نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، تقريرا بعنوان: "
تركيا تغامر بالتورط في نزاع مع
السعودية".
ويتحدث التقرير الذي نشرت وكالة "روسيا اليوم" مقتطفات منه عن تنافس الرياض وأنقرة على النفوذ في شمال شرق
سوريا.
وتطرق التقرير إلى وعد تركيا "بتوسيع منطقة نفوذها في سوريا لتشمل المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة الكردية"، مشيرا إلى التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مأدبة عشاء نظمتها مؤسسة توركين في نيويورك، والذي قال فيه: "بإذن الله، سنزيد في المستقبل القريب عدد المناطق الآمنة في سوريا لتشمل شرقي الفرات".
وفي السياق، سأل الصحيفة الباحث السياسي التركي كريم هاس، عن القضية فقال: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تسلم أراضي شرقي الفرات بالكامل، لأن وجودها هناك ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لواشنطن من وجهة نظر عسكرية وجيوسياسية".
وأضاف: "في الوقت نفسه، إذا افترضنا أن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم بعض التنازلات والسماح إلى حد ما بوجود أنقرة بالقرب من المناطق المتاخمة لشرقي الفرات، فإن هذا يمكن أن يحدث في الحالات التالية: أولا، إذا تم التوصل إلى اتفاق مع أنقرة حول "التعايش" المحتمل للنظام التركي ووحدات حماية الشعب الكردية في هذه المنطقة، وهو سيناريو لا يبدو محتملا في الوقت الراهن. ثانيا، إذا تمكنت واشنطن من تقويض التعاون بين أنقرة وموسكو حول التسوية السورية ووحدة أراضي سوريا".
وتقول الصحيفة إن "التقدم المحتمل للقوات الخاضعة لسيطرة تركيا على شرقي نهر الفرات لا يطرح فقط سؤالا عن مواجهة مع الولايات المتحدة فقط، وإنما مع السعودية والإمارات العربية المتحدة أيضا، واللتين أبدتا استعدادهما لتعزيز وجودهما في شمال شرقي سوريا".
وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة ما ذكرته من وصفتها بـ"مصادر من المعارضة السورية المعتدلة" منتصف كانون الأول/ديسمبر من أن "ممثلين للمخابرات السعودية التقوا مع زعماء القبائل العربية التي تعيش شرقي الفرات، وأن المحادثات كانت تهدف إلى الحصول على موافقتهم للاعتراف بسلطة "قوات سوريا الديمقراطية"، وفي المقابل، وعد الجانب السعودي بالدعم المالي".
وتنتهي الصحيفة إلى القول: "وعلى ضوء عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرقي سوريا لتوفير الموارد، يبدو أن تعزيز نفوذ السعودية والإمارات العربية المتحدة في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية هو السيناريو الأكثر توقعا".