مكاتب
في محافظات مختلفة".
ويستدرك
الإفرنجي بأن "غياب التخطيط الاستراتيجي رغم أنه أحد الأسباب في هذه الأزمة، إلا
أن هذا الافتراض لا ينطبق على تلفزيون فلسطين الرسمي التابع للسلطة، الذي افتتح مؤخرا
فروعا في دول كالأردن ومصر ولبنان وأوروبا والأراضي الأمريكية".
"تراجع المانحين"
في حين، يرجح خبير التسويق الإعلامي، عبد الله العايدي، أن "أسباب الأزمة تكمن في إدارة
هذه القنوات، حيث بنوا خططهم وقدروا ميزانياتهم التشغيلية على فترة قصيرة الأجل، حيث
كان التمويل في ذلك الوقت في عصره الذهبي، ولم يخطر ببالهم أن تتغير أولويات المانحين،
خصوصا في ظل ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات اقتصادية مالية نتيجة الصراع والحروب
التي تشهدها المنطقة".
ويضيف
العايدي لـ"عربي21": "كما أن طبيعة المحتوى التلفزيوني المقدم للمشاهد
بات تقليديا وتنقصه أفكار إبداعية من شأنها أن تجذب المانحين والمعنيين بذلك، كما أن
مدراء بعض القنوات يرون أن منصات التواصل الاجتماعي تعد منافسا لهم، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث يمكن الاستفادة من هذا الواقع الجديد كأداة تسويق، بما يوفر مصدرا للدخل والمعلومة".
لم تقتصر
الأزمة المالية على القنوات التلفزيونية، بل امتدت لتشمل مؤسسات أخرى كالصحف والمواقع
الإخبارية، خصوصا في غزة، حيث أشار أحد العاملين في هذه المؤسسات لـ"عربي21" إلى أن الإدارة فتحت الباب أمام تقديم الموظف إجازة دون راتب؛ نظرا لعدم توفر التمويل
اللازم لتغطية رواتب العاملين في هذه المؤسسات.
صحيفة
الرسالة، التي تعد أقدم الصحف الفلسطينية، قررت وقف إصدار النسخة المطبوعة من الصحيفة
التي تصدر نصف أسبوعية نتيجة هذه الأزمة، والاتجاه نحو الإعلام الإلكتروني.
ويشير
رئيس قسم الإعلام الجديد في صحيفة الرسالة، أحمد الكومي، لـ"عربي21"، إلى أن إدارة
الصحيفة قررت البحث عن حلول للأزمة المالية التي تعصف بها، من بينها الاتجاه للإعلام
الرقمي، وتنشيط النشر في منصات التواصل الاجتماعي، وتقليص النسخة المطبوعة من الصحيفة
بصيغة PDF من 28 صفحة إلى 14، مشيرا إلى أن عملية قياس التفاعل مع هذا التوجه الجديد
مبشر في مرحلته الأولى، ونسعى لتطويره من خلال أخذ ملاحظات القراء بعين الاعتبار.
"أياد خفية"
في حين، يشير أستاذ الإعلام في جامعة الخليل، زين العابدين العواودة، لـ"عربي21"، إلى أن "غياب وسائل الإعلام عن الساحة الفلسطينية في هذا التوقيت، الذي يجري فيه الاستعداد
لطرح ما يسمى صفقة القرن، يطرح تساؤلا هاما حول وجود أياد خفية تقف خلف قطع التمويل
عن هذه المؤسسات الإعلامية، بهدف تغييب الشارع أو عزله عن قراءة وفهم ما يحاك ضده من
مؤامرات".