منذ اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إثر دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، قبل شهر، ما انفكت السلطات في المملكة تقدم تفسيرات متضاربة لما حدث بالضبط.
ففي غضون ساعات من اختفائه في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رفضت السلطات السعودية ما قالته خطيبة خاشقجي، التركية خديجة جنكيز، بأن الرجل لم يخرج من مبنى القنصلية.
وبعدها بثلاثة أيام، صدر عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أول تصريح سعودي رسمي بشأن القضية، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، مؤكدا فيها مغادرة خاشقجي القنصلية "بعد دقائق من دخوله".
وتابع: "حسب ما علمت فإنه دخل وخرج في بضع دقائق أو ساعة، لست متأكدا، ونحن نحقق بهذا الشأن من خلال وزارة الخارجية لنرى بالضبط ما حدث".
كما شدد على استعداد بلاده السماح للمحققين الأتراك بدخول مبنى القنصلية، في إطار التحقيق باختفاء الراحل.
وبعد يوم من المقابلة، وفي محاولة للتأكيد على صدقية ما قاله ابن سلمان، دعت القنصلية مراسل وكالة "رويترز" إلى دخول المبنى.
لم تظهر عدسة الوكالة أي شيء خارجا عن المألوف، أثناء التجول مع القنصل، محمد العتيبي.
وعلى مدار أسبوعين لاحقين، واصلت الرياض إنكار أي مسؤولية عن تعرض خاشقجي لأي أذى، إلى أن نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قرارات صادرة عن عاهل البلاد، الملك سلمان بن عبد العزيز.
شملت تلك القرارات إقالة عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم نائب رئيس المخابرات أحمد عسيري، ومستشار الديوان الملكي سعود القحطاني، فضلا عن توقيف 18 سعوديًا على ذمة القضية.
وفي اليوم نفسه، وبعد مكالمة بين الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أقرت السعودية بأن خاشقجي قُتل بالفعل داخل قنصليتها في إسطنبول.
ووفقا للرواية الجديدة، فقد حدثت الوفاة بعد "مشاجرة" بين خاشقجي ومسؤولين سعوديين.
لكن سرعان ما تناست المملكة رواية "المشاجرة" بعد إعلانها على لسان المدعي العام سعود المعجب، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ تلقي معلومات من تركيا تشير أن المسؤولين عن قتل الرجل كانوا قد خططوا للجريمة سلفا، في تصديق غير مباشر على الرواية التركية.
وبالتزامن، أفادت "مصادر سعودية رسمية" لوسائل إعلامية، بأن جثة الفقيد سُلّمت إلى "متعاون محلي"، للتخلص منها.
إلا أن "المعجب" الذي زار إسطنبول، الاثنين الماضي، بهدف التعاون مع التحقيقات؛ غادر بعد يومين دون الإجابة عن أسئلة، وصفها الرئيس التركي بـ"البسيطة"، وذلك في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة، من قبيل "أين الجثة؟"، و"من هو المتعاون المحلي؟".
تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة في إسطنبول كشفت، الأربعاء الماضي، أن خاشقجي خُنق حتى الموت فور دخوله القنصلية.
وأضافت، بحسب النتائج الأولية للتحقيقات، أن الجثة تم التخلص منها بعد أن تم تقطيعها.
"فلسطين في البال".. آخر ما غرد به جمال خاشقجي
أول تعليق من خطيبة خاشقجي على خبر مقتله.. نشرت صورته
قنصلية السعودية بإسطنبول تفتح للصحفيين.. والقنصل يعلق