فيما يحتفل العالم اليوم الجمعة بيوم المرأة العالمي، لا تزال أكثر من تسعة آلاف امرأة سورية رهن الاعتقال القسري في سجون النظام السوري، بحسب أرقام حقوقية.
وعلى الرغم من الانتهاكات الكبيرة والجسيمة التي
يتعرضن لها، إلا أن محاولة جدية لم تبذل من قبل المجتمع الدولي لإطلاق سراح من تبقى منهن على قيد الحياة، والكشف عن مصير اللواتي قتلن تحت التعذيب.
وقال رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى
والمعتقلين"، فهد الموسى، لـ"عربي21"، إنه "من المؤسف أن تقتصر
الأفعال الدولية، وتحديدا من منظمات حقوق الإنسان حيال مأساة المرأة السورية على
التباكي فقط".
وأضاف الموسى أن "الجرائم التي ارتكبها النظام
السوري ضد النساء المثبتة بالأدلة والوثائق، ومن أهمها الصور التي تم تسريبها
لضحايا من النساء قتلن تحت التعذيب، فيما يعرف بملف قيصر، التي لم تلق صدى رغم
بشاعة الجريمة".
واستهجن الصمت الدولي أمام مأساة المعتقلين السوريين
عموما والمعتقلات على وجه الخصوص، معتبرا أن "ذلك يدلل على حجم التواطؤ
العالمي مع النظام السوري".
اقرأ أيضا: حملة مليونية للمساهمة في إطلاق سراح المعتقلات بسوريا
ومنتهزا تركيز العالم على قضايا المرأة في هذا
اليوم، ناشد الموسى المنظمات الدولية الحقوقية بالتدخل لإطلاق سراح المعتقلات،
ومناصرة هذه القضية لجعلها أولوية في أجندات الحكومات.
وقبل أيام أطلقت مؤسسة "حركة الضمير
الدولية" (غير حكومية)، حملة مليونية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة
المعتقلات في سجون النظام السوري.
وأوضح المتحدث باسم الحركة، مراد يلماز، أن الحملة
تهدف "لجمع مليون توقيع لتقديمها إلى الأمم المتحدة والدول الراعية لمباحثات
أستانا، للمساهمة في إطلاق سراح المعتقلات"، مشيرا إلى "اعتقال أكثر من
7 آلاف طفل وامرأة في سجون نظام بشار الأسد".
وفي مسعى لتعريف العالم بمأساة المرأة السورية
المعتقلة، شهدت بلدة قباسين بريف حلب الشمالي، اليوم الجمعة، وقفة تضامنية دعت
إليها "حركة الضمير الدولية"، فيما نظمت "هيئة دعم وتمكين
المرأة" وقفة أخرى بمناسبة يوم المرأة العالمي، في مدينة كلس الحدودية.
وبهذا الصدد، أعربت رئيسة "الهيئة"
الناشطة فاطمة السعدي، عن أملها في أن يتم إطلاق سراح كل النساء السوريات
المعتقلات في سجون النظام.
واعتبرت السعدي خلال حديثها لـ"عربي21"،
أنه "من الواجب على كل نساء العالم مناصرة قضية المرأة السورية، لا سيما أن
ضرر الاعتقال لا يقتصر على المرأة، وإنما على أفراد أسرتها".
تمكين المرأة
ومن بين المآسي الأخرى التي تواجه المرأة السورية،
بحسب السعدي، غياب المعيل نتيجة الموت أو الاعتقال، موضحة أن "المرأة
السورية اليوم تعيش ظرفا استثنائيا، وتحديدا المرأة اللاجئة التي فقدت المعيل،
وباتت مجبرة على إعالة أطفالها في ظروف غاية بالصعوبة".
ووفقا للناشطة، فإن الحل يكمن في تمكين المرأة
السورية اقتصاديا وثقافيا وحقوقيا وسياسيا، موضحة أن "ما جرى في سوريا أحدث انقساما بين شريحة النساء".
وأوضحت السعدي أن "بعض النساء السوريات استطعن
تحدي الصورة النمطية للمرأة، وواجهن الظروف بقوة، حيث بتنا نشاهد المرأة السورية
عاملة وشاعرة وإعلامية وناشطة في مجالات عدة، بالمقابل لم تستطع كثيرات منهن تجاوز
هذه الظروف".
وتابعت بأن "النهوض بواقع المرأة السورية، يتطلب
دعما أكبر من قبل المنظمات المهتمة بقضايا المرأة، في الداخل السوري وفي دول
الجوار"، على حد تقديرها.
فيما قالت الكاتبة والشاعرة السورية أروى العمر، إن "تأثير
الثورة السورية على المرأة كان شبيها بالانفجار البركاني، الذي أخرج إلى السطح كل
المدفونات غثها وسمينها".
وحيدات دون معيل
وأضافت العمر لـ"عربي21"، أن "نسبة
كبيرة من النساء، نتيجة لحصاد الموت اللاهث، وجدن أنفسهن بلا معيل ولا مأوى، وهذا
الوضع وضعهن أمام امتحان صعب للمقاومة والاستمرار وصعد من ألمهن وفجيعتهن، لا سيما أن الماضي التعيس الذي كانت تعيشه سوريا لم يعدهن الإعداد اللازم لمواجهة الحياة، ولم
يدربهن على التعامل مع جشع العالم وطمعه بالمرأة كأنثى، دون أي اعتبار لها كشيء آخر، لم يعلمهن كيف يضمن حقوقهن وكيف يحسنّ إدارة أموالهن الخاصة، وتركهن طوال عقود يعشن
تحت سيطرة إدارة الرجل مرغمات أو بطيب خاطر".
وتابعت العمر بالإشارة إلى ضعف دور المرأة السورية
سياسيا، عازية ذلك إلى ما وصفته بـ"المشهد الثقافي الأعوج والمشوه، الذي كان
سائدا على الصعيد السياسي والثقافي في زمن نظام آل الأسد".
واستدركت بقولها: "غير أن الثورة أنتجت فرقا
رائعة من الإناث في مجالات مختلفة (طبية ونفسية واجتماعية وثقافية وسياسية)، حيث
هيأت الثورة متنفسا لها نحو النور، وبدأ صوتها يعلو ويسمع، وحضورها يتمدد أفقيا
وعموديا بجدارة".
مراقبون لـ"عربي21": فشل روسي بإعادة تطبيع الخليج مع الأسد
ردا على اقتراح فرنسي.. معارضة سوريا تحذر من "حلول ترقيعية"
هل اقترب الصراع بين نظام الأسد و"قسد"؟.. مؤشرات توضح