شهدت العلاقات بين إسرائيل وروسيا مراحل عدة توتر نجمت خصوصا عن خلافاتهما حول الشرق الأوسط، من تقارب في السنوات الأولى لقيام إسرائيل وصولا إلى الفتور الذي تسبب به إسقاط طائرة روسية بعد ضربات نفذتها الدولة العبرية في سوريا.
من أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل
في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 وافقت حكومة
الاتحاد السوفيتي على خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين، يهودية وعربية، وكان الاتحاد
من أولى الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل عند قيامها في أيار/ مايو 1948، وفي أيار/مايو
1949 صوتت موسكو لصالح انضمام إسرائيل إلى الأمم المتحدة.
قطيعة لمدة 24 عاما
في 10 أيار/ مايو 1967 قطع الاتحاد السوفياتي
علاقاته مع إسرائيل خلال الحرب العربية الاسرائيلية، وقامت موسكو بتسليح وتمويل
دول عربية على مدى عقود.
وفي آب/ أغسطس 1986 بدأ البلدان تقاربهما مع أول
اتصال رسمي في هلسنكي بين وفدين قنصليين إسرائيلي وسوفيتي.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1991 أعاد الرئيس ميخائيل
غورباتشيوف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قبل شهرين من انهيار الاتحاد السوفيتي
وسمح بهجرة اليهود، وخلال عقد، هاجر أكثر من مليون منهم إلى إسرائيل.
في نيسان/ أبريل 1994، قام رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحق
رابين بزيارة رسمية لموسكو كانت الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي، ما كرس تطبيع
العلاقات الثنائية بين البلدين.
سلسلة لقاءات
في أيلول/ سبتمبر 2001، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي
أرييل شارون والرئيس فلاديمير بوتين في موسكو "الإرهاب" اللذين قالا إن
بلديهما يتعرضان له.
وروسيا التي تعتبر تقليديا أقرب إلى الدول العربية،
شاركت مع الولايات المتحدة في رعاية عملية السلام في الشرق الأوسط، وتقاربت مواقف
الكرملين والإسرائيليين منذ الهجوم الروسي في الشيشان حيث أعلنت روسيا أنها تحارب
الارهاب.
واعتبر شارون من جهته أن أعمال العنف الناجمة عن الانتفاضة
الفلسطينية تعتبر "حملة إرهابية".
في نيسان/ أبريل 2005، قام بوتين بزيارة تاريخية لإسرائيل
على خلفية خلافات حول بيع موسكو صواريخ مضادة للطيران لسوريا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2006 هيمن البرنامج النووي
لإيران، عدوة إسرائيل، على الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت
لموسكو.
تعاون
في حزيران/ يونيو 2008، أعلن عملاق الطاقة الروسي
غازبروم إنه يدرس نقل الغاز إلى إسرائيل.
في أيلول/ سبتمبر 2010 وقع وزيرا الدفاع الروسي
والاسرائيلي اتفاق تعاون عسكري، وهذا التعاون كان بدأ عام 2009 عبر بيع روسيا
طائرات مسيرة إسرائيلية، وتعبر إسرائيل عن قلقها بانتظام من مبيعات الأسلحة
الروسية وخصوصا لإيران وسوريا.
وتكثفت الاتصالات منذ ذلك الحين بين بوتين ورئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اللذين التقيا ثلاث مرات منذ بداية السنة.
آلية تنسيق حول سوريا
في 21 أيلول/ سبتمبر 2015، التقى رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي في موسكو، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن
البلدين توافقا على آلية لتنسيق أعمالهما العسكرية في سوريا، الدولة التي تشهد
نزاعا داميا منذ 2011 بهدف تجنب "سوء تفاهم" ومواجهات.
في 30 أيلول/ سبتمبر بدأ الطيران الروسي حملة غارات
جوية دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة فصائل المعارضة.
في 15 تشرين الأول/ أكتوبر أعلنت موسكو قيام
"خط مباشر" مع الطيران الإسرائيلي لتجنب وقوع حوادث.
وقامت إسرائيل منذ 2013 بشن ضربات عدة في سوريا ضد
نظام الرئيس السوري أو حليفيه حزب الله اللبناني وإيران.
إسقاط طائرة روسية
في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 أسقطت الدفاعات الجوية
السورية من طريق الخطأ طائرة إليوشين-20 روسية فوق المتوسط، ما أدى إلى مقتل
العسكريين الـ15 الذين كانوا فيها، في الوقت نفسه، استهدفت صواريخ إسرائيلية مخازن
ذخيرة في محافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا.
وفي اليوم التالي وخلال اتصال هاتفي عبر نتنياهو عن
"حزنه" للرئيس الروسي، ثم تحدث بوتين عن "سلسلة ظروف عرضية
مأسوية" تقف وراء إسقاط الطائرة.
لكن في 23 أيلول/ سبتمبر اتهم الجيش الروسي إسرائيل
بأنها زودته "بمعلومات مضللة" أدت إلى الحادث.
وفي 24 أيلول/ سبتمبر أعلنت روسيا عزمها على تعزيز
الدفاعات الجوية لدى الجيش السوري عبر بطاريات أس-300 وكذلك تشويش بعض الاتصالات
في المتوسط.
وأعلن بوتين لنتنياهو أنه يرفض الرواية الإسرائيلية
مشككا "تحديدا في تحركات" الجيش الإسرائيلي، من جهته أكد نتنياهو ثقته
بنتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي محذرا من أي نقل لأسلحة متطورة إلى
سوريا.
مخاوف إسرائيلية على التفاهمات مع موسكو بعد حادث الطائرة
هكذا ردت إسرائيل على تفاصيل موسكو حول إسقاط طائرتها
هل تستغل طهران شرخ إسرائيل وروسيا في تسريع نقل الأسلحة؟