نشرت صحيفة
"كوميرسانت" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن المُنتدى الاقتصادي الذي
ينظمه صندوق الاستثمار السعودي، سنويا، والذي يُواجه خطرا حقيقيا بعد اختفاء
المُعارض السعودي جمال خاشقجي في تركيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21"، إنه بعد اختفاء الصحفي والمعارض السعودي المعروف، جمال
خاشقجي، وُجهت أصابع الاتهام نحو السلطات السعودية. ونتيجة لذلك، رفض عدد من رؤساء
الشركات الكبرى والمستثمرين دعوة الرياض لحضور المنتدى الاقتصادي والمشاركة في
فعالياته.
وأكدت الصحيفة أنه منذ أسبوعين،
أعلن صندوق الاستثمار السعودي، الذي ينظم سنويا مُنتدى "مبادرة مستقبل
الاستثمار"، أن أكثر من 100 مستثمر دولي بارز ورؤساء شركات رائدة وممثلين عن مجال
الابتكار وافقوا على المشاركة في المنتدى. لكن، خلال الأيام القليلة الماضية،
انخفض عدد الأشخاص المُستعدين للحضور في المنتدى بشكل كبير، تفاعلا مع اختفاء
الصحفي السعودي الشهير، بشكل غامض.
وأضافت الصحيفة أن الروايات
تواترت بشأن مقتل خاشقجي في مبنى القنصلية التابع للسعودية، في
تركيا. فقد شوهد خاشقجي وهو يدخل مبنى القنصلية بتاريخ 2 من تشرين الأول/ أكتوبر،
أي يوم اختفائه. وإثر ذلك، أجرت صحيفة واشنطن بوست تحقيقاتها الخاصة، كما
تمكنت من الحصول على تسجيلات صوتية ومرئية من مبنى القنصلية، وبالاعتماد على هذه
التسجيلات، تم التوصل إلى نتيجة مفادها أنه تم تعذيب الصحفي السعودي وقتله في مبنى
القنصلية.
وقال أحد المصادر من صحيفة
واشنطن بوست، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن "التسجيل الصوتي يكشف ما حدث
مع جمال إثر دخوله المبنى. يمكننا سماع صوته إلى جانب أصوات رجال آخرين يتحدثون
باللغة العربية. يمكن سماعه بوضوح بينما تم استجوابه وتعذيبه ثم قتله".
وأشارت الصحيفة إلى تفاعل
المجتمع الدولي مع هذا الحدث، حيث تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة من
أعضاء لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية؛ للنظر في إمكانية فرض عقوبات على جميع
المتورطين في قضية اختفاء خاشقجي.
من جهته، أعرب دونالد ترامب عن قلقه إزاء
هذه المسألة. في الوقت ذاته، أعلن عدد من كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات
العالمية الهامة عن انقطاع التعاون مع المملكة العربية السعودية، على غرار
الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، الذي ناقش قبل وقت قصير مسألة التعاون مع
السلطات السعودية وبعث مشاريع استثمارية في المملكة، على غرار مشاريع تطوير
السياحة على ساحل البحر الأحمر.
وأفادت الصحيفة بأن رفض رجال
الأعمال والمستثمرين المشاركة في المُنتدى الاقتصادي المعروف "بدافوس
الصحراء" نظرا لأهميته، قد تكون ضربة موجعة للمملكة العربية السعودية. ومن
المثير للاهتمام أن من بين الشخصيات الهامة التي أعلنت رفضها المشاركة في
المنتدى، رئيس شركة فياكوم، بوب بيكيش، ورئيس شركة "أوبر" خسروشاهي،
وصاحب شركة "لوس أنجلوس تايمز" باتريك صن شونغ، فضلا عن المسؤولة
التنفيذية، جوانا بوبر.
وفي الوقت نفسه، أعلن رئيس
"أوبر" خسروشاهي في تصريح له لوكالة بلومبيرغ أنه لن يشارك في المنتدى،
مشيرا إلى أنه "ما لم يتم الكشف عن مستجدات جديدة فيما يتعلق بقضية اختفاء
الصحفي، سنبقى في انتظار إماطة اللثام عن المزيد من المعلومات".
وأفادت الصحيفة بأن بعض الأطراف
الآخرين لم يلغوا مشاركتهم في المنتدى، إلا أنهم يراقبون الوضع عن كثب على غرار
شركة إدارة الأصول الأمريكية، بلاك روك، التي شاركت في المنتدى السنة الفارطة وتمت
دعوتها هذه السنة أيضا. في المقابل، رفضت كل من سي إن إن ونيويورك تايمز المشاركة،
على الرغم من أنهما الرعاة الإعلاميون لهذا المنتدى.
ومن بين المدعوين للمنتدى الذين
لم يغيروا خططهم أو على الأقل رفضوا التعليق حول مسألة حضورهم، وزير الخزانة
الأمريكي ستيفن منوشين، ورؤساء كل من بنك جي بي مورغان تشيس، وصندوق النقد الدولي،
وبنك إتش إس بي سي، وبنك بي إن بي باريبا، فضلا عن ممثل شركة سيمنز وغيرها.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن هيرتوغ،
المُحاضر في كلية لندن للاقتصاد، أنه على الرؤساء التنفيذيين للشركات، خاصة
الشركات التكنولوجية الأمريكية، "الانتباه لمدى تأثير مواقفهم حول هذه
المسألة، على سمعتهم". وأردف هيرتوغ، موضحا: "تعدّ المملكة العربية
السعودية سوقا مهمة، لكنها ليست بأهمية الصين مثلا. ولذلك فإن اتخاذ موقف علني
وواضح بشأن هذه القضية السياسية لن يكلفهم الكثير، مقارنة بمواقف معينة متعلقة
بالصين".
وفي الختام، أوردت الصحيفة أنه
حسب ريتشارد ليبارون، السفير الأمريكي السابق في الكويت، ينبغي على كل رئيس تنفيذي
أن يحقق التوازن فمن جهة عليه ألّا يخاطر بسمعة شركته، ومن جهة أخرى عليه ألّا
يغامر بالمصالح التجارية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)
وول ستريت: كيف أثر اختفاء خاشقجي على المستثمرين والشركات؟
"ديلي ميل": هذا ما جرى للصحفي خاشقجي بإسطنبول (صور)
إيكونوميست: القمع في السعودية يصل لمستوى جديد.. كيف؟