نشر موقع "ذا كونفرسايشن" الأسترالي تقريرا، تحدث فيه عن طريقة تفاعل
القطط والكلاب مع محاولات الإنسان تقليد صوتها، لتحديد ما إذا كانت هذه الحيوانات تفهم مواءنا ونباحنا.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إنه على الرغم من وفرة الأبحاث المتعلقة بتصرفات الحيوانات الأليفة، إلا أننا لا نزال عاجزين عن معرفة الأمور التي تتخيلها القطط والكلاب عندما نصدر أصواتا مشابهة لأصواتها. ويبدو جليا أن الإجابة عن هذا السؤال ستغير طريقة تعاملنا مع هذه الحيوانات الأليفة ومدى فهمنا لها.
وأضاف الموقع أن أوتارنا الصوتية لا تتشابه بأي شكل من الأشكال مع الحبال الصوتية لدى الحيوانات الأليفة، كما أن نظام السمع لديها يختلف عن نظامنا بشكل جذري، ما يمكنها من سماع أصواتنا على نحو مختلف. وما يعلمه العلم الحديث هو أن
الكلاب قادرة على التمييز بين أنواع الأصوات البشرية المختلفة، أي أنها قادرة على معرفة هوية الشخص الذي بصدد التحدث.
وأورد الموقع أن الكلاب تتميز بقدرتها على تحديد نبرة الصوت، ناهيك عن أنها تحبذ النبرات العالية والودية للأشخاص الذين يتفاعلون معها، فضلا عن قدرتها على تعلم الكلمات بشكل يعود بالنفع على المالكين الذين يريدون تعليم كلابهم بعض المهارات.
وأشار الموقع إلى قدرة الكلب "ريكو" على تعلم معاني أكثر من 200 كلمة، وربطها بالأشياء التي يشير إليها صاحبه، حيث يمكن له تحديد الغرض وجلبه بمجرد ذكر اسمه فقط. وعلى الرغم من عدم وثوق العلماء بقدرة الكلاب على فهم معاني الكلمات بشكل حرفي، إلا أنهم يعلمون أنها قادرة على ربط العديد من الأصوات بعدد كبير من الأغراض.
وبين الموقع أنه عندما يتعلق الأمر بأصوات الكلاب والقطط الخاصة، أظهرت الدراسات أن هذه الحيوانات تستخدم إشارات صوتية مختلفة لإيصال رسائل مختلفة. وفي حين يشير نباح الكلب المتكرر والحاد إلى شعوره بالقلق، يظهر لنا نباحه منخفض النبرة أنه يشعر بالغضب، ولا يمتنع عن القيام بفعل عدواني. ومن جهتها، تصدر القطط أنواعا مختلفة من الأصوات عند قيامها بالصيد أو عند شعورها بالاسترخاء.
وأفاد الموقع بأن الكلاب والقطط لا تقتصر على الإشارات الصوتية للتواصل مع البشر، بل تعتمد على اللمس والإيماء لإيصال مقاصدها ورغباتها، مثل قيام قطك الأليف بفرك أنفه على باطن يدكَ لإبداء رغبته في الحصول على بعض الاهتمام. ويبدو أن هذه الحيوانات قادرة على فهم تعابير الوجه، إذ إن الكلاب مثلا تتمتع بقدرة أفضل على فهم حركات أصحابها وتحديد كيفية شعورها.
ويمكن لأصحاب الكلاب أن يلاحظوا مدى حساسية الكلاب تجاه مشاعر الناس وطريقة تفاعلها معهم، ويرجع ذلك بالأساس إلى تدجين الكلاب وتعويدها على العيش في بيئة تتضمن التفاعل مع الإنسان بشكل يومي. وبالنسبة للقطط، يمكن القول إنها ليست حيوانات اجتماعية بطبيعتها، لكنها قادرة على التواصل معنا، وإدراك حالتنا المزاجية.
وبين الموقع أنه على الرغم من تركيز الحيوانات على التواصل من خلال الأصوات، إلا أنها قد تعمد إلى التركيز على الإشارات البصرية قبل الاستماع إلى الأوامر، حتى تتمكن من تحديد ما يقوم به الأشخاص حولها. ومع ذلك، يمكن لبعض الوضعيات إرغام هذه الحيوانات على مخالفة فطرتها، والاستجابة إلى الإشارات الجسدية وليس الإشارات اللفظية التي يستخدمها أصحابها.
وذكر الموقع أن العديد من الأشخاص يظنون أن الكلاب تستجيب للفظ "اجلس" من مدربها، لكن هذه الكلاب في الحقيقة تستجيب لرفع مدربها لإصبعه وأمره لها بالجلوس. ويعكس هذا الأمر مدى أهمية لغة الإشارة لدى الكلاب التي من المرجح أنها ستمتنع عن الجلوس إذا ما جلستَ دون توجيه أوامر بواسطة يديك.
ودعا الموقع مالكي القطط والكلاب إلى التركيز على لغة الجسد في أثناء تعاملهم مع حيواناتهم الأليفة؛ نظرا لكونها لا تفهم المواء والنباح الذي نصدره للتواصل معها. ومن شأن تعلم تأويل تصرفات هذه الحيوانات وطريقة تعاملها معنا أن يقود إلى فهم أفضل لطلباتها. فعلى سبيل المثال، يدل ذيل الكلب المنتصب على شعوره بالسعادة، لكن الحال يتغير إذا انتصب الذيل وتصلب جسد الكلب، ما يعكس شعوره بالانزعاج.
وخلص الموقع إلى أن تمضيتنا لساعات طوال في محاولة تعلم وفهم لغة جسد حيواناتنا الأليفة سيساعدنا على معرفة معاني حركاتها وإيماءاتها بشكل أفضل، والتواصل معها بشكل يجعلنا نستغني عن محاولة جعلها تفهم "مواءنا" و"نباحنا".