نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تتحدث فيه عن القاعدة الجديدة لتنظيم الدولة، الذي يواجه الانهيار، بعد أن تضاءل نفوذه في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الراية السوداء للتنظيم ترفرف في أنحاء الجزر الجنوبية في جنوب الفلبين، فيما يطلق عليها التنظيم "ولاية شرق آسيا"، ويحاول الرجال في الغابة، الذين يفصلهم محيطان عن الأرض القاحلة التي شهدت ولادة تنظيم الدولة، نقل الماركة الإرهابية لميدان حرب جديد.
وتلفت الصحيفة إلى القنبلتين اللتين انفجرتا في كاتدرائية في مدينة جولو، في جزيرة باسيلان في أثناء قداس عقد في كانون الثاني/ يناير، ما أدى إلى مقتل 23 شخصا، وزعم التنظيم أن انتحاريين تابعين له هما من قاما بالعملية، ونشر إعلامه بعد أيام رسما كاريكاتيريا يظهر الرئيس الفلبيني رودريغو دوترتي وهي راكع أمام كومة من الجماجم وفوق رأسه خنجر، وكتب تحت الرسم تعليق "بدأت المعركة".
ويفيد التقرير بأنه لم يتبق من "الخلافة"، التي أعلن عنها التنظيم عام 2014، التي كانت بحجم بريطانيا، سوى بلدة صغيرة قريبة من الحدود السورية العراقية، فتحول عدد من مقاتليه نحو جزيرة مينانداو، التي شهدت تمردا طويلا ضد الدولة، وضعفا في الحماية، ما منح المقاتلين العائدين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم، ونقل ماركة التنظيم إلى أرض جديدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن أحد الأطفال المقاتلين السابقين، ويدعى موتوندان إنداما، قوله: "تنظيم الدولة لدية قوة كبيرة"، مشيرة إلى أنه يعيش في باسيلان، وهو أبن عم فروجي إنداما، الزعيم الذي قرر منح الولاء لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وأضاف إنداما: "لا أعلم سبب تقديم ابن عمي الولاء له، لكن الأمر حدث في كل مكان".
وينوه التقرير إلى أن أول ظهور للتنظيم في جنوب الفلبين بدأ في عام 2016، من خلال شريط فيديو، حيث حاول منح من لم يستطع السفر إلى العراق وسوريا البديل، كما فعل المئات من الشيشان والصومال واليمن.
وتذكر الصحيفة أن مقاتلين أقسموا الولاء لتنظيم الدولة سيطروا بعد عام على مدينة ماراوي، وتحولت المدينة ذات الغالبية المسلمة إلى أنقاض بعد عملية شرسة قتل فيها حوالي 900 متمرد ومقاتل أجنبي، بينهم أمير الدولة الإسلامية في شرق آسيا إنسيلون هابيلون، وأعلن دوترتي النصر في المدينة، لكن اللهجة الانتصارية لم تمنع أتباع التنظيم من إعادة تجميع صفوفهم.
وينقل التقرير عن مدير المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب رومل بانلوي، قوله: "لدى أتباع التنظيم الذين وصلوا الفلبين أموال ضخمة، ويقومون بتجنيد المقاتلين"، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة هو أكبر مشكلة تواجهها الفلبين اليوم، وأضاف: "علينا ألا نتظاهر بعدم وجوده هذه المشكلة لأننا لا نريد وجودها".
وتبين الصحيفة أن الجيش أرسل بعد تفجير الكاتدرائية في جولو في كانون الثاني/ يناير، 10 آلاف جندي إلى المنطقة، فيما كثفت طائرات الاستطلاع الأمريكية من طلعاتها فوق جنوب الفلبين، حيث تتركز الأقلية المسلمة.
ويستدرك التقرير بأنه رغم تكثيف عمليات مكافحة الإرهاب، إلا أن الحكومة تحاول التقليل من فكرة إرسال تنظيم الدولة مقاتلين أجانب إلى الجزر الفلبينية، وتقول إن العنف الذي يحصل هو نتاج للنزاع بين القبائل المسلمة، أو عمليات قطع طريق، فبعد أسابيع أعلن الجيش حل مشكلة جولو، محملا جماعة أبي سياف المسؤولية، دون أي اعتراف بوجود علاقة بينها وبين تنظيم الدولة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الكاتدرائية، قولهم إن الرئيس والوفد المرافق له زاروا الكاتدرائية، وتلاعبوا بالأدلة، وأبعدوا المسؤولين في الكاتدرائية عن التحقيق وجمع الأدلة.
وينقل التقرير عن القسيس جيفرسون ناداو، قوله: "نطالب بتحقيق مستقل لأنه من الباكر الحديث عن إغلاق القضية"، وأضاف: "هذا موضوع خطير ويجب التعامل معه بعمق، فالتهديد ليس محليا لكنه قادم من الخارج، تنظيم الدولة".
وتقول الصحيفة إن التمرد في الفلبين اتسم ولعقود بكونه محليا، حيث استخدم البحار الممتدة إلى أندونيسيا وماليزيا لشن هجمات، لافتة إلى أن المقاتلين الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني ومن درسوا في المدارس الدينية في السعودية واليمن عادوا في التسعينيات من القرن الماضي، حيث تم مزج المظالم المحلية بفكرة الجهاد العالمي، وتم تشكيل التمرد الفلبيني الباحث عن دولة إسلامية، وقامت الجماعة الإسلامية بقتل 200 شخص في جزيرة بالي عام 2002، حيث تم تدريب المنفذين وتجنيدهم في الفلبين.
وينقل التقرير عن سيدني جونز من معهد تحليل السياسات في جاكرتا، قولها إن ظهور تنظيم الدولة منح الفرصة للجماعات الجهادية المتنافسة للتوحد تحت رايته، وأضافت: "لم تعترف الحكومة بقدراته على جذب الجميع من المستوى الجامعي إلى الطلاب وأتباع أبي سياف في الغابة.. مهما حدث للتحالف المؤيد لتنظيم الدولة في مينانداو فإنه خلف وراءه جاذبية التنظيم كونه بديلا عن الديمقراطية الفاسدة".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المسؤولين في باسيلان يؤكدون أن حركة أبي سياف، التي بدأت عام 1991، قد انتهت، ولم يبق من الجهاديين سوى 21 مقاتلا عالقن في الغابة، مع أن عقيدا في الجيش قدر عدد من تبقى من الجهاديين بـ200 مقاتل أقسموا الولاء للتنظيم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
أوبزيرفر: هكذا يجب أن تتم محاكمة الأسد على جرائمه
صندي تايمز: غضب على البغدادي بين صفوف مقاتليه.. لماذا؟
الغارديان: لماذا ترحب الشيشان بالعائدات من تنظيم الدولة؟