تشهد مفاوضات السلام الأفغانية، مرحلة حرجة، وسط تصعيد من حركة طالبان ضد أمريكا، وسط محاولات من دول عدة للتوسط من أجل إنجاح المساعي للتوصل إلى تقدم بعملية التفاوض.
وتهدد حركة "طالبان" بوقف جميع المحادثات والمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، متهمة واشنطن بـ"الضغط" عليها، وبـ"عدم الجدية" في عملية التفاوض.
ويعتقد مسؤولون ومحللون في العاصمة الأفغانية كابول أن النزاع المتأجج بين الجانبين تطور بسرعة، ليتخذ شكل شجار فوضوي، وسط مساع شبه يائسة للتوصل لتسوية قائمة على التفاوض.
وأصدرت طالبان بيانا الثلاثاء، اتهمت فيه واشنطن بـ"إضافة مواضيع جديدة، بشكل أحادي، إلى الأجندة السابقة في ما يتعلق بسحب القوات الأجنبية، ومنع استخدام أفغانستان قاعدة ضد دول أخرى"، وهي أمور تردد أنه تم الاتفاق عليها في اجتماع الدوحة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.
اقرأ أيضا: الولايات المتحدة تؤكد إجراء محادثات مع طالبان في قطر
واعتبرت طالبان أن الولايات المتحدة تسعى إلى مواصلة "الأهداف العسكرية الاستعمارية تحت ستار السلام، وممارسة الضغط عليها بشكل غير قانوني".
وطالبان، من حيث المبدأ، تدعي أنها لا تزال الحكومة الشرعية في أفغانستان التي أطيح بها في الغزو الأمريكي على البلاد عام 2001، وبالتالي فهي تتجنب بشدة قبول شرعية النظام الحالي في كابول تحت حكم الرئيس محمد أشرف غني.
جهود دول عدة
وظهرت محاولات عدة في الفترة الأخيرة من جانب باكستان والسعودية والإمارات، لإقناع الحركة بالاعتراف بالحكومة الأفغانية، ومن ثم التفاوض معها.
وهذه الدول تعد الوحيدة التي كانت تعترف بنظام طالبان في كابل (1996– 2001).
وجاء في بيان طالبان أن "سبل حل النزاع واختيار المكان الخاص بالتباحث بشأن ذلك هو حقنا نحن فقط. ولا يمكن حل هذه القضية من خلال الضغط أو المناورات التكتيكية من جانب أي طرف، ولا يمكن لأحد استخدام قضية أفغانستان لتعزيز مصالحه الشخصية".
واتهمت الحركة واشنطن بـ"عدم الإخلاص" في الدفع بجهود السلام.
وتزامن هذا التحذير مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للسلام، زلماي خليل زاد، إلى كابل.
ورغم أنها السبب في الأزمة التي تعانيها البلاد، إلا أنه وفقا للسفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية، فإن هدف الولايات المتحدة "تعزيز الحوار بين الحكومة الأفغانية وطالبان حول كيفية إنهاء الصراع، وتشجيع الطرفين على الجلوس معا على طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية يتمتع فيها كل مواطن أفغاني بحقوق وواجبات متساوية في ظل سيادة القانون".
اقرأ أيضا: طالبان ترفض لقاء المبعوث الأمريكي للسلام لهذا السبب
والعام الماضي، التقى خليل زاد بممثلي طالبان في الإمارات، لكن عناصر الحركة المسلحة استمروا في تجنب الاجتماع بالمسؤولين الأفغان.
وعلى خطى خليل زاد، قام مستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله محبوب، ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، في الأسابيع الأخيرة، بجولات مكوكية بين عواصم إقليمية، لممارسة الضغط على طالبان.
وسبق أن وصف سيد إحسان طاهري، المتحدث باسم مجلس السلام الأعلى في أفغانستان، الموقف الأخير من المسؤولين الباكستانيين بـ"المشجع".
وقال: "نرحّب بإعلان الحكومة الباكستانية بذل الجهود لتشجيع طالبان على الجلوس لإجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية".
ودخل الصراع الأفغاني بين الحكومة وطالبان عامه الثامن عشر، حاملا معه الآلاف من الأرواح، كما أجبر الملايين على الفرار من ديارهم.
ومطلع أيلول/ سبتمبر 2018، عينت الإدارة الأمريكية خليل زاد مبعوثا إلى أفغانستان، ولخصت الخارجية مهمته في تنسيق وتوجيه الجهود الأمريكية التي تهدف إلى ضمان جلوس "طالبان" إلى طاولة المفاوضات.
الولايات المتحدة تؤكد إجراء محادثات مع طالبان في قطر
طالبان تجري محادثات في الدوحة مع مبعوث أمريكا للسلام
قطر تستضيف مباحثات سلام بين واشنطن وحركة طالبان