أثار تضارب التصريحات بشأن إعادة افتتاح معبر
نصيب تساؤلات تتعلق بالأسباب وراء تعثر افتتاحه. وكان النظام السوري قال إن العمل عاد في المعبر مقابل نفي رسمي أردني وحديث عن
استمرار المباحثات بشأنه.
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري
"سانا" عن وزارة النقل السورية قولها إن الاستعدادات اللوجستية لافتتاح
معبر نصيب مع الأردن انتهت، مضيفة أن الافتتاح الرسمي سيجري في العاشر من الشهر المقبل.
وجاء بيان الوكالة بعد أن أعلنت وزارة النقل
على لسان وزيرها علي حمودة افتتاح المعبر، وقال حمودة في تصريحات لوكالة روسية إن
"حركة العبور بدأت صباح اليوم بعد استكمال كافة الإجراءات اللازمة لإعادة
افتتاح معبر نصيب جابر
الحدودي بين الأردن وسوريا".
وعلى الجانب الأردني نفت الناطق الرسمي باسم
الحكومة الأردنية جمانة غنيمات افتتاح المعبر، وقالت: "ما زال معبر نصيب
مغلقا أمام حركة نقل البضائع والمسافرين".
من جهته قال أمين عام وزارة النقل الأردنية
أنمار الخصاونة إن هناك "لجنه فنية من الجانبين تتابع استكمال إجراءات فتح
المعابر علما بأن الجانب
الاردني جاهز لفتح معبر نصيب".
وأضاف الخصاونة في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن "عدم فتح المعبر لا يعد تعثرا"، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى استكمال بعض
الإجراءات حتى يتم الفتح من الطرفين، ومن خلال اللجان الفنيه المشتركة".
بدوره قال الكاتب والصحفي عمر
عياصرة: "باعتقادي بأن الطرف الأردني معني بإكمال الترتيبات الأمنية
والاقتصادية والسياسية، وبالتالي من أخر افتتاح المعبر هو الأردن".
وتابع عياصرة في حديث لـ"
عربي21": "الأردن
يريد ترتيبات أمنية معينة وهي بالنسبة له متقدمة على الأمور الاقتصادية"، وهذا ما
عبر عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي في تصريح له في شهر آب\أغسطس الماضي حين قال: "من ناحية المبدأ نحن نريد حدودا مفتوحة مع كل الدول العربية الشقيقة، لكن
متى وكيف، عندما يأتي الطلب (لفتح معبر نصيب) سيخضع لنقاشات تضمن مصالحنا
وأمننا".
وحول نية
سوريا رفع رسوم الشاحنات لفت عياصرة
إلى أن هذا الأمر أيضا يدخل ضمن عوائق فتح المعبر حاليا، ولكنه يرى بأن هذه
الترتيبات سيتم تنظيمها والاتفاق عليها بين الطرفين، وبالتالي لن يطول الأمر ويتم
افتتاح المعبر بحسب قوله.
من جانبه أشار الكاتب والصحفي محمود أبو هلال
إلى أن "الأردنيين أبدوا استعدادهم لإعادة فتح المعبر، وطلبوا من الجانب
السوري عدم التفرد بالإعلان من جانب واحد، والتنسيق بين البلدين ليكون ذلك في موعد
موحد".
وتابع في حديث لـ"
عربي21": "لكن الجانب السوري
سارع للإعلان من جانب واحد ثم تراجع عن الإعلان بعد أن أبدى الجانب الاردني
استغرابه" لافتا إلى أن المشهد بدا وكأن النظام السوري مستعد لفتح المعبر لكن
العثرة لدى الأردنيين.
وأوضح بأن "دمشق فاجأت الجانب الأردني بقرارها
رفع رسوم الترانزيت والشحن، لكل الشاحنات السورية والعربية والأجنبية التي ستعبر
الحدود، لخمسة أضعاف لتصبح 10% بعد أن كانت 2%".
وحول ما إذا كان تعثر فتح معبر نصيب سببه
لوجستي أم سياسي أكد أبو هلال بأن هناك أسبابا سياسية غير ظاهرة وأسبابا لوجستية
ظاهرة.
ولفت إلى "أن كلا الجانبين يحاولان تحسين الشروط
السياسية وإظهار أن فتح المعبر أمر له أهمية علما أنه مهم جدا لكلا الجانبيين،
فالجانب السوري يعتبر فتح المعبر بالنسبة له نصرا معنويا من باب أن النظام انتصر
وعاد كل شيء لطبيعته وتحت سلطته".
وأضاف: "أيضا فتح معبر نصيب مهم للجانب
الأردني، وقد يسرع في إعادة بعض اللاجئين
السوريين، إضافة لأهمية إعادة الاعمار في سوريا اقتصاديا على الجانب الأردني
وتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين".
يذكر أن المعبر جرى إغلاقه عام 2015 بعد سيطرة
قوات المعارضة السورية على المنطقة الحدودية التي تضم المعبر.
ووفقا لإحصاءات أردنية فإن عدد الشاحنات التي
كانت تمر بالمعبر قبل اندلاع الأزمة السورية وصل إلى نحو 7 آلاف شاحنة يوميا.