تتعرض رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى تهديد جديد، يتمثل بخطر انقلاب حزب محافظ حليف لها في لإيرلندا الشمالية، في حين أرسلت تطمينات إلى جبل طارق بعد الأزمة التي اندلعت مؤخرا.
والحزب الوحدوي الديموقراطي المحافظ جدا في إيرلندا الشمالية، يعقد السبت مؤتمره في بلفاست، ويعد حليفا أساسا لماي، إلا أنه يمكن أن يستخدم موقعه لإحباط الاتفاق حول بريكست.
ويرفض هذا الحزب أي بند في الاتفاق يمكن أن يميز إيرلندا الشمالية عن بقية المملكة المتحدة.
ويقضي اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الذي سيصادق عليه القادة الأوروبيون في بروكسل الأحد، بتطبيق إيرلندا للقواعد الأوروبية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في كانون الأول/ديسمبر 2020، إذا لم تسفر المفاوضات حول العلاقة التجارية المستقبلية بين الجانبين عن نتيجة حتى ذلك الوقت.
ويسمى هذا البند "شبكة أمان" (باكستوب بالانكليزية)، ويفترض أن يسمح بتجنب عودة حدود مادية مع جمهورية إيرلندا المجاورة، ويرفضه الحزب الوحدوي الديموقراطي بالكامل.
وقالت زعيمة الحزب أرلين فوستر إنه "لا يمكن المساس بالوحدة الاقتصادية والدستورية للمملكة المتحدة بأي حال". وطلبت من الحكومة البريطانية "إعادة التفكير" في الاتفاق مهددة "بعواقب" سياسية ممكنة.
اقرأ أيضا: ماي: فشل خطة الاتفاق ستعني مزيدا من الانقسام في بريطانيا
ويمكن أن يلقي الحزب بكل ثقله عند المصادقة على النص في البرلمان البريطاني في كانون الأول/ديسمبر. وقد وجه تحذيرا خلال الأسبوع الجاري عبر امتناعه عن التصويت على تعديلات عديدة في مشروع الميزانية.
ولا يشغل الحزب أكثر من عشرة مقاعد في مجلس العموم، لكن هؤلاء النواب يشكلون سندا لا بد منه لرئيسة الحكومة، لتتمكن من مواصلة الحكم، بعدما فقد حزبها المحافظ أغلبيته المطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2017.
وهذا الدعم تقابله زيادة مبدئية في ميزانية إيرلندا الشمالية، تبلغ مليار جنيه استرليني (1,1 مليار يورو).
وأثار التحالف استياء حتى داخل حزب المحافظين القلقين من احتمال أن تضر المواقف المتشددة للحزب الوحدوي الديموقراطي بصورتهم.
أزمة جبل طارق
في سياق متصل، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، السبت، إن بلادها "ستقف دائما إلى جانب جبل طارق" بعد أن حصلت إسبانيا على تطمينات كافية بشأن شبه الجزيرة لفتح الطريق أمام إبرام اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضا: إسبانيا تعلن عن "اتفاق بشأن جبل طارق" وستصوت لصالح بريكست
وقالت ماي لدى وصولها إلى بروكسل لعقد محادثات مع دونالد توسك رئيس قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي من المقرر أن توافق على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد غدا الأحد: "سنتفاوض دائما بالنيابة عن العائلة البريطانية بأكملها بما في ذلك جبل طارق".
وأضافت: "تمكنا من حل قضايا الانسحاب بالنسبة لجبل طارق بطريقة بناءة ومعقولة".
إسبانيا تهدد بعرقلة قمة المجلس الأوروبي بسبب "جبل طارق"
ماي: فشل خطة الاتفاق ستعني مزيدا من الانقسام في بريطانيا
ماي تؤكد على سيادة بريطانيا على جبل طارق رغم "بريكست"