نشر موقع "هافنغتون
بوست" في نسخته البريطانية تقريرا تطرق فيه إلى التصريحات التي أدلت بها
الرئيسة السابقة لحزب المحافظين البريطاني، سعيدة وارسي، حول وجود العديد من
المؤشرات التي تنذر بتوجه الحزب نحو سياسة التفرقة العنصرية.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أولى علامات فشل هذا الحزب تمثلت في
تغاضيه عن طرد العضو كولين راين رغم مشاركته في نشر الكراهية على شبكة الإنترنت،
ناهيك عن الادعاءات التي تؤكد تورطه في احتجاجات اليمين المتطرف في مكتب نائبة
الشعب. وقد أكدت جمعية بيشوب أوكلاند التابعة للتيار المحافظ أن الحزب لم يجدد
عضوية راين بعد انتهائها.
ردا على هذه المسألة،
نشرت وارسي تغريدة مفادها أن "رد الفعل غير الاستباقي الذي يختبئ وراء
البيروقراطية، واستخدام الإجراءات كذريعة، إلى جانب الفشل في الاعتراف بالتحدي،
والغموض الذي يحوم حول نظام إدارة النزاعات؛ من العلامات التي تدعو للقلق وتشير
إلى وجود سياسة التفرقة العنصرية". وقد شغلت وارسي منصب رئيس حزب المحافظين
سابقا، وقد وجهت نداءات متكررة لفتح تحقيق مستقل وشامل حول مظاهر الإسلاموفوبيا
داخل الحزب.
وذكر الموقع أن منظمة "هوب نوت هايت" التي تشن حملات ضد
العنصرية، اتهمت الحزب خلال الشهر الماضي بأنه في "حالة إنكار" لمدى
تنامي الشعور المعادي للمسلمين بين صفوفه. ومن جهتها، تطرقت وارثي إلى تجرؤ أحد
أعضاء حزب المحافظين على نعت المهاجرين الباكستانيين بـ"الحيوانات"،
فضلا عن ادعائه أنه "لم يتمكن أي مسلم من اختراع أي شيء على الإطلاق".
من هذا المنطلق، دعت وارسي رئيس الحزب الحالي براندون لويس إلى اتخاذ
الإجراءات اللازمة. وقد أجاب لويس بأن الشخص المدعو "ستيفن جون
ليثربارو"، الذي نشر هذه التعليقات، قد تم تعليق نشاطه في الحزب إلى حين
إجراء تحقيق. ومن جهته، اتصل الموقع بحزب المحافظين من أجل التعليق على تغريدات وارسي .
اقرأ أيضا: الغارديان: ما هي دلالات استقالات نواب العمال؟
وأورد الموقع أن
المحارب القديم راين تحدث عبر منشوراته على موقع فيسبوك عن موجة
"العداء" التي يشهدها والتي ادعى أنها تهدف إلى استفزازه علانية وإثارة
"رد فعله". وفي سنة 2017، نشر راين الذي كان عضوًا في بيشوب أوكلاند
آنذاك منشورا مفاده: "إذا كانوا يريدون خوض معركة، فإني أشعر بأن هذا سيحصل
قريبا"، كما أنه وصف أولئك الذين يدعمون البقاء في الاتحاد الأوروبي بالخونة. وقد
تباهى راين عبر الإنترنت بلقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، سنة
2017، إلى جانب أنه جرى ترشيحه سابقا لتمثيل حزب المحافظين في الانتخابات المحلية.
وأشار الموقع إلى أن
حزب المحافظين تحصل على تقارير في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تزعم بأن راين
متورط في تنظيم احتجاج حول "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" خارج
مكتب النائبة في البرلمان، هيلين غودمان. وفي الشهر ذاته من السنة الماضية، كتبت
غودمان إلى رئيس حزب المحافظين براندون لويس لتعلمه بأن المسؤولين عن الاحتجاج هم
مجموعة يمينية متطرفة إلى جانب مجموعات أخرى تتبنى السياسة اليمنية المتطرفة.
وأورد الموقع أن لويس
أرسل ردا بعد ثلاثة أسابيع مفاده أن راين "ليس عضوا" في الحزب. وأكد
رئيس جمعية بيشوب أوكلاند، تيد هندرسون، أن راين كان عضوا في الحزب لمدة سنة، لكنه
رفض الإفصاح عن تاريخ انتهاء عضويته أو عن الأسباب التي حالت دون تعليق نشاطه في
الحزب. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط من الاحتجاج في مكتب غودمان،
تم تصوير مقطع فيديو لراين في مسيرة مؤيدة للـ"بريكسيت" في مدينة سندرلاند.
ونقل الموقع تصريحا
أدلت به هيلين غودمان قالت فيه: "أصبت بخيبة أمل عندما علمت بأن حزب
المحافظين لا يبدي التزاما بالتصدي للعنصرية، لدرجة أنه لم يتخذ أي إجراء وانتظر
فقط انتهاء عضوية ذلك الشخص".
العمال البريطاني يطالب الحكومة بتبرير حظر حزب الله اللبناني
كوربين بصدد الدعوة لإجراء استفتاء جديد على "بريكست"
شخصيات يهودية بارزة تدعم كوربن بعد استقالة نواب من حزبه