قالت ورقة بحثية إسرائيلية إن "قطر رغم الظروف الجغرافية الحرجة، والحصار الإقليمي الذي تعيشه، فإن هذه الإمارة الصغيرة تمثل عنصرا محوريا في التوازن الإقليمي في المنطقة، وتعتبر في موقع متقدم من مستوى الأمن الغذائي على مستوى العالم، ونجحت إلى حد بعيد في مضاعفة إنتاجها الزراعي المحلي بعشرات الأضعاف".
وأضافت الدراسة التي أعدها الباحث موشيه ترديمان، وأصدرها منتدى التفكير الإقليمي الإسرائيلي، وترجمتها "عربي21" أن "قراءة متفحصة في مستوى الأمن الغذائي العالمي لأكثر من 113 دولة، نجد أن قطر تجد نفسها في المكان الأول داخل العالم العربي، وفي المكان 22 على مستوى العالم، رغم الحصار الدبلوماسي والاقتصادي الذي تفرضه عليها السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر منذ يونيو 2017".
وأشار ترديمان، مؤسس معهد الدراسات الإسلامية في أفريقيا، أن "الجدول الإحصائي الصادر عام 2016 عشية بدء الحصار، وجدت قطر نفسها في المكان الأول عربيا، وفي المكان العشرين عالميا، ولكن في عام 2017، وفي ذروة إجراءات الحصار، تأخرت قطر درجتين، وجاءت الثالثة بعد الكويت وعمان، وفي المكان الـ29 عالميا".
وأكد أن "هذه المعطيات تظهر أن قطر نجحت في التغلب على إجراءات الحصار القاسية، والتقدم بخطوات واضحة ملموسة في مسألة توفير الأمن الغذائي لمواطنيها، مع العلم أن قطر من الصعوبة بمكان زيادة حجم إنتاجها الغذائي لأن غالبية مناطقها الجغرافية صحراوية، وحسب المعطيات الإحصائية فإن 5.6 بالمائة فقط من مساحتها الإجمالية زراعية، ومن بين هذه المساحة الضئيلة هناك 1.1 صالحة للعمل، في حين أن 0.2 % بالمائة منها يتم العمل فيها بصورة دائمة، وباقي المساحة الجغرافية الزراعية تستخدم للرعي".
وأوضح ترديمان، الباحث في مركز عيزري لدراسات إيران والخليج العربي بجامعة حيفا، أن "قطر تعاني من نقص في مصادر المياه، وتدهور في جودة المياه الجوفية، ومع ذلك فإنها ملزمة بتوفير الاحتياجات الغذائية لسكانها البالغ عددهم 2.363.569، وهي زيادة سكانية آخذة بالنمو، وقد تمكنت حتى يونيو 2017 من توفير 90% من احتياجاتها الغذائية بصورة مستقلة".
وأشارت الدراسة أن "قطر بدأت منذ 2008 خطة قومية لتوفير الأمن الغذائي من أجل التصدي لهذه المشكلة التي تعيشها، وشرعت الدولة العمل في مجالات استخدام التكنولوجيا العلمية في مجال لإنتاج المحاصيل الزراعية، وأنظمة الري المتطورة، لكنها رغم ذلك بقيت تستورد غالبية احتياجاتها الغذائية، التي تصلها عبر حدودها البرية مع السعودية".
وأوضح الباحث أن "الحصار السعودي على قطر تأملت منه الرياض أن يشكل فرصة لزيادة حاجتها للغذاء، ورفع الأسعار، رغبة بإيجاد حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، لكن مسارعة إيران وتركيا أنقذ قطر من هذه الأزمة، حيث بدأتا تنقلان إليها المواد الغذائية اللازمة يوميا عبر الجو والبحر، مما منع سيناريوهات كهذه كانت تأملها السعودية وحلفاؤها".
وأشارت الدراسة أنه "بعد عام ونصف من فرض الحصار السعودي على قطر، فقد ساعد الحصار، ويا للمفارقة، على تحسين ظروف الأمن الغذائي لقطر إلى درجة الاستقلال في منتجات الحليب والطيور الطازجة".
قدمت الدراسة إحصائيات هامة ولافتة، ومنها أن "معدل إنتاج الخضروات ارتفع بنسبة 30% من 50 ألف طن سنويا قبل الحصار إلى 65 ألفا بعده،وزاد إنتاج الحليب ومشتقاته بنسبة 265% من 60 ألف طن قبل الحصار إلى 220 ألف طن بعده، وإنتاج الطيور الطازجة ارتفع بنسبة 120% من 10 آلاف طن قبل الحصار إلى 22 ألفا بعده، وإنتاج البيض ارتفع بنسبة 150% من 4 آلاف طن قبل الحصار إلى 10 آلاف بعده".
ذكرت الدراسة جملة من الأسباب التي رفعت هذه المعدلات، ومنها "التعاون والتنسيق مع معامل البحث الغربية للتطوير التكنولوجي في مجال الزراعة لرفع مستوى الأمن الغذائي، ومنها مشروع الأبحاث الأوروبية الأمريكية المشتركة بمشاركة 60 باحثا من الولايات المتحدة وأوروبا وقطر، وهي الدولة العربية الوحيدة في هذا المشروع الهادف لإيجاد حلول حديثة لتوفير الأمن الغذائي في مجال المياه والطاقة".
وختمت الدراسة بالقول أن "الرغبة القطرية لترسيخ الهوية الوطنية القومية لها، خاصة بعد فرض الحصار عليها، جعلها تتجه نحو الاكتفاء الغذائي الكامل بصورة مستقلة بعيدا عن الاعتماد على دول الخليج، مما وجد طريقه في الفعاليات الثقافية والفنية التي رفعت من قيمة ما بات يسمى "المعجزة" التي حققتها قطر".
بلومبيرغ: بورصة دبي الأسوأ في العالم لعام 2018
إيكونومست: ترامب يدمر العلاقة مع السعودية ويظن أنه يحسّنها
فايننشال تايمز: كيف كان قتل خاشقجي صفعة لمشروع "نيوم"؟