وصفت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية
الأزمة التي تمر بها العائلة الحاكمة في السعودية بأنها "الأسوأ" من
نوعها منذ ثمانية عقود نتيجة لقرارات ولي العهد محمد بن سلمان وعملية اغتيال
الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأشارت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أن
قرارات ابن سلمات قادت بلاده لوضع يمكن أن يرتب عليها تداعيات خطيرة خاصة إن لم
تعالج المسائل الحاسمة في أقرب وقت ممكن.
وقالت إن مقتل خاشقجي أعلن عن بداية فترة
تحول في العائلة الحاكمة. وبشكل عام والتي أصبحت التغييرات فيها تعتمد على الرغبة
الأمريكية في هذا الصدد، وأيضا على قدرة ابن سلمان على مواجهة معارضيه داخل وخارج
بلاده بسبب قراراته المثيرة للجدل خلال السنوات الأخيرة.
وبينت الصحيفة أن استمرارية ابن سلمان في منصبه
الحالي، وغيره من صناع القرار في البلاد، أصبح على المحك. وهو الحال أيضا بالنسبة
لاستقرار البلاد وكامل المنطقة. وبعد أن تراكمت السلطات والصلاحيات في قبضته تدرس
العائلة المالكة السعودية العودة لاعتماد النظام الذي تخلت عنه منذ 80 سنة. ويرتكز
هذا النظام بالأساس على اتخاذ قرارات بشكل مشترك.
ونقلت عن تقارير غربية تأكيدها أن الغرب يحبذ
الأمير، محمد بن نايف، ويعتبره صديقا مفضلا. في نفس الوقت، عاد الأمير أحمد بن عبد
العزيز إلى المملكة بعد أن غاب عنها طويلا، مع ضمانات أمريكية وبريطانية لسلامته
الأمنية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأمير أحمد من الأشخاص الذين تجرؤوا على توجيه
انتقادات لولي العهد، محمد بن سلمان، خاصة فيما يتعلق بالحرب في اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن ابن سلمان أثبت خطورته عند
اتخاذ القرارات، وكانت قضايا اليمن، وقطر، ولبنان، وخاشقجي خير دليل على ذلك. وبعد
أن نجا بن سلمان من تبعات قضية سعد الحريري بعد اختطافه له، يبدو أن الجميع في
الرياض يبحث عن مخرج مشرف من اليمن، بمساعدة واشنطن.
ورأت أن ابن سلمان سرعان ما يتخذ القرارات
الجريئة، لكنه يستغرق وقتا طويلا للتراجع وإصلاح الوضع. ويبدو أن قضية خاشقجي جاءت
للحسم في العديد من المسائل وإصلاح العديد من الأخطاء التي ارتكبها بن سلمان والتي
نادى بها الكثيرون داخل وخارج البلاد. وبعد أن يعلن بن سلمان عن نهاية الحرب في
اليمن، من المؤكد أن ينهي ولي العهد الحصار على قطر.
وبينت الصحيفة أن الوضع الحالي للمملكة العربية
السعودية معقد للغاية. ومن الجهة الأولى، يجب على بن سلمان حل العديد من المسائل
المتعلقة بالسياسة الخارجية للبلاد.
ومن ناحية أخرى، في حال تم تعديل النظام
السعودي بشكل يتم فيه اتخاذ القرارات بشكل جماعي، يمكن أن تهدد هذه الخطوة العديد
من "الإصلاحات الاجتماعية" التي اتخذها بن سلمان.
وأشارت إلى أنه وفي جميع
الأحوال، ستصبح المملكة العربية السعودية دولة ضعيفة وعلى نحو متزايد. ومن شأن هذا
الوضع أن يحل العديد من المسائل والمشاكل التي تسبب فيها ابن سلمان. لكن، سيؤثر
ضعف العائلة المالكة على استقرار البلاد.
وقالت إن عملية
"الريتز" تركت الكثير من الجروح داخل العائلة المالكة وعملية إصلاحها أو
تضميدها باتت أمرا غير ممكن.
تضارب بتصريحات ترامب عن موقفه من الرياض بسبب خاشقجي
"السيد منشار".. لقب لابن سلمان من كاتب بنيويورك تايمز
خبير: "عقاب ترامب الشديد" قد يعني إزاحة ابن سلمان عن الحكم