كشفت وكالة أنباء إيطالية، عن لقاء مرتقب سيعقد بين رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج وبين اللواء، خليفة حفتر في دولة الإمارات، وسط تساؤلات عن الجديد في هذا اللقاء، وما إذا كانت لمعارك الجنوب علاقة بالأمر، ودلالة اختيار "أبوظبي" للاجتماع.
وذكرت وكالة "ادن-كرونوس" أن "السراج قد يجتمع مع حفتريوم الأربعاء المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة".
وأشارت الوكالة الإيطالية إلى أن "غسان سلامة عمل لعدة أسابيع على تنظيم هذا اللقاء، الذي يأمل أن يخرج باتفاق مبدئي بين الطرفين، كشرط ضروري لعقد الملتقى الوطني الجامع، الذي من شأنه وضع خارطة الطريق للانتخابات، مضيفة: "كان من المفروض أن يتم اللقاء في باريس، لكن تم تفضيل إحدى دول المنطقة".
ما الجديد؟
وأكدت مصادر محلية الأنباء عن عقد اللقاء المرتقب، والذي يأتي بالتزامن مع تطورات سياسية وعسكرية، حيث سيطرت قوات "حفتر" على جزء كبير من الجنوب الليبي، وسط غضب من حكومة "السراج" التي أرسلت بدورها قوات إلى هناك.
وتساءل متابعون عن الجديد في مثل هذه اللقاءات؟ وما دلالة اختيار "الإمارات" المعروفة بولائها لحفتر للقاء؟
عقلية عسكرية
من جهته، قال الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي إن: "دعم الإمارات الواضح والمعلن لحفتر؛ يجعله غير قادر على رفض أي دعوة منها فمن يدعمك يملك إرادتك، أما السراج فهو منفتح على الجميع وسيقبل الاجتماع في أي مكان، لذا اتوقع نجاح أبوظبي في جمعهما".
اقرأ أيضا: هذا ما اشترطه السراج قبل إجراء انتخابات في ليبيا
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "أعتقد أن غسان سلامة هو من طلب من الإمارات مساعدته في جمع الطرفين وأخذ ضمانات كافية للالتزام بما سينتج من مخرجات سواء للانتخابات القادمة، أو الملتقى الجامع، ولهذا من الضروري حضور المبعوث الأممي"، حسب رأيه.
وتابع: "لا أتصور أن اللقاء سيقدم جديدا كون العقلية العسكرية لحفتر لا تسمح له بقبول الكثير من الخيارات للحلول، وهذا يجعل التفكير بأن يخرج الوطن منتصرا في مقابل خسارتهما أمر مستحيل"، كما قال.
حفتر لن يحضر
لكن الناشط المقرب من حفتر في الشرق الليبي، فتح الله غيضان أشار من جانبه؛ إلى أن "إذا تم هذا اللقاء فعلا فلن يكون كاللقاءات السابقة، فالواقع قد تغير والقوات المسلحة (قوات حفتر) الآن هي صاحبة الأرض وهي من تضع الشروط، ومشاركة سلامة في هذا اللقاء كونه الوسيط والشاهد على مجريات الأمور".
وقال لـ"عربي21": "من وجهة نظري أن المشير حفتر ليست لدية الرغبة في الجلوس مع السراج هذه الفترة، لأن كل همه الآن إنهاء عملية تحرير الجنوب وبعد ذلك لكل حادث حديث"، وفق تعبيره.
ما أجندة اللقاء؟
من جهته، أرجع المدون الليبي، فرج فركاش "حدوث اللقاء إلى ضغوطات من بعض الدول لإتمام الاتفاق بين السراج وحفتر والذي كان يسعى إليه الغرب وبعض الدول الاقليمية منذ مدة، كما أن هذه المطلب يحظى بدعم شعبي ليس بالقليل، كون السراج يمثل السلطة المدنية، وحفتر يمثل قوة على الأرض، خاصة بعد أحداث الجنوب".
وأضاف: "وأعتقد أن يركز الاجتماع إن تم، على جمع القوتين في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة موحدة تنهي الانقسام في البلاد تحت سلطة الرئاسي الحالي يحظى فيها حفتر بوزارات حيوية تمكنه من استكمال مساره في بناء المؤسسة العسكرية تحت قيادته"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: الناطق باسم السراج: لا خصومة مع أي طرف في الجنوب الليبي
واستطرد قائلا: "هذه الخطوة لو حدثت من شأنها أن تفسح المجال لاستكمال باقي الاستحقاقات من بينها المؤتمر الجامع الذي يركز على المصالحة الوطنية، ويمهد الطريق لانتخابات برلمانية ورئاسية تشرف عليها الحكومة الموحدة وفق إطار دستوري متفق عليه من غالبية الأطراف"، حسب تقديراته.
لماذا الإمارات؟
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "دلالة اختيار الإمارات للقاء هو كونها الراعي الرسمي لحفتر ومشروعه، وأنها هي من تتحكم في المشهد في الشرق الليبي، لهذا من الطبيعي التحاور مباشرة مع من يملك القرار والحاكم الفعلي، وهذا ما يقوم به السراج".
وعن حضور سلامة للقاء، أوضح كعبار أن "المبعوث الأممي هو الراعي الدولي بدون عصا، وهو لا يملك قوة التأثير لذا سيكون حضوره شرفيا، ولربما حتى يكون المحلل الشرعي للنقاش أو الحوار"، كما قال لـ"عربي21".
ماذا وراء اتهامات قوة "حماية طرابلس" للسراج بأخونة الدولة؟
طائرة تابعة لحفتر تقصف حيا سكنيا جنوب غرب ليبيا
"الرئاسي الليبي" يدين تصعيد حفتر العسكري جنوب البلاد