أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الثلاثاء، في خطاب بمناسبة حلول العام الجديد، أنّ كوريا الشمالية "قد تغيّر نهجها إذا أبقت الولايات المتحدة على العقوبات التي فرضتها على خلفية ملف بيونغيانغ النووي".
ويأتي هذا التحذير بعد اثني عشر شهرًا من التقارب الدبلوماسي بين بيونغيانغ وواشنطن.
وقال كيم في خطابه الذي بثّه التلفزيون الكوري الشمالي "إذا لم تلتزم الولايات المتّحدة بوعدها الذي قطعته أمام العالم، فقد لا يكون أمامنا خيار سوى النظر في طريقة جديدة لحماية سيادتنا ومصالحنا".
وأبدى كيم استعداده للقاء ترامب في أيّ وقت، قائلا "أنا مستعدّ للجلوس مجدّدًا مع الرئيس الأميركي في أيّ وقت في المستقبل وسأبذل جهودًا بكلّ الطُرق لتحقيق نتيجة يرحّب بها المجتمع الدولي".
لكنّ كيم شدد على أنّه يتعيّن ألا تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات عسكريّة مشتركة، واصفًا هذه التدريبات بأنها "مصدر للتوتّر".
والأسبوع الماضي عقدت الكوريتان مراسم لإقامة مشروع يربط خطوط السكك الحديدية والطرق بينهما والتي انقطعت منذ الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 إلى عام 1953.
وأوضح المسؤولون، بحسب وكالة رويترز، أن البدء في تنفيذ هذا المشروع يعد مستحيلا في ظل العقوبات المفروضة على البرامج النووية والصاروخية في كوريا الشمالية، والتي تعيق شحن منتجات الطاقة والمواد المعدنية والإمدادات الأخرى.
وقالت وزيرة النقل كيم هيون-مي: "يتعين عمل الكثير قبل أن نبدأ البناء فعليا". وأشارت إلى أن الجانبين سيجريان أبحاثا مشتركة أخرى وسيشرعان في أعمال التصميم على مدى عام أو اثنين.
اقرأ أيضا : لقاء محتمل بين ترامب وكيم أوائل العام المقبل
وشوهد قطار مؤلف من تسع عربات يقل نحو مئة مسؤول كوري جنوبي وهو يغادر محطة سيئول للقطارات في الصباح الباكر في رحلة تستغرق ساعتين إلى مدينة كيسونغ الحدودية في الشمال حيث سيجرى الاحتفال.
وقال شين غانغ-تشول الذي قاد آخر قطار شحن بين الكوريتين قبل عشر سنوات: "أنا متأثر جدا... مرت عشر سنوات كنت دوما أتساءل فيها: هل بإمكاني أن أعود ثانية بعد التقاعد؟".
وشددت سيئول على أن الاحتفال لا يجب اعتباره إعلانا عن بدء العمل الفعلي في إعادة ربط وتحديث الطرق والسكك الحديدية بين الكوريتين، إذ يظل البلدان في حالة حرب من الناحية التقنية لعدم إنهاء نزاعهما المسلح بين عامي 1950 و1953 بمعاهدة سلام.
وكان كيم قد تعهّد بلقاء رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن بشكل "متكرّر" في العام 2019 لمناقشة نزع الأسلحة النوويّة من شبه الجزيرة الكوريّة، وذلك في رسالة نادرة بعث بها إلى سيئول، وفق ما أفاد به مكتب مون الأحد.
وفي 2018 اتخذ كيم سلسلة مبادرات تصالحية، بما فيها قمّة تاريخيّة عقدها مع ترامب في سنغافورة في حزيران/يونيو.
لكن لم يتم تحقيق تقدّم في دفع كوريا الشمالية إلى التخلّي عن ترسانتها النووية، في وقت تتبادل فيه واشنطن وبيونغيانغ الاتهامات بالمماطلة والنوايا السيئة.
تدشين مشروع جديد بين الكوريتين.. وهذا يعرقل تنفيذه
محكمة أمريكية تطالب بيونغيانغ بدفع 501 مليون دولار لهذا السبب
زيارة محتملة لزعيم كوريا الشمالية إلى جارته الجنوبية