دفع الاتفاق التركي الروسي حول إنشاء منطقة عازلة في إدلب، بعديد من المراقبين إلى الجزم بعودة ملف تل رفعت إلى الواجهة من جديد.
ويخضع تل رفعت لسيطرة وحدات الحماية الكردية، التي تتواجد فيها مليشيات شيعية موالية للنظام السوري، في حين هددت تركيا مسبقا بطرد المليشيات منها.
وما يعزز هذه التوقعات، تشكيل هذه المناطق بؤرة توتر، تهدد بإشعال المنطقة من جديد.
ويقع تل رفعت إلى الشمال من حلب، الذي سيطرت عليه المليشيات الكردية في أواخر العام 2015، بدعم من سلاح الجو الروسي.
ويرى خبراء أن بقاء هذه المنطقة على وضعها الراهن، بات شبه مستحيل، لا سيما مع تزايد المطالب الشعبية من أهالي المنطقة الذين تم تهجيرهم، بضرورة العودة إليها، وسط عمليات استفزازية للمعارضة السورية يقوم بها النظام السوري، ووسائل إعلامه من حين لآخر.
اقرأ أيضا: تعزيزات تركية إلى منطقة تل رفعت شمال حلب.. ما الهدف منها؟
بدوره، اعتبر المسؤول السياسي في مجلس تل رفعت المحلي، بشير عليطو، أنه يمكن اعتبار أن حل مشكلة هذه المناطق أصبحت الأولوية الأولى، بعد التوصل لاتفاق بخصوص إدلب.
وفي حديث مع "عربي21" أشار عليطو، إلى مسألة اعتبرها غاية في الأهمية، من شأنها تحريك ملف تل رفعت، وهي التشابه الكبير لطريقة وشكل الحل بإدلب، مع الطروحات السابقة لحل ملف تل رفعت، وذلك في إشارة منه إلى الخطط السابقة التي تم تسريبها من المباحثات التركية الروسية حول جعل تل رفعت منطقة منزوعة السلاح وبمراقبة تركية روسية مشتركة.
وتابع بأن "الملف سيعود للواجهة فعلا بسبب الأولوية ومطالبة الأهالي النازحين الذين قاربت فترة نزوحهم على الثلاثة أعوام"، كاشفا عن أن "الأهالي سيبدأون حملة مطالبة بعودتهم وطرد قوات النظام ومليشيات إيران وقسد".
تفاهمات تل رفعت
ومثل عليطو، أوضح الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، أن صيغة الاتفاق الذي أبرم في سوتشي حول إدلب، "مستوحاة بالأصل من التفاهمات غير النهائية التي كانت تجرى بين موسكو وأنقرة حول تل رفعت".
وأشار لـ"عربي21" إلى أن اتفاق تل رفعت الذي لم يكتمل كان ينص على إخراج السلاح وإقامة نقاط مراقبة مشتركة ودوريات روسية تركية، وتسليمها لمجالس محلية من أجل إدارة شؤونها، وهذه البنود نفسها تقريبا تم الاتفاق عليها في المنطقة العازلة بإدلب.
واعتبر أن "أنقرة وموسكو استفادتا كثيرا من مخرجات النقاشات التي دارت بين مجموعات العمل الروسية -التركية في تل رفعت".
اقرأ أيضا: توجس من بنود الاتفاق المبدئي في تل رفعت.. ما مسبباته؟
وبناء على ذلك، رأى عاصي أنه "في حال التزم الطرفان التركي والروسي بتطبيق بنود الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في سوتشي، الذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، فإن بلدتي الفوعة وكفريا ستصبحان خاليتين من وجود المليشيات التابعة لإيران، وستنتشر فيهما نقاط مراقبة روسية وإيرانية، وهذا يعني أن منطقة تل رفعت ستكون الوحيدة التي يتبقى فيها وجود مسلح مرتبط بتنظيم حزب العمال الكردستاني التركي وأفرعه السورية".
وأضاف أن تركيا لن تترك هذه المنطقة دون إجراء حل كامل لها، وعدم تركها كبؤرة لعدم الاستقرار، فضلا عن وقوع تل رفعت على طريق حلب-غازي عنتاب الدولي، الأمر الذي يجعل تسوية وضعها وفتح ملفها من جديد، أمرا لا بد منه، في حال تم الالتزام بتطبيق الاتفاق في إدلب.
ما زال مبكرا
لكن في المقابل، اعتبر رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات أستانة، الدكتور أحمد طعمة، في تصريح مقتضب لـ"عربي21" أن "من المبكر الحديث عن مستقبل تل رفعت".
وفي حزيران/ يونيو الماضي، طلب الجانب التركي من أهالي تل رفعت والبلدات المحيطة بها، إعداد قوائم بأسماء العائلات التي ترغب بالذهاب إلى تل رفعت، في إطار اتفاق مع روسيا، من دون أن تطرأ تطورات بعد ذلك.
وتسيطر الوحدات الكردية على مدينة تل رفعت، وسط أنباء غير مؤكدة عن تسليمها من الأكراد للنظام، عقب انتهاء عملية "غصن الزيتون".
ماذا وراء توقيع موسكو اتفاق إدلب.. لماذا غيرت موقفها؟
هكذا رسم النظام خطته للسيطرة على محافظة إدلب
تعزيزات تركية إلى منطقة تل رفعت شمال حلب.. ما الهدف منها؟