دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المدعي العام التركي إلى تعميم مذكرة توقيف دولية بحق المشتبه بهم في قضية الصحفي جمال خاشقجي والذين تمكنوا من الفرار خارج الأراضي التركية ومطالبة السلطات
السعودية بتسليمهم.
وأضافت المنظمة في بيان لها اليوم، أرسلت نسخة منه لـ "عربي21": "إن من أبجديات التحقيق في مثل هذه القضية يستدعي التحقيق مع المشتبه بهم لإجلاء مصير الصحفي جمال خاشقجي وهذا يتطلب تعاونا كاملا من السلطات السعودية بتسليم كافة المشتبه بهم ورفع الحصانة عن كل المتورطين في القضية".
وعبرت المنظمة عن دهشتها من تقارير
إعلامية تتحدث عن أن السلطات السعودية تستعد لإصدار تقرير تعترف فيه بقتل جمال خاشقجي خطأ على يد عناصر أمنية مارقة وتعفي ولي العهد السعودي من أي مسؤولية.
وأشارت المنظمة إلى أن "هذه الأنباء إن صحت فهي ترسل رسالة للعالم مفادها أن لا سيادة للقانون ولا حرمة للدماء وأن بإمكان بضعة أشخاص متنفذين أن يقوموا بارتكاب جريمة قذرة ثم إخفاء معالمها ببضع كلمات وبتقديم كبش فداء".
وشددت المنظمة على أن "العالم لن يقبل بمثل هذه الرواية المشوهة للحقيقة والمجافية للمنطق وتستخف بعقول البشر وتنال من الأدلة التي تشير إلى أن الجريمة أعد لها قبل أيام من تنفيذها واستخدمت فيها وسائل تدلل أن أعلى سلطة في الهرم أعطى الأوامر بتنفيذها".
ونبهت المنظمة أنه "لو كان هناك نية لخطف جمال خاشقجي وإعادته حيّا إلى الرياض لاستخدمت وسائل لا تشكل أي خطر على حياته لكن من الواضح أن النية عقدت على تعذيبه ثم تصفيته ثم التخلص من جثته بشكل بربري ووحشي".
وأكدت المنظمة على ضرورة أن "تنصب كافة الجهود على كشف الحقيقة كاملة وتقديم كل الفاعلين والمشاركين والمحرضين للعدالة مهما كانت رتبهم ومواقعهم القيادية فلا أحد فوق القانون"، وفق البيان.
وكانت فرق التحقيق الجنائية التركية دخلت مساء أمس إلى مقر القنصلية السعودية في إسطنبول وقامت بجمع العديد من الأدلة من غرفها ومحيطها.
واشتمل عمل الفرق على البحث عن آثار دماء وعلامات تدل على وقوع جريمة فيما أشارت مصادر بمكتب المدعي العام إلى أن الفحص الأولي كشف عن وجود أدلة بارزة على مقتله رغم محاولة السعوديين طمسها.
وقامت الفرق الجنائية بأخذ كميات من تراب حديقة القنصلية فضلا عن عينات من الجدران من أجل فحصها في المختبرات الجنائية.
وتحول
اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إثر دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 تشرين أول / أكتوبر إلى قضية رأي عام عالمي، بعد أن أعلنت عدد من الدول الغربية عن انشغالها بالأمر وطلبها من السلطات السعودية التعاون من أجل كشف الحقيقة عن مصير خاشقجي.
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مساء أمس الاثنين زيارة إلى السعودية يلتقي خلالها نظيره السعودي عادل الجبير والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، جوهرها البحث في كشف مصير جمال خاشقجي.