نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن استعداد المملكة العربية السعودية لتخفيف حدة موقفها تجاه إيران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الحكومة العراقية كانت قد جهزت منصة للتفاوض على المستوى
الوزاري بين الرياض وطهران، وذلك بحسب ما صرحت به مصادر دبلوماسية.
الجدير بالذكر أن الفضيحة التي أحاطت بالمملكة
العربية السعودية على خلفية تورط محمد بن سلمان في مقتل جمال خاشقجي، زجت بالبلاد
في موقف صعب، ما دفعها للبحث عن حلول دبلوماسية تستعيد بها نفوذها.
وأضافت الصحيفة أن المفاوضات المنعقدة في العراق
جمعت بين مساعد وزير الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والإفريقية، حسين جابري
أنصاري، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية، ثامر السبهان،
ومن هذا المنطلق، ذكرت بعض المصادر الدبلوماسية أن الرياض لجأت إلى المفاوضات
نتيجة الظرف العصيب الذي تمر به والناتج عن الضغط المسلط عليها من طرف الغرب.
ونقلت الصحيفة تصريحات مصدر دبلوماسي قال إن
"الاجتماع يعكس الأزمة الصعبة التي تواجهها المملكة العربية السعودية في خضم
الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول"، ووفقا
للدبلوماسي، خفف ولي العهد السعودي المتهم بتنظيم عملية قتل خاشقجي من حدة لهجته
بشأن إيران، في الوقت الراهن، وهو ما يبشر بإعادة توزيع القوى في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن قد تم الإعلان عن
الوقت المحدد للمفاوضات بين المملكة العربية السعودية وإيران، لكن من المرجح أنه
قد تم عقدها خلال الزيارة الأخيرة للوفد السعودي إلى العراق.
وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس العراقي برهم صالح،
ممثلين عن المملكة العربية السعودية بقيادة وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد
بن عبدالله بن عثمان القصبي، وخلال المفاوضات بين أعضاء كل من الحكومتين العراقية
والسعودية، تم التطرق إلى طرق تطوير التعاون التجاري، كما أثيرت بعض المقترحات
الاستثمارية.
اقرأ أيضا: "مجتهد": ابن سلمان روّج لشائعة تقليص صلاحياته.. لماذا؟
عموما، يعتبر العراق مجال نفوذ القوات الإيرانية،
علما وأن القيادة الإيرانية تدرس أساليب حماية الطرق البرية بين طهران وبغداد
ودمشق من أجل النهوض بتجارة تعاني من العقوبات.
وأوردت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية على وشك
أن تصبح ضحية للعقوبات، لا سيما بعد مقاطعة تجار الأسلحة لها، فعلى سبيل المثال،
قررت ألمانيا، التي تعد من أكبر موردي الأسلحة، إيقاف صفقات الأسلحة مع المملكة
على إثر الجريمة النكراء الواقعة في إسطنبول، ممددة فترة حرمان المملكة من الأسلحة
إلى نهاية هذا الشهر، وقد أعلن عن ذلك وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، مشيرا
إلى أن القرار اتخذ أيضا نظرا لديناميات الصراع اليمني.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يستطع
المضي قدما في تزويد المملكة بالأسلحة خشية من الرأي العام الذي أجمع على السياسة
الخاطئة التي تنتهجها المملكة، وبدورها، تتصارع الجهات الفاعلة داخل الولايات
المتحدة بشأن الموقف الذي يجب اتخاذه إزاء الرياض، وكيفية التعامل معها، وفي
الواقع، ترغب إدارة ترامب في الحفاظ على المستوى السابق من العلاقات مع حليفتها في
الشرق الأوسط، بينما يعارض الكونغرس ذلك بشكل قاطع.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في قضايا الشرق الأوسط في
جامعة العلوم الإنسانية الروسية، غريغوري كوساتش، أن هناك قنوات اتصال بين الجانب
السعودي والإيراني، وأضاف كوساتش أن "ثامر السبهان هو إحدى الشخصيات التي
تحافظ باستمرار على الاتصالات مع الجانب الإيراني، حيث كان في وقت من الأوقات سفير
السعودية لدى العراق، ولكن لأسباب سياسية، تم نقله من هناك".
وأفاد الخبير بأن "السبهان عقد مفاوضات داخل
لبنان في العديد من المناسبات، بما في ذلك مع ممثلي "حزب الله" بشأن حل
المشاكل داخل لبنان، كما تجمعه اتصالات مع الجانب الإيراني، لكن الجميع يتكتم عن
طبيعة هذه العلاقات، ومدى عمقها، والقضايا التي تطرح خلالها".
وذكرت الصحيفة على لسان كوساتش أن "المملكة
العربية السعودية ليست في وضع مأساوي يدفعها لتغيير مسار السياسة الخارجية بشكل
جذري، فالعلاقات التي تجمعها بإدارة ترامب جيدة، حيث أنها لا تواجه مشاكل سوى مع
الكونغرس الأمريكي أو بعض دول أوروبا الغربية أو مع كندا".
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن المملكة العربية
السعودية تجمعها علاقات ممتازة مع الصين واليابان والهند، الأمر الذي يؤكد أن
المملكة لم تُعزل بعد، الجدير بالذكر أن روسيا تبنت موقفا محايدا تجاه المملكة
العربية السعودية فيما يتعلق بقضية خاشقجي.
ديلي بيست: هذه تفاصيل الحملة السعودية ضد جيف بيزوس
الموندو: هل يندلع سباق تسلح نووي بين السعودية وإيران؟
نيويورك تايمز: على باكستان القلق مما سيطلبه منها ابن سلمان